أجرى بيت.كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، دراسة جديدة بعنوان ’السعادة والعافية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا‘، وذلك بالتعاون مع YouGov، وهي مؤسسة مستقلة متخصصة في مجال الاستشارات. وكشفت الدراسة أن المشاركين في دولة الإمارات العربية المتحدة راضون إلى حد كبير عن حياتهم بشكل عام. ومن أهم عوامل رضا سكان دولة الإمارات السلامة والأمن، والاستقرار السياسي، وتوافر المرافق العامة (من مياه للشرب وكهرباء وغيرها)، وتوافر وسائل الترفيه، والبنية التحتية العامة، عبر النسب66٪،60٪،57٪،55٪، و45٪ على الترتيب، مما يدل على أنهم راضون ‘إلى حد كبير‘ عن هذه الجوانب من حياتهم بشكل عام في دولة الإمارات.
ما مدى سعادة الناس في الشرق الأوسط؟
في ما يتعلق بالحياة الشخصية، أشار المشاركون من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أنهم راضون بشكل عام عن صحتهم العقلية والجسدية. في الواقع، أشار75٪ منهم إلى أنهم يتمتعون بصحة جيدة عموماً، وقال نحو النصف أنهم راضون ‘إلى حد كبير‘ عن طبيعة العلاقة التي تربطهم بعائلاتهم.
من ناحية أخرى، جاء ضعف الاستقلال المالي في كل من دول مجلس التعاون الخليجي والمشرق العربي وشمال أفريقيا في طليعة مصادر الإستياء التي كشفت عنها الدراسة. وتجدر الإشارة الى أن الناس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غير راضين تماماً عن حياتهم المهنية، حيث أشار45٪ من المشاركين في أنحاء المنطقة إلى أنهم غير راضين عن رواتبهم. كما أن هناك شعور عام بعدم وجود الكثير من فرص التطور المهني (وبخاصة في سوريا، والأردن، والجزائر، والمغرب). وعندما سئل المشاركون عن مستوى رضاهم العام عن وظيفتهم الحالية، أشاروا الى أنه منخفض عموماً وذلك في مختلف أنحاء المنطقة، وشهدت المغرب أدنى مستويات الرضا. كما أشار15٪ فقط من المشاركين بأنهم راضون ‘إلى حد كبير‘ عن التوازن الحالي بين حياتهم المهنية والشخصية. وعندما سئل المشاركون عن المستويات الحالية من الضغط النفسي في حياتهم اليومية، قال4 من كل10 أنهم يعانون من الضغط ‘إلى حد ما‘، وتكمن أحد أهم أسباب ارتفاع مستويات الضغط النفسي في المنطقة في زيادة تكاليف المعيشة والوضع الاقتصادي الحالي.
وتعليقاً على نتائج هذه الدراسة، قال سهيل المصري، نائب الرئيس للمبيعات في بيت.كوم: "من الواضح جداً أن العمل يلعب دوراً كبيراً في رضا سكان المنطقة عن حياتهم. كما يبدو أن الضغط النفسي مشكلة سائدة في مختلف أرجاء المنطقة، وهو على الأرجح انعكاس للوضع الاقتصادي غير المستقر في كثير من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. مع ذلك، وعلى الرغم من معاناة العديد من المهنيين من مشاكل صحية مرتبطة بالضغط النفسي، يبدو أن هناك شعور عام من السعادة والرضا بالمستوى العام للحياة، ونحن في بيت.كوم نتخصص في تمكين الباحثين عن عمل وأصحاب العمل من خلال تزويدهم بالمعلومات التي تساعدهم في تحسين مسيرتهم المهنية وحياتهم اليومية".
ومن الواضح أن الحالة العامة لبلد الإقامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تؤثر بشكل كبير على مستويات السعادة؛ حيث أظهرت الدراسة أن المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي ينعمون بمستويات رضا أعلى بكثير بفضل العديد من العوامل التي يُنظر إليها على أنها مفتاح السعادة، وفي مقدمتها تكاليف المعيشة وفرص العمل. ومن جهة أخرى، أعرب المشاركون في شمال أفريقيا عن استيائهم الكبير من عدم توافر أمور أساسية مثل البنى التحتية العامة، ومرافق النقل العام ووسائل الترفيه، وفرص التواصل الإجتماعي. في المشرق العربي بالمقابل، أشار المشاركون في الأردن إلى رضاهم عن معظم معايير الدراسة، على الرغم من وجود استياء كبير عن هذه المعايير في كل من لبنان وسوريا. ويبدو أن فرص العمل وتكاليف المعيشة في بلد الإقامة يمثلان أبرز عوامل عدم الرضا في منطقة الشرق الأوسط عموماً. ومن جانبه، قال صنديب شهال، الرئيس التنفيذي لشركة YouGov: "تختلف معايير السعادة إلى حد كبير استناداً إلى عوامل عديدة عند مقارنة المناطق الرئيسية الثلاثة التي تشكل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ألا وهي المشرق العربي وشمال أفريقيا ومجلس التعاون الخليجي. وتكشف الدراسة عن كون دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكثر البلدان سعادة على مستوى المنطقة. ويمكن أن يعزى هذا الأمر إلى حقيقة أن السكان يشعرون بالأمن والأمان والاستقرار السياسي في الدولة".
13٪ من المشاركين في دولة الإمارات يشعرون بالرضا ‘إلى حد كبير‘ عن حياتهم بشكل عام
صرح أكثر من59% من سكان الإمارات العربية المتحدة بأنهم راضون عن حياتهم بشكل عام في حين أشار13% الى انهم راضون ‘الى حد كبير‘. لذا تعد دولة الإمارات من أسعد الدول في المنطقة. في الواقع، تساهم العديد من العوامل في تصدر الإمارات قائمة السعادة في المنطقة، بما في ذلك السلامة العامة والأمن، وتوافر وسائل الترفيه، والاستقرار السياسي، وفرص التواصل الاجتماعي، وتوافر مرافق الرعاية الصحية، ووسائل النقل العام، وجودة البنى التحتية العامة، وتوافر فرص العمل.
كما حلّت الإمارات في المرتبة الثانية من حيث موقف وسلوك الناس بشكل عام، والقدرة على عيش حياة مالية مستقرة، والقدرة على المحافظة على علاقات جيدة مع العائلة والأصدقاء. وقد أشار73% من سكان الإمارات الى انهم في صحة جيدة إلى ممتازة، في حين أشار20% الى انهم بصحة جيدة عموماً، و6% الى انهم يعانون من بعض المشاكل الصحية ولكنهم قادرون على السيطرة عليها.
في حين أن40٪ من الموظفين في الإمارات راضون ‘إلى حد ما‘ أو ‘إلى حد كبير‘ عن وظائفهم، أفاد60٪ من أفراد العينة إلى أن نهم يعانون من ضغط الحياة اليومية (17٪ يعانون من ضغط كبير، و43٪ يعانون من ضغط إلى حد ما). وأشار ثلاثة أرباع ممن شملهم الاستطلاع إلى أن ارتفاع تكاليف المعيشة هو السبب الرئيسي للضغط النفسي في دولة الإمارات، وهو السبب عينه الذي ذكره المستطلعون في باقي أنحاء المنطقة. وتشمل قائمة الأسباب المهمة الأخرى قضايا مرتبطة بالعمل (60٪) وعدم القدرة على الحفاظ على توازن جيد بين العمل والحياة (50٪).
أما من حيث التقدير في مكان العمل، فقد صرح17% من المهنيين في الإمارات بأنهم راضون ‘الى حد كبير‘ عنه، في حين أشار15% الى انهم راضون الى ‘حد كبير‘ عن ساعات العمل، و14% راضون ‘الى حد كبير‘ عن الدعم الذي يتلقونه من زملائهم في العمل، و13% راضون ‘الى حد كبير‘ عن التوازن بين العمل والحياة.
وقد تم جمع بيانات استبيان ’السعادة والعافية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا‘ الذي أجراه موقع بيت.كوم عبر الإنترنت خلال الفترة ما بين6 و20 يونيو2013، بمشاركة11,170 شخصاً تفوق أعمارهم21 عاماً، ويقطنون في الجزائر والبحرين ومصر والأردن والكويت ولبنان والمغرب وعُمان وباكستان وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا وتونس والإمارات العربية المتحدة.