أجرى بيت.كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، دراسة جديدة بعنوان "السعادة والعافية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، يونيو2013، وذلك بالتعاون مع YouGov، وهي مؤسسة مستقلة متخصصة في مجال الاستشارات. وكشفت الدراسة أن المشاركين في مصر راضون عن الحياة بشكل عام، على الرغم من ارتفاع تكاليف المعيشة وضعف الاستقرار السياسي في البلاد، وهما أهم أسباب عدم الرضا والشعور بالضغط والإجهاد في البلاد. ومن أبرز العوامل للرضا بالنسبة إليهم هي الرفاهية العقلية (62%)، والعلاقات مع العائلة (49%)، والاستقلالية في اتخاذ القرارات الشخصية (44%).
ما مدى سعادة الناس في الشرق الأوسط؟
في ما يتعلق بالحياة الشخصية، أشار المشاركون من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أنهم راضون بشكل عام عن صحتهم العقلية والجسدية. في الواقع، أشار75٪ منهم إلى أنهم يتمتعون بصحة جيدة عموماً، وقال نحو النصف أنهم راضون ‘إلى حد كبير‘ عن طبيعة العلاقة التي تربطهم بعائلاتهم.
من ناحية أخرى، جاء ضعف الاستقلال المالي في كل من دول مجلس التعاون الخليجي والمشرق العربي وشمال أفريقيا في طليعة مصادر الإستياء التي كشفت عنها الدراسة. وتجدر الإشارة الى أن الناس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غير راضين تماماً عن حياتهم المهنية، حيث أشار45٪ من المشاركين في أنحاء المنطقة إلى أنهم غير راضين عن رواتبهم. كما أن هناك شعور عام بعدم وجود الكثير من فرص التطور المهني (وبخاصة في سوريا، والأردن، والجزائر، والمغرب). وعندما سئل المشاركون عن مستوى رضاهم العام عن وظيفتهم الحالية، أشاروا الى أنه منخفض عموماً وذلك في مختلف أنحاء المنطقة، وشهدت المغرب أدنى مستويات الرضا. كما أشار15٪ فقط من المشاركين بأنهم راضون ‘إلى حد كبير‘ عن التوازن الحالي بين حياتهم المهنية والشخصية. وعندما سئل المشاركون عن المستويات الحالية من الضغط النفسي في حياتهم اليومية، قال4 من كل10 أنهم يعانون من الضغط ‘إلى حد ما‘، وتكمن أحد أهم أسباب ارتفاع مستويات الضغط النفسي في المنطقة في زيادة تكاليف المعيشة والوضع الاقتصادي الحالي. وتعليقاً على نتائج هذه الدراسة، قال سهيل المصري، نائب الرئيس للمبيعات في بيت.كوم: "من الواضح جداً أن العمل يلعب دوراً كبيراً في رضا سكان المنطقة عن حياتهم. كما يبدو أن الضغط النفسي مشكلة سائدة في مختلف أرجاء المنطقة، وهو على الأرجح انعكاس للوضع الاقتصادي غير المستقر في كثير من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. مع ذلك، وعلى الرغم من معاناة العديد من المهنيين من مشاكل صحية مرتبطة بالضغط النفسي، يبدو أن هناك شعور عام من السعادة والرضا بالمستوى العام للحياة، ونحن في بيت.كوم نتخصص في تمكين الباحثين عن عمل وأصحاب العمل من خلال تزويدهم بالمعلومات التي تساعدهم في تحسين مسيرتهم المهنية وحياتهم اليومية".
ومن الواضح أن الحالة العامة لبلد الإقامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تؤثر بشكل كبير على مستويات السعادة؛ حيث أظهرت الدراسة أن المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي ينعمون بمستويات رضا أعلى بكثير بفضل العديد من العوامل التي يُنظر إليها على أنها مفتاح السعادة، وفي مقدمتها تكاليف المعيشة وفرص العمل. ومن جهة أخرى، أعرب المشاركون في شمال أفريقيا عن استيائهم الكبير من عدم توافر أمور أساسية مثل البنى التحتية العامة، ومرافق النقل العام ووسائل الترفيه، وفرص التواصل الإجتماعي. في المشرق العربي بالمقابل، أشار المشاركون في الأردن إلى رضاهم عن معظم معايير الدراسة، على الرغم من وجود استياء كبير عن هذه المعايير في كل من لبنان وسوريا. ويبدو أن فرص العمل وتكاليف المعيشة في بلد الإقامة يمثلان أبرز عوامل عدم الرضا في منطقة الشرق الأوسط عموماً.
ومن جانبه، قال صنديب شهال، الرئيس التنفيذي لشركة YouGov: "تختلف معايير السعادة إلى حد كبير استناداً إلى عوامل عديدة عند مقارنة المناطق الرئيسية الثلاثة التي تشكل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ألا وهي المشرق العربي وشمال أفريقيا ومجلس التعاون الخليجي. وكشفت الدراسة أن المشاركين في مصر راضون عن الحياة بشكل عام، ويمكن أن يعزى هذا الأمر إلى حقيقة أن البنية الاجتماعية تساعد في الحفاظ على العلاقات".
15% من المشاركين في مصر أوضحوا أنهم "راضون للغاية" عن الحياة بشكل عام
أوضح59% من المشاركين في الدراسة من مصر بأنهم راضون عن حياتهم بشكل عام، وأشار15% منهم إلى أنهم "راضون للغاية". كما وأوضحت الدراسة أن سكان مصر هم من أكثر السكان سعادة في المنطقة فيما يتعلق بعوامل لها علاقة بالمسائل الشخصية. وتتضمن العوامل التي تساهم في رضا المصريين على المستوى الشخصي كل من الرفاهية العقلية والعلاقة مع العائلة والاستقلالية في اتخاذ القرارات الشخصية، والدعم الذي يتلقونه من العائلة، وحرية التعبير والتواصل الاجتماعي. ومن المثير للاهتمام، أن20% من المشاركين من مصر يعتبرون أنفسهم "راضون للغاية" بمعيار المعيشة الحالي لديهم، وهي نسبة الرضا الأعلى في المنطقة إلى جانب عُمان، التي كانت نسبة المشاركين الذي يعتبرون أنفسهم "راضون للغاية" عن معيار المعيشة لديهم أيضاً20%. وقد تجاوز معدل المصريين الذين يعبرون عن رضا عن معدلات الصحة الجسدية (حيث عبر44% عن أنهم "راضون للغاية")، المعدل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (43%).
وعلى الرغم من أن53% من الموظفين في مصر أوضحوا بأنهم "راضون إلى حد ما" (43%) أو "راضون للغاية" (10%) بوظائفهم، أشار70% من المشاركين في الدراسة بأنهم يشعرون بالتوتر الناتج عن الحياة اليومية (28% منهم يشعرون بالكثير من التوتر، و42% منهم متوترون إلى حد ما). وقد أوضح نصف المشاركين بأن السبب الرئيسي للتوتر في مصر هو، كما هي الحال في بقية المنطقة، ارتفاع تكاليف المعيشة. ومن الأسباب البارزة الأخرى هي الوضع الاقتصادي الحالي لمصر (بحسب74% من المشاركين)، والوضع السياسي للبلاد (71%)، والقضايا المتعلقة بالعمل (40% من المشاركين). أما في ما يتعلق بالتقدير الذي يتلقونه في العمل، فقد أشار26% من المهنيين في مصر إلى أنهم "راضون للغاية"، و19% منهم "راضون للغاية" عن ساعات العمل؛ و16% "راضون للغاية" عن الدعم الذي يتلقونه من الزملاء؛ و15% "راضون للغاية" عن توازن العمل والحياة.
وقد تم جمع بيانات استبيان ’السعادة والعافية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا‘ الذي أجراه موقع بيت.كوم عبر الإنترنت خلال الفترة ما بين6 و20 يونيو2013، بمشاركة11,170 شخصاً تفوق أعمارهم21 عاماً، ويقطنون في الجزائر والبحرين ومصر والأردن والكويت ولبنان والمغرب وعُمان وباكستان وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا وتونس والإمارات العربية المتحدة.