أظهر الاستبيان الذي أجراه موقع بيت. كوم، كبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع YouGov، المنظمة المتخصصة بالأبحاث والاستشارات، حول "التطلعات المهنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" أن ثلثي العاملين في الأردن يتمتعون بمستوى اندفاع مهني جيد، في الوقت الذي يطمح فيه أكثر من نصف المشاركين بالاستبيان في الأردن بالحصول على ترقية إلى منصب أعلى، في حين يبدي أربعة من أصل عشرة مشاركين قلقاً من القضايا المالية وفقدان وظيفتهم والبطالة.
الوظيفة المثالية للقوة العاملة في الأردن
يبرز قطاع التعليم والقطاع الأكاديمي كالمجال المفضل لـ10% من القوة العاملة الحالية والمحتملة في الأردن. يليه في المركز الثاني قطاعي البنوك والتمويل والبناء بنسبة9% لكل منهما، ثم قطاع تكنولوجيا المعلومات بنسبة7%.
وعند السؤال عن تعريف الوظيفة المثالية، أشار المشاركون في الأردن إلى أن أهم عوامل هذه الوظيفة هي الراتب الشهري والفوائد (83%)، وفرص النمو الوظيفي (52%) والأمن الوظيفي (33%). وأوضح حوالي (48%) أن وظيفتهم الحالية هي الوظيفة المثالية، على الرغم من أن معظمهم (67%) يرغبون بالعمل في منصب أعلى أو يتطلعون لأن يصبحوا خبراء في مجال عملهم (45%).
وعلى الرغم من المستوى الملفت للرضا الوظيفي للمهنيين في الأردن، أشار نصف المشاركين إلى عدم توفر العديد من فرص التطور المهني في شركاتهم الحالية. ولذلك، ينوي أربعة من أصل عشرة مشاركين (39%) الانتقال إلى مجال آخر من الخبرة أو قسم آخر للتطور في مسيرتهم المهنية، أو للانتقال إلى قطاع آخر (28%).
وفي هذا السياق قال سهيل مصري، نائب الرئيس للمبيعات في بيت. كوم: "من المثير للإهتمام أن نرى45% من المشاركين يرغبون بأن يصبحوا خبراء في مجالاتهم. إن المعلومات الحديثة التي حصلنا عليها من خلال أبحاثنا في مجال التوظيف في منطقة الشرق الأوسط تعزز أحدث مشاريعنا في بيت. كوم. وكجزء من التزامنا بتمكين أصحاب العمل والباحثين عن عمل في المنطقة من خلال الخبرة والأدوات التي يحتاجوها للنجاح في سوق التوظيف، قمنا في وقت مبكر من هذا العام، بإطلاق منصة تخصصات بيت. كوم. المنصة التي تساعد المتخصصين على عرض خبراتهم في مجالات عملهم واهتماماتهم، بشكل يسمح لهم طرح اسئلة تخصصية والحصول على الأجوبة من متخصصين آخرين بطريقة منظمة وفي الوقت المناسب. والأهم من ذلك، تسهّل هذه المنصة عملية بناء علامة تجارية شخصية قوية على شبكة الإنترنت من خلال تمكين المتخصصين من تحويل أفكارهم الريادية وفضولهم الفكري إلى محتوى ذو علاقة، يتم عرضه للجمهور الذي يتمتع بفرص تعزيز وظائفهم".
وعند الاستقصاء عن الأسباب التي دفعتهم لقبول وظيفتهم الحالية، أشار37% من المهنيين في الأردن إلى أنها كانت الوظيفة الأولى أو الوحيدة التي حصلوا عليها. وصرح16% فقط إلى انهم قبلوا بوظيفتهم بسبب الراتب الشهري أو الفوائد المقدمة لهم، في حين أوضح15% منهم أن وظيفتهم توفر لهم فرصة العمل في القطاع الذي يحلمون به. ومن المثير للإهتمام أن16% من المشاركين في الأردن أبدوا حماساً بالحصول على وظيفة معينة بسبب سمعة الشركة.
الحافز الوظيفي في الأردن
تعتبر مستويات الحافز الوظيفي في الأردن عالية جداً، حيث يشير76% من المشاركين إلى أنهم "متحمسون إلى حد ما" أو "متحمسون بشكل كبير" في العمل. ويقول هؤلاء أنه يمكن تعزيز الحافز الوظيفي من خلال تقديم رواتب شهرية أعلى والمزيد من الفوائد والتقدير(58%)، تليها فرص التعبير عن الابتكارات واستعراض المهارات (49%)، وتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة (42%)، والحصول على الترقيات (42%).
وتتضمن أسباب البحث عن عمل: التعلم والحصول على الخبرات (70%)، وفرصة أن يكون الشخص موظفاً يحصل على دخل (57%)، والشعور بالفائدة تجاه المجتمع (54%).
وقد وضع سبعة من أصل عشرة (67%) من العاملين أو الباحثين عن عمل أهدافاً مهنية لأنفسهم، ووضع30% منهم أهدافاً للسنوات الخمس المقبلة. بالمقارنة مع20% فقط ممن لم يضعوا أي هدف لأنفسهم.
وأشار سهيل المصري الى أن هذه الدراسة تظهر ايجابية كبيرة حول الاقتصاد الأردني في خلال السنوات المقبلة، وأن جميع عوامل النجاح متوفرة؛ فالموظفون سعداء ومندفعون وفي طريقهم لتحديد أهدافهم.
وعند السؤال عن أهم العوائق التي تقف في وجه النمو المهني، أشار المشاركون في الأردن إلى نقص فرص النمو (43%) والإدارة الضعيفة (29%).
وبشكل عام، يبدو أن المشاركين في الأردن سعداء ببيئة العمل، حيث أوضح39% أنهم "سعداء الى حد ما" أو "سعداء الى حد كبير". ولكن البعض يعتقد أنه يمكن للحكومة المساعدة في تطوير بيئة العمل من خلال زيادة فرص العمل (62%)، والمساهمة في تحقيق المزيد من الشفافية فيما يتعلق بالرواتب الشهرية في الشركات (53%)، وتوفير منصات التدريب والتطوير المهني (53%).
وتعتبر الدراسات العليا ضمن مخططات65% من المشاركين، وينوي43% منهم الانضمام إلى جامعة في الدولة التي يقيمون فيها. ويرغب4 من أصل10 مشاركين (37%) بالتقاعد عند بلوغهم الستين من العمر، في حين أن47% يتطلعون للتقاعد بين سن50–60.
وبالنسبة إلى المشاركين في الأردن، فقد شملت أبرز أولويات الحياة الثابت المادي والاستقلال (70%)، والوظيفة الناجحة (64%)، والصحة الجيدة (54%).
وبشكل عام، أبدى المشاركون قلقهم حيال القضايا المادية بالإضافة إلى فقدان الوظيفة/البطالة والالتزامات العائلية (36%). وبالنسبة لمعظم المشاركين، قد تؤدي البطالة إلى نتائج سيئة حيث أشار47% إلى انهم لم يتمكنوا من الادخار في خلال السنة الماضية.
الطموحات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
يعتبر قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات من القطاعات المفضلة للعمل في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولكن دول مجلس التعاون الخليجي وشمال إفريقيا هي المسيطرة على هذا القطاع، في حين أن قطاع التعليم هو الأبرز في منطقة بلاد الشام، إلى جانب تكنولوجيا المعلومات والأعمال المصرفية.
ويتضمن العامل الأبرز لاختيار الوظيفة المثالية في أرجاء المنطقة: الراتب الشهري والفوائد (76%)، يليه فرص النمو المهني (51%) والتوازن بين العمل والحياة (38%). ويدرج المشاركون وظائفهم الحالية كمعتدلة أو دون المعدل بناء على تلك العوامل التي يعتبرونها الأكثر أهمية عند اختيار وظيفتهم المثالية. ويصنف أقل من50% من المشاركين وظيفتهم الحالية بشكل إيجابي فيما يتعلق بتوازن العمل والحياة. وفي المقابل، يصنف المشاركون وظيفتهم الحالية في مستويات عالية عندما يتعلق الأمر بسمعة الشركة (72% يصنفونها بـ "جيدة" أو"ممتازة")، وحجم العمل الذي يمكن التحكم به (67% يصنفونه بـ "جيد" أو"ممتاز").
ومع ذلك، يبدو أن رأي المشاركين الإجمالي حول وظيفتهم الحالية إيجابي، حيث اتفق حوالي48% على أن وظيفتهم الحالية هي مثالية بالنسبة إليهم، على الرغم من أن63% يرغبون بالحصول على ترقية إلى منصب وظيفي أعلى. ويهدف46% إلى أن يصبحوا خبراء في مجال عملهم، في حين أشار35% إلى أنهم جاهزون للانتقال إلى مجال آخر أو قسم آخر لتعزيز مسيرتهم المهنية.
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن28% من المشاركين يتفقون على أن هناك الكثير من الفرص للتطور المهني ضمن عملهم الحالي. ولكن، تدرك نسبة أكبر (41%) أن هناك فرص أكثر ضمن القطاع الذي يعملون فيه. ويتفق2 من أصل5 على أن الترقيات ضمن الشركة تتم بناء على نظام عادل، على الرغم من أن النسبة عينها تقريباً تشير الى العكس.
ويبرز السبب الرئيسي لقبول المشاركين وظيفتهم الحالية بأنها كانت أول عرض وظيفي يُقدم لهم (33%)، وهو السبب الرئيسي في منطقة شمال إفريقيا وبلاد الشام.
ومن الغريب أن المشاركين لا يفتقدون للإندفاع اللازم، حيث يشير73% منهم في المنطقة الى أنهم مندفعون في عملهم. وبحسب رأي المشاركين، يمكن تطوير هذا الإندفاع من خلال زيادة الرواتب والفوائد (56%)، وتوفير فرصة التعبير عن قدرات الابتكار واستعراض المهارات (44%)، وتوازن أفضل بين العمل والحياة (43%). وتبرز الترقيات وفرص التدريب والعمل الأكثر تحدياً كعوامل محفزة مهمة.
وتتضمن أبرز ثلاثة أسباب للبحث عن عمل: التعلم والحصول على الخبرات (72%)، وفرصة أن يكون الشخص موظفاً يحصل على دخل (58%) وأن يشعر بفائدته للمجتمع (53%).
وقد وضع1 من أصل4 من المشاركين على الأقل أهدافاً مهنية لأنفسهم للسنوات الخمس القادمة. ويبرز ذلك بشكل أكبر لدى الذكور وأولئك الذي ينتمون إلى المجموعة العمرية ما فوق الأربعين عاماً. ومن المثير للاهتمام أن1 من أصل4 سيدات لم تضعن بعد أية أهداف مهنية لأنفسهن. ويعتزم ثلثي المشاركين (68%)- ضمن المجموعة العمرية الأصغر- متابعة تعليمهم مستقبلياً من خلال الدراسات العليا. ويبدو أن التعليم عبر الإنترنت يحصد المزيد من الشعبية؛ حيث يرغب1 من أصل3 مشاركين متابعة دراستهم من خلال منصات التعليم عبر الشبكة.
أما العمر المفضّل للتقاعد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل عام فهو فوق الستين عاماً بالنسبة إلى حوالي نصف المشاركين، في حين يرغب23% بالتقاعد في الفترة ما بين56 و60 عاماً.
وتم تحديد العائق الرئيسي للتطور الوظيفي بأنه نقص فرص النمو (39%). ومن العوامل الأخرى التي تعتبر ضمن العوائق: الإدارة الضعيفة في الشركة (32%)، والمحسوبية في مكان العمل (25%)، ونقص التدريب (18%) ونقص الخبرات (18%). وفيما يتعلق بتحقيق الأهداف المهنية، يعتبر نقص الدعم المادي (42%) ونقص الفرص (42%) من أبرز العوائق، يليها نقص المصادر (34%).
وأشار أربعة من أصل عشرة مشاركين (39%) الى انهم سعداء ببيئة عملهم الحالية، على الرغم من أن الأغلبية (62%) تؤمن بأنه يتعين على حكوماتهم الحالية زيادة الفرص المهنية في سبيل تطوير بيئة العمل.
ومن أبرز أولويات الحياة بالنسبة إلى المشاركين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الحصول على عمل ناجح (64%، تقودها الفئة العمرية الأصغر)، الثبات المالي (60%، تقودها المجموعة العمرية الأكبر) والصحة الجيدة (54%). أما الحصول على حياة خالية من الضغوطات (43%) وتمضية المزيد من الوقت المفيد مع العائلة (29%) فهي من الأولويات الأكثر أهمية بالنسبة إلى المشاركين ذوي الأعمار الكبيرة.
ويقول سنديب شاهال، المدير التنفيذي في YouGov: "من الواضح جلياً أن الوظيفة هي أمر هام جداً بالنسبة إلى المقيمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويبدو أن المهنيين يستمتعون بأعمالهم. ويمكن للشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا محاولة تخطيط مسارات نمو مهني أفضل لتطوير اندفاع الموظفين. ومن المهم أيضاً الإشارة الى أن44% من المشاركين أوضحوا أنهم سيشعرون بالمزيد من الإندفاع إذا حصلوا على فرص أفضل لعرض إبداعهم وتقديم مهاراتهم".
وخلال حياتهم اليومية، يبدي المشاركون قلقاً حيال وضعهم المالي (52%) والأمن الوظيفي (37%). ويبدو أن الإدخار مشكلة بالنسبة إلى عدد من المشاركين، حيث يوضح30% منهم أنهم لم يتمكنوا من الإدخار في خلال العام الماضي. ويشير المزيد في منطقة بلاد الشام وشمال إفريقيا إلى عدم قدرتهم على إدخار أي مبلغ في خلال العام الماضي بالمقارنة مع أولئك الموجودين في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
وقد يضع أغلبية المشاركين (78%) في الحسبان الانتقال إلى بلد آخر لأهداف مهنية، حيث برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كالوجهة الأولى في جميع أرجاء الدول التي تم فيها إجراء الاستطلاع.
تم جمع بيانات استبيان بيت.كوم حول "التطلعات المهنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" عبر الإنترنت في الفترة الممتدة ما بين22 أكتوبر و5 نوفمبر2013، بمشاركة7,445 شخصاً من الإمارات، والكويت، وقطر، وعُمان، والبحرين، ولبنان، وسوريا، والأردن، والجزائر، ومصر، والمغرب وتونس.