أجرى بيت.كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، دراسة جديدة بعنوان "السعادة والعافية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، يونيو2013، وذلك بالتعاون مع YouGov، وهي مؤسسة مستقلة متخصصة في مجال الاستشارات. وكشفت الدراسة أن المشاركين في عمان راضون عن حياتهم بشكل عام. ومن أهم عوامل رضا سكان السلطنة السلامة والأمن (54٪) والاستقرار السياسي (52٪) وجودة وتوافر المرافق العامة (من مياه للشرب وكهرباء وغيرها) (46٪)، مما يدل على أنهم راضون ‘إلى حد كبير‘ عن هذه الجوانب من حياتهم بشكل عام في سلطنة عمان.
ما مدى سعادة الناس في الشرق الأوسط؟
في ما يتعلق بالحياة الشخصية، أشار المشاركون من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أنهم راضون بشكل عام عن صحتهم العقلية والجسدية. في الواقع، أشار75٪ منهم إلى أنهم يتمتعون بصحة جيدة عموماً، وقال نحو النصف أنهم راضون ‘إلى حد كبير‘ عن طبيعة العلاقة التي تربطهم بعائلاتهم.
من ناحية أخرى، جاء ضعف الاستقلال المالي في كل من دول مجلس التعاون الخليجي والمشرق العربي وشمال أفريقيا في طليعة مصادر الإستياء التي كشفت عنها الدراسة. وتجدر الإشارة الى أن الناس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غير راضين تماماً عن حياتهم المهنية، حيث أشار45٪ من المشاركين في أنحاء المنطقة إلى أنهم غير راضين عن رواتبهم. كما أن هناك شعور عام بعدم وجود الكثير من فرص التطور المهني (وبخاصة في سوريا، والأردن، والجزائر، والمغرب). وعندما سئل المشاركون عن مستوى رضاهم العام عن وظيفتهم الحالية، أشاروا الى أنه منخفض عموماً وذلك في مختلف أنحاء المنطقة، وشهدت المغرب أدنى مستويات الرضا. كما أشار15٪ فقط من المشاركين بأنهم راضون ‘إلى حد كبير‘ عن التوازن الحالي بين حياتهم المهنية والشخصية. وعندما سئل المشاركون عن المستويات الحالية من الضغط النفسي في حياتهم اليومية، قال4 من كل10 أنهم يعانون من الضغط ‘إلى حد ما‘، وتكمن أحد أهم أسباب ارتفاع مستويات الضغط النفسي في المنطقة في زيادة تكاليف المعيشة والوضع الاقتصادي الحالي. وتعليقاً على نتائج هذه الدراسة، قال سهيل المصري، نائب الرئيس للمبيعات في بيت.كوم: "من الواضح جداً أن العمل يلعب دوراً كبيراً في رضا سكان المنطقة عن حياتهم. كما يبدو أن الضغط النفسي مشكلة سائدة في مختلف أرجاء المنطقة، وهو على الأرجح انعكاس للوضع الاقتصادي غير المستقر في كثير من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. مع ذلك، وعلى الرغم من معاناة العديد من المهنيين من مشاكل صحية مرتبطة بالضغط النفسي، يبدو أن هناك شعور عام من السعادة والرضا بالمستوى العام للحياة، ونحن في بيت.كوم نتخصص في تمكين الباحثين عن عمل وأصحاب العمل من خلال تزويدهم بالمعلومات التي تساعدهم في تحسين مسيرتهم المهنية وحياتهم اليومية".
ومن الواضح أن الحالة العامة لبلد الإقامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تؤثر بشكل كبير على مستويات السعادة؛ حيث أظهرت الدراسة أن المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي ينعمون بمستويات رضا أعلى بكثير بفضل العديد من العوامل التي يُنظر إليها على أنها مفتاح السعادة، وفي مقدمتها تكاليف المعيشة وفرص العمل. ومن جهة أخرى، أعرب المشاركون في شمال أفريقيا عن استيائهم الكبير من عدم توافر أمور أساسية مثل البنى التحتية العامة، ومرافق النقل العام ووسائل الترفيه، وفرص التواصل الإجتماعي. في المشرق العربي بالمقابل، أشار المشاركون في الأردن إلى رضاهم عن معظم معايير الدراسة، على الرغم من وجود استياء كبير عن هذه المعايير في كل من لبنان وسوريا. ويبدو أن فرص العمل وتكاليف المعيشة في بلد الإقامة يمثلان أبرز عوامل عدم الرضا في منطقة الشرق الأوسط عموماً.
ومن جانبه، قال صنديب شهال، الرئيس التنفيذي لشركة YouGov: "تختلف معايير السعادة إلى حد كبير استناداً إلى عوامل عديدة عند مقارنة المناطق الرئيسية الثلاثة التي تشكل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ألا وهي المشرق العربي وشمال أفريقيا ومجلس التعاون الخليجي. وتكشف الدراسة عن كون سلطنة عمان واحدة من أكثر البلدان سعادة على مستوى المنطقة. ويمكن أن يعزى هذا الأمر إلى حقيقة أن السكان يشعرون بالأمن والأمان والاستقرار السياسي في السلطنة".
19٪ من المشاركين في عمان يشعرون "بالرضا الى حد كبير" عن حياتهم بشكل عام
صرح أكثر من62٪ من سكان عمان بأنهم راضون عن حياتهم في حين أشار19٪ الى انهم راضون الى حد كبير. لذا تعد عمان من أسعد الدول في المنطقة من حيث مقومات بلد الإقامة والحياة الخاصة. في الواقع، تساهم العديد من العوامل في تصدر عمان قائمة السعادة في المنطقة بفضل عدة عوامل، وفي مقدمتها الرضى الذي يشعر به السكان على المستوى المهني، حيث كان المشاركون في عمان الأكثر رضا على مستوى المنطقة بساعات العمل (27٪ منهم راضون إلى حد كبير)، والتوازن بين العمل والحياة (24٪ منهم راضون إلى حد كبير)، وكمية الضغط النفسي التي يواجهونها في العمل (16٪ منهم راضون إلى حد كبير). كما تصدرت عمان أيضاً في العديد من الجوانب الأخرى المتصلة ببلد الإقامة، ألا وهي القدرة على المحافظة على علاقات شخصية جيدة مع العائلة والأصدقاء (33٪ منهم راضون إلى حد كبير) وموقف وسلوك الناس بشكل عام (28٪ منهم راضون إلى حد كبير). وقد أعرب الناس المشاركون في عمان عن رضاهم على توافر المرافق العامة (46٪ منهم راضون إلى حد كبير) والسلامة العامة والأمان (54٪ منهم راضون إلى حد كبير) واستقرار البيئة السياسية (52٪ منهم راضون إلى حد كبير) وتوفر مرافق الرعاية الصحية (29٪ منهم راضون إلى حد كبير).
وأفاد الاستطلاع أن50٪ من الموظفين في عمان "راضون إلى حد ما" أو "راضون إلى حد كبير"، كما أفادوا أنهم يعانون من أقل مستويات ضغط الحياة اليومية (15٪ فقط يعانون من ضغط كبير). وأشار7 من أصل10 ممن شملهم الاستطلاع إلى أن ارتفاع تكاليف المعيشة هو السبب الرئيسي للضغط النفسي في عمان، وهو السبب عينه الذي ذكره المستطلعون في باقي أنحاء المنطقة. وتشمل قائمة الأسباب المهمة الأخرى قضايا مرتبطة بالعمل (64٪) وعدم القدرة على الحفاظ على توازن جيد بين الحياة المهنية والشخصية (44٪).
أما من حيث التقدير في مكان العمل، فقد صرح22% من المهنيين العمانيين بأنهم راضين الى حد كبير، في حين أشار27% الى انهم راضين الى حد كبير عن ساعات العمل، و17% راضين الى حد كبير عن الدعم الذي يتلقونه من زملائهم في العمل.
وقد تم جمع بيانات استبيان "السعادة والعافية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الذي أجراه موقع بيت.كوم عبر الإنترنت خلال الفترة ما بين6 و20 يونيو2013، بمشاركة11,170 شخصاً تفوق أعمارهم21 عاماً، ويقطنون في الجزائر والبحرين ومصر والأردن والكويت ولبنان والمغرب وعُمان وباكستان وقطر والمملكة العربية السعودية وسوريا وتونس والإمارات العربية المتحدة.