أجرى بيت.كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، دراسة جديدة بعنوان "السعادة والعافية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، يونيو2013، وذلك بالتعاون مع YouGov، وهي مؤسسة مستقلة متخصصة في مجال الاستشارات. وكشفت الدراسة أن المشاركين في الأردن راضون عن الحياة بشكل عام. ومن أبرز العوامل للرضا بالنسبة إليهم هي الأمن والأمان، والقدرة على الحفاظ على علاقات شخصية صحية مع العائلة والأصدقاء، والوصول إلى المنشآت الصحية، وتوفر المرافق العامة (مياه الشرب والكهرباء والوقود وغيرها)، حيث أشار29% و21% و16% من المشاركين على التوالي، أنهم راضون للغاية عن هذه العوامل في الحياة العامة بالأردن.
ما مدى سعادة الناس في الشرق الأوسط؟
في ما يتعلق بالحياة الشخصية، أشار المشاركون من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أنهم راضون بشكل عام عن صحتهم العقلية والجسدية. في الواقع، أشار75٪ منهم إلى أنهم يتمتعون بصحة جيدة عموماً، وقال نحو النصف أنهم راضون ‘إلى حد كبير‘ عن طبيعة العلاقة التي تربطهم بعائلاتهم.
من ناحية أخرى، جاء ضعف الاستقلال المالي في كل من دول مجلس التعاون الخليجي والمشرق العربي وشمال أفريقيا في طليعة مصادر الإستياء التي كشفت عنها الدراسة. وتجدر الإشارة الى أن الناس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غير راضين تماماً عن حياتهم المهنية، حيث أشار45٪ من المشاركين في أنحاء المنطقة إلى أنهم غير راضين عن رواتبهم. كما أن هناك شعور عام بعدم وجود الكثير من فرص التطور المهني (وبخاصة في سوريا، والأردن، والجزائر، والمغرب). وعندما سئل المشاركون عن مستوى رضاهم العام عن وظيفتهم الحالية، أشاروا الى أنه منخفض عموماً وذلك في مختلف أنحاء المنطقة، وشهدت المغرب أدنى مستويات الرضا. كما أشار15٪ فقط من المشاركين بأنهم راضون ‘إلى حد كبير‘ عن التوازن الحالي بين حياتهم المهنية والشخصية. وعندما سئل المشاركون عن المستويات الحالية من الضغط النفسي في حياتهم اليومية، قال4 من كل10 أنهم يعانون من الضغط ‘إلى حد ما‘، وتكمن أحد أهم أسباب ارتفاع مستويات الضغط النفسي في المنطقة في زيادة تكاليف المعيشة والوضع الاقتصادي الحالي.
وتعليقاً على نتائج هذه الدراسة، قال سهيل المصري، نائب الرئيس للمبيعات في بيت.كوم: "من الواضح جداً أن العمل يلعب دوراً كبيراً في رضا سكان المنطقة عن حياتهم. كما يبدو أن الضغط النفسي مشكلة سائدة في مختلف أرجاء المنطقة، وهو على الأرجح انعكاس للوضع الاقتصادي غير المستقر في كثير من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. مع ذلك، وعلى الرغم من معاناة العديد من المهنيين من مشاكل صحية مرتبطة بالضغط النفسي، يبدو أن هناك شعور عام من السعادة والرضا بالمستوى العام للحياة، ونحن في بيت.كوم نتخصص في تمكين الباحثين عن عمل وأصحاب العمل من خلال تزويدهم بالمعلومات التي تساعدهم في تحسين مسيرتهم المهنية وحياتهم اليومية". ومن الواضح أن الحالة العامة لبلد الإقامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تؤثر بشكل كبير على مستويات السعادة؛ حيث أظهرت الدراسة أن المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي ينعمون بمستويات رضا أعلى بكثير بفضل العديد من العوامل التي يُنظر إليها على أنها مفتاح السعادة، وفي مقدمتها تكاليف المعيشة وفرص العمل. ومن جهة أخرى، أعرب المشاركون في شمال أفريقيا عن استيائهم الكبير من عدم توافر أمور أساسية مثل البنى التحتية العامة، ومرافق النقل العام ووسائل الترفيه، وفرص التواصل الإجتماعي. في المشرق العربي بالمقابل، أشار المشاركون في الأردن إلى رضاهم عن معظم معايير الدراسة، على الرغم من وجود استياء كبير عن هذه المعايير في كل من لبنان وسوريا. ويبدو أن فرص العمل وتكاليف المعيشة في بلد الإقامة يمثلان أبرز عوامل عدم الرضا في منطقة الشرق الأوسط عموماً. ومن جانبه، قال صنديب شهال، الرئيس التنفيذي لشركة YouGov: "تختلف معايير السعادة إلى حد كبير استناداً إلى عوامل عديدة عند مقارنة المناطق الرئيسية الثلاثة التي تشكل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ألا وهي المشرق العربي وشمال أفريقيا ومجلس التعاون الخليجي. وتكشف الدراسة عن كون دولة الأردن واحدة من أكثر البلدان سعادة على مستوى المنطقة. ويمكن أن يعزى هذا الأمر إلى حقيقة أن السكان يشعرون بالأمن والأمان والاستقرار السياسي في الدولة".
53% من المشاركين في الأردن يشعرون بالسعادة
أوضح53% من المشاركين في الدراسة من الأردن بأنهم راضون عن حياتهم بشكل عام، وأشار9% منهم إلى أنهم "راضون للغاية". كما وأوضحت الدراسة أن سكان الأردن سعداء نسبياً: قال42% من المشاركين أنهم يتمتعون بصحة ممتازة، في نسبة هي الأعلى في المنطقة، ومعظمهم راضون بعوامل الأمن والأمان العامة (74%)، والقدرة على الحفاظ على علاقات شخصية صحية (65%)، وتوافر الخدمات (57%).
وعلى الرغم من أن46% من الموظفين في الأردن أوضحوا بأنهم "راضون إلى حد ما" أو "راضون للغاية" بوظائفهم، أشار66% من المشاركين في الدراسة بأنهم يشعرون بالتوتر الناتج عن الحياة اليومية (24% منهم يشعرون بالكثير من التوتر، و42% منهم متوترون إلى حد ما). وقد أوضح8 من10 من المشاركين بأن السبب الرئيسي للتوتر في الأردن هو، كما هي الحال في بقية المنطقة، ارتفاع تكاليف المعيشة. ومن الأسباب البارزة الأخرى هي الوضع الاقتصادي الحالي للأردن (بحسب70% من المشاركين)، والقضايا المتعلقة بالعمل (48% من المشاركين). أما في ما يتعلق بالتقدير الذي يتلقونه في العمل، فقد أشار14% من المهنيين في الأردن إلى أنهم "راضون للغاية"، و13% منهم "راضون للغاية" عن ساعات العمل؛ و12% "راضون للغاية" عن الدعم الذي يتلقونه من الزملاء؛ و11% "راضون للغاية" عن توازن العمل والحياة.
وقد تم جمع بيانات استبيان ’السعادة والعافية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا‘ الذي أجراه موقع بيت.كوم عبر الإنترنت خلال الفترة ما بين6 و20 يونيو2013، بمشاركة11,170 شخصاً تفوق أعمارهم21 عاماً، ويقطنون في الجزائر والبحرين ومصر والأردن والكويت ولبنان والمغرب وعُمان وباكستان وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا وتونس والإمارات العربية المتحدة.