أظهرت النتائج المستخلصة من دراسة مؤشر ثقة المستهلك الأخيرة التي أجراها كل من Bayt.com، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، ومؤسسة الأبحاث والاستشارات YouGov، أنه في الوقت الذي تبدو فيه المشاعر قرب نهاية العام سلبية تجاه الأوضاع المالية الشخصية والاقتصاد الوطني، إلا أن النظرة تجاه العام المقبل أكثر إشراقا.
الوضع الحالي '
يصرح المشاركون في دولة قطر أن الأوضاع المالية بالنسبة لهم (وعائلاتهم) هي إما نفسها (42%) أو أسوأ (23%) مقارنة بالعام الماضي، وذلك مع وجود26% فقط ممن يقولون أن أمورهم المالية تحسنت في الفترة ذاتها. كما يتجه الشعور المحايد/السلبي أيضا نحو اقتصاد البلاد مع وجود نسبة إجمالية قدرها58% ممن يقولون أن الوضع هو نفسه (37%) أو أسوأ (21%) مما كان عليه قبل12 شهرا.
وتعتبر أحوال الأعمال في قطر أفضل من غيرها في كافة أنحاء المنطقة، إذ يقول16% فقط من المشاركين أن الآن وقت سيء للأعمال، فيما يقول37% أنه إيجابي، بينما35% محايدون. وهو أمر يتناقض بشكل طفيف مع41% ممن يعتقدون الآن وقت سيئ لشراء سلع معمرة، إذ يقول10% فقط أن الآن وقت مناسب للشراء مع وجود39% ممن يقولون أنه وقت محايد.
ويعتبر هذا الربع من العام وقتا سيئا للتوظيف:30% من المشاركين يوضحون أنه يوجد فرص عمل "قليلة جدا" متوفرة في قطر، وذلك بوجود31% ممن يقولون أن "العديد منها ليس متوفرا". وفي سياق متصل، صرح21% أن هناك موظفون أقل يعملون معهم الآن مما كان عليه الأمر في الوقت نفسه من العام الماضي مع قول44% فقط أن أعمالهم شهدت توسعا و20% أن عدد الموظفين لايزال ثابتا.
وفي سياق آخر، وضحت نسبة هائلة قدرها63% من المشاركين أن الراتب لايواكب تكلفة المعيشة الحالية. وقال عامر زريقات، نائب رئيس المبيعات في Bayt.com:" يبدو أن نسبة التفاؤل متدنية هذا العام، إذ يبدو أننا لانزال في نهاية فترة الركود الاقتصادي. ولكن، ومع مرور الوقت، تتحسن التوقعات ونسبة التفاؤل، وبخاصة بالنسبة لمن يبحثون عن التوظيف". وأضاف:" في Bayt.com، يمكن لأصحاب العمل والباحثين عن عمل، على حد سواء، أن يجدوا حلا مثاليا لحاجات التوظيف، إذ إننا نجعل الأمر أسهل بالنسبة للطرفين ليتمكنا من القيام ببحث ناجح من خلال قاعدة بياناتنا الشاملة".
توقعات العام2012
وكما ذكر زريقات، فإن النظرة تجاه العام2012 إيجابية، إذ يعتقد54% من المشاركين أن الوضع المالي سيتغير نحو الأحسن العام المقبل، فيما يقول60% الأمر ذاته عن اقتصاد البلاد. ومن المتوقع أن تتحسن أحوال الأعمال وفقا لـ60% من المشاركين في قطر، بينما49% إيجابيون باتجاه أنه سيكون هناك المزيد من الوظائف المتوفرة على الرغم من أن15% يعتقدون أن عدد الوظائف سيبقى نفسه، فيما يعتقد20% أنه سيكون هناك وظائف أقل.
وتواصل التشاؤم عندما سئل المشاركون عن النمو المتوقع للشركات في الأشهر الثلاثة المقبلة:31% يعتقدون أنه لن يكون هناك تغيير في عدد الموظفين في الشركة (33% يقولون أنه سيكون هناك نمو إيجابي؛ فيما صرح18% بنقيض ذلك). وتعكس الإحصاءات نظرة مشابهة فيما يتعلق بمواكبة متطلبات التوظيف، إذ إن33% من المشاركين لديهم مشاعر حيادية مع وجود24% ممن صرحوا أن شركتهم ستفشل بالوفاء بتلك المتطلبات.
أما النظرة إلى الاقتصاد، فإنها ليست أفضل بكثير، إذ ترك التضخم28% من المشاركين في قطر بنظرة سلبية تجاه تكلفة المعيشة في المستقبل، فيما يعتقد27% أن تكلفة العقار ستتأثر سلبا أيضا.
وقال سنديب شهال، الرئيس التنفيذي لشركة YouGov: "رغم أن النظرة الكلية غير إيجابية في الوقت الراهن، تبقى التصورات للعام المقبل أكثر تفاؤلا حيث يتطلع الأفراد إلى تحسن أحوال الأعمال. وينبغي أن تقود أحوال الأعمال الأفضل الى المزيد من الوظائف، وربما الى تعويضات أفضل، وهو أمر مرغوب به بشكل دائم".
الرضا المهني
مجددا، هناك ميل نحو المشاعر السلبية عندما يدور الحديث حول الرضا المهني، إذ إن16% فقط من المشاركين في قطر راضون عن آفاقهم الوظيفية والمهنية، وذلك مع وجود23% فقط ممن يشعرون أنهم سعداء بالنسبة لإمكانية النمو في مؤسساتهم الحالية. وتبين ان الرضا بالأمن الوظيفي أعلى بقليل، حيث يقول31% أنهم يشعرون بالأمان في مناصبهم، و8% فقط راضون بالتعويضات الحالية. فيما نحو ثلث المشاركين غير راضين (35%)، و47% صرحوا بالحياد.
توقعات الشراء في العام المقبل
لاتتطلع غالبية المشاركين في قطر لأي عمليات شراء كبرى في2012. ومن بين36% ممن قالوا أنهم ينوون شراء سيارة، سيشتري53% سيارة جديدة و47% سيارة مستعملة. ويتطلع26% فقط لشراء عقار في الأشهر الإثني عشر المقبلة، منهم67% سيشترون عقارا جديدا.
وتبقى أجهزة الكمبيوتر المحمول السلعة الأكثر شعبية التي يتطلع الأفراد لشرائها في الأشهر الستة المقبلة مع وجود29% من القائلين أنهم سيستثمرون في شراء أحدها. فيما كانت الأثاث ثاني أكبر سلعة استهلاكية شعبية (21%)، متبوعة بأجهزة التكييف وشاشات LCD/Plasma (81%).
يذكر أن بيانات مؤشر ثقة المستهلك– سبتمبر2011 من Bayt.com جمعت إلكترونياً بين27 نوفمبر و6 ديسمبر2011 بمشاركة7343 شخصا تفوق أعمارهم18 عاما يغطون دول مجلس التعاون الخليجي وأفريقيا الشمالية والمشرق والمقيمون الغربيون والجنسيات الآسيوية. وكانت الدول المشاركة هي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر وعمان والكويت والبحرين، إلى جانب لبنان وسوريا والأردن ومصر والمغرب والجزائر وتونس وباكستان.