كشفت أحدث دراسة لمؤشر ثقة المستهلك أجراها بيت.كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع مؤسسة Yougovللأبحاث والاستشارات، أن غالبية سكان الشرق الأوسط حافظوا على وضعهم المالي أو قاموا بتحسينه في الأشهر الاثني عشر الماضية، مع وجود تطلعات أكثر إيجابية للعام المقبل.
الأوضاع الإقليمية
في حين شهد حوالي ثلث الذين شملتهم دراسة بيت.كوم لثقة المستهلك الإقليمية انخفاضاً في مواردهم المالية مقارنة مع العام2011، فإن الثلث الآخر (34٪) أفاد أنه لم يحدث أي تغيير في وضعهم على الإطلاق. بالمقابل أشار أكثر من الربع (27٪) إلى تحسن وضعهم المالي.
وترى النسبة الأكبر أن اقتصادات البلدان إما على حالها أو أنها أسوأ من العام الماضي، في حين ترى أغلبية من المشاركين أن الوقت غير مناسب لشراء السلع الاستهلاكية المعمرة وأن ظروف العمل غير مواتية.
وصرح12٪ فقط بأن هناك عدد كبير من الوظائف المتاحة. ويسود شعور في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط (بحسب67٪من المشاركين) بأن الأجور والتعويضات لا تواكب تكاليف المعيشة، اضافة الى تصريح غالبية المستطلعين (40%) بعدم رضاهم عن آفاقهم المهنية ونوع عملهم الحالي و(39%) بعدم رضاهم بفرص النمو.
وعلى الرغم من هذا، لا يشكل الأمن الوظيفي مصدر قلق للمهنيين العاملين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ إذ يفيد معظم المشاركين61٪ أن مشاعرهم حيال الأمن الوظيفي محايدة إلى عالية. أما الشعور العام بأنه سيحدث نمو على صعيد عدد العاملين في الشركات خلال الشهور الثلاثة المقبلة فهو ضئيل مع ذكر37٪ أن شعورهم محايد حول تلبية الاحتياجات من الموظفين.
وحول العام المقبل، فالتوقعات إيجابية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. ويعتقد الأشخاص المستطلعة آراؤهم بأن وضعهم المالي الشخصي سوف يتخذ منعطفا نحو الأفضل. وتقول الأغلبية أن هذا الأمر سينعكس أيضاً على اقتصاد بلادهم وظروف العمل وتوافر فرص العمل. ولكن هذه الإيجابية لا تتسع لتشمل جميع المجالات، حيث يرون أن تكاليف المعيشة (39٪) والعقارات (36٪) ستتأثر سلباً في المستقبل.
وقال27٪ فقط من المشاركين أنهم قد ينظرون في مسألة شراء سيارة خلال العام المقبل. ويميل أولئك إلى شراء سيارات جديدة. وينطبق الشيء نفسه على21٪ من الذين يتطلعون إلى شراء العقارات. أما من حيث المشتريات الصغيرة، فأجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة لا تزال الأكثر شعبية، ويليها الأثاث والكاميرات الرقمية.
وقال سهيل مصري، نائب رئيس المبيعات في بيت.كوم: "تتوافق المشاعر في ما يتعلق بالتجارة والاقتصاد والتوظيف نسبياً في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وافريقيا الشمالية، مع أن الشعور الإقليمي حول الوضع الحالي لا يزال منخفضاً نسبياً. ومع ذلك، هنالك أمل دائماً في مستقبل أكثر إيجابية. والمسألة الأكثر أهمية هي معرفة أن الموظفين يشعرون بالأمان في وظائفهم الحالية. ونحن نجمع المعلومات ذات الصلة للباحثين عن عمل وأصحاب العمل على حد سواء، ونكملها بمعرفتنا حول القطاعات والمنطقة لتقديم أدوات داعمة لملايين الناس الذين يستخدمون موقعنا لأغراض التوظيف".
وقال سنديب شهال، المدير التنفيذي لشركة Yougov: "في ضوء إشارة الغالبية العظمى من الناس إلى أن الوضع المالي ظل على حاله أو تحسن على مدى العام الماضي، فقد تكون هذه النظرة الإيجابية للمستقبل واقعية. وفي حين أن الغالبية تقول أن الوقت الراهن غير ملائم للأعمال، فهناك بعض الدول التي تشهد مناخات تجارية أكثر إيجابية، وهذا دون شك يمثل علامة جيدة لتحسن الأمور في المستقبل".
الوضع في المملكة العربية السعودية
في المجمل، فإن الوضع في المملكة العربية السعودية يسير على خطى بقية دول المنطقة. وأفاد المشاركون أن وضعهم المالي هو إما نفسه الآن أو أفضل مما كان عليه قبل12 شهراً، على الرغم من أنهم يعتقدون أيضاً أن اقتصاد البلاد قد بقي على حاله.ويعتقد المشاركون في السعودية أن هذا وقت محايد لشراء السلع الاستهلاكية المعمرة، ويرون أيضاً أن مناخ ظروف العمل إيجابي للغاية.
كما أن التوقعات بالنسبة لفرص العمل في السعودية هي أفضل من الغالبية العظمى من دول المنطقة، إذ أن32٪ أشاروا إلى أن هناك عدد كبير جداً من فرص العمل المتاحة مقارنةً بنسبة12% من المشاركين في المنطقة الذين أشاروا إلى الوضع ذاته في بلدهم. ويرى أربعة من أصل عشرة من الذين شملتهم الدراسة في المملكة (44%) أن هناك عدداً أكبر من الموظفين العاملين في شركاتهم الآن، مقارنة مع ما كان عليه الحال في العام الماضي، و59٪ منهم يعتقدون أن رواتبهم لم تواكب غلاء المعيشة، في حين يقول47٪ أن تعويضاتهم غير كافية.
ولا يبدو أن لهذا الأمر تأثير سلبي على الرضا الوظيفي. وقد اختار أكثر من النصف (57٪) "محايد" أو "عالي" لوصف ارتياحهم عن حياتهم المهنية وفرص العمل وآفاق النمو في شركاتهم الحالية؛ و63% وصفوا آفاق النمو بأنها "محايدة" إلى "عالية".بالإضافة إلى أن رأي65% هو "محايد" إلى "عالي" في ما يتعلق بمدى ارتياحهم لأمنهم الوظيفي.
ويرى معظم المشاركين في السعودية أنه سيكون هناك خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إضافة بسيطة من الموظفين إلى شركاتهم (38٪ أفادوا أن رأيهم محايد في هذا الصدد). كما كان40٪ محايدا أيضا حول ما إذا كانت شركاتهم تواكب متطلبات التوظيف أو لا.
إن توقعات المشاركين في المملكة العربية السعودية للسنة المقبلة إيجابية، مع اعتقاد الأغلبية بأن كلا من الوضع المالي (56٪) والاقتصاد في البلاد (48٪) قد يتحسن. ومن المتوقع أيضا أن تتحسن ظروف العمل وعدد الوظائف المتاحة، وفقا لآراء55٪ و42٪ من المشاركين، على التوالي.
من ناحية أخرى، يعتقد المواطنون في السعودية أن تكاليف المعيشة (36%) وتكلفة استئجار أو شراء العقارات (36%) ستتأثر سلباً في السنة المقبلة.
ويتوقع ما يقارب ثلث المقيمين في السعودية (32٪) شراء سيارة في العام2012، ويتوقع51% منهم شراء سيارة جديدة. ويفكر الربع أي26٪ فقط في الاستثمار بالعقارات، ومنهم أكثرية64٪ ينظرون في شراء عقار جديد. ومن ناحية السلع المنزلية المتوقع شراؤها، فان الكمبيوتر المحمول أو الكمبيوتر هي الأكثر شعبية، يليها الأثاث وأجهزة تلفاز البلازما.
لقد تم جمع بيانات دراسة مؤشر ثقة المستهلك – مايو2012 الفصلية من بيت.كوم عن طريق الإنترنت خلال الفترة ما بين18 أبريل و7 مايو2012، وشملت10,138 مشاركاً تفوق أعمارهم18 عاماً ويتوزعون في دول مجلس التعاون الخليجي العربي وشمال أفريقيا والمشرق العربي، إلى جانب وافدين غربيين وآسيويين. والدول التي شملتها الدراسة هي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت وسلطنة عمان وقطر والبحرين ولبنان وسوريا والأردن ومصر والمغرب والجزائر وتونس وباكستان.