كشفت دراسة "جيل الألفية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" التي أجراها مؤخراً موقع بيت. كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، وYouGov Siraj، منظمة الأبحاث والاستشارات، أن جيل الألفية في مصر (أي المهنيين العاملين ممن هم في عمر35 عاماً أو أصغر) يعتبر جيلاً مبتكراً ومجتهداً بحسب أقرانهم الأكبر عمراً، وأن أغلب أبناء هذا الجيل (77% يفضلون الأعمال الحرة أكثر من التوظيف.
وظائف جيل الألفية في مصر: الحاضر والمستقبل
يعمل7 من أصل عشرة مجيبين في مصر ضمن شركات خاصة، حيث أنها تعتبر القطاع المفضّل لفئتهم العمرية. ويرجع ذلك إلى التصوّر بوجود المزيد من فرص التعلّم في العمل (49%). ويعمل ربع من تبلغ أعمارهم35 وما فوق في القطاع الخاص أو الحكومي، على الرغم من أن القطاع العام هو المفضل لدى الأغلبية، نظراً لتوفر المزيد من فرص التعلم في العمل (40%).
ومن المثير للاهتمام، أن8 من أصل عشرة مجيبين في مصر يتفقون بشدة على أن البطالة مسألة بالغة الأهمية في الدولة.
وحصل ثلث المجيبين في مصر (34% ممن هم تحت سن35 و29% ممن هم بعمر35 وما فوق) على وظائفهم عن طريق الإحالة. ويعمل الغالبية (25%) ممن هم تحت سن35 عام في أول وظيفة لهم، في حين يشير الذين يبلغ عمرهم35 سنة وما فوق إلى أنهم حالياً في وظيفتهم الثالثة (22%). ويرى أغلبية المجيبين من مصر أنفسهم لا يستطيعون تحديد المدى التي سيعملون فيها لدى شركتهم الحالية، وأشار معظمهم إلى أن تلك الفترة لن تتجاوز العامين. ويوضح6 من أصل10 مجيبين أن العامل الذي قد يشجعهم على أن يكونوا أكثر ولاءً لشركاتهم هو مستوى جيد من التوازن بين العمل والحياة. ويعتبر العمل المثير للاهتمام والذي يدعو للمشاركة عامل ولاء مهم للمجيبين من الفئة العمرية35 عام وما فوق، في حين يولي الجيل الأكثر شباباً أهمية للعدالة في المرتبات الشهرية والمكافآت.
وعند سؤالهم عن التغيرات التي يودون إدخالها إلى شركاتهم، أشار جميع المجيبين إلى رغبتهم بالحصول على مرتبات شهرية أعلى.
ويوضح8 من أصل10 مجيبين في مصر أنهم قد يفكرون في الانتقال إلى دولة أخرى لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم المهنية (79% للفئة العمرية تحت35 عاماً، و83% لمن هم فوق سن الـ35). ويشير ثلث المجيبين إلى استعدادهم للتضحية بحياتهم الشخصية لتعزيز وظيفتهم إلى حد معين، في حين يبدي الربع استعدادهم للتضحية إلى حد كبير (27% ممن هم تحت سن35؛ و23% ممن هم بسن35 وما فوق).
ويفضل عدد كبير من المجيبين ممن هم تحت عمر35 عاماً (81%) الحصول على أعمال خاصة بهم بدلاً من العمل بوظيفة، بالمقارنة مع77% من اولئك الذين تبلغ أعمارهم35 عام وما فوق الراغبين بالعمل الحر.
ويرغب المجيبون الأكثر شباباً بالتقاعد في وقت مبكر أكثر من أصحاب الـ35 عاماً وما فوق، مع أمل7% منهم بالتقاعد قبل أن يبلغوا سن الخمسين. ويريد4 من أصل10 من المجيبين التقاعد بين الخمسين والستين من عمرهم (44%)، ويتطلع50% منهم إلى التقاعد بعد عمر الستين. أما بالنسبة إلى المجيبين من الفئة العمرية35 وما فوق، يتطلع أغلبهم (61%) إلى التقاعد بعد عيد ميلادهم الستين، على الرغم من أن28% منهم يرغبون بالتقاعد بين الـ55 و60 من العمر، ويرغب7% بالتقاعد بين50-55 من العمر، في حين يريد4% فقط التقاعد قبل ذلك.
الدخل والمكافآت بالنسبة إلى جيل الألفية
في مصر، يعتبر92% من المجيبين بعمر35 وما فوق المصدر الرئيسي للدخل لعائلاتهم، في حين يشغل54% ممن هم تحت سن الـ35 الدور نفسه. وعلى الرغم من استقلال الأغلبية، يشير حوالي ثلث المجيبين الأكثر شباباً في مصر إلى أنهم يعتمدون، إلى حد ما، على أموال عائلاتهم كدخل إضافي.
ولا يبدو أن هناك اختلاف فيما يتعلق بأولويات المرتب الشهري المفضل بالنسبة إلى جيل الألفية والجيل الأكبر سناً في مصر. ويحصل7 من أصل10 من المجيبين على مرتب شهري ثابت حالياً، ما يعتبر الطريقة المفضلة للحصول على المرتب. ويعمل3 من أصل عشرة من المختصصين في مصر حالياً أعمالاً إضافية مع الحصول على تعويضات مالية. وعندما يتعلق الأمر بالفوائد، تعتبر العلاوات السنوية/ الاعتيادية، والتأمين الصحي أو الطبي للعائلة وبدل السكن الأبرز ضمن قائمة الفوائد والإضافات المفضلة بالنسبة للفئة العمرية فوق الـ35 عاماً. وتعتبر منشآت المواصلات أمراً هاماً بالنسبة إلى المجيبين الأكثر شباباً.
ويسمح الدخل الشخصي لأغلبية المجيبين في مصر بتدبر أمرهم فحسب، وذلك بحسب38% من الفئة العمرية تحت35 عاماً و36% ممن هم بعمر35 وما فوق. في حين يشير خمس المجيبين إلى صعوبة تغطية مصاريفهم عبر دخلهم الحالي.
وفي هذا الإطار قال سنديب شاهال، المدير التنفيذي في يوجوف: "يشير31% من الفئة العمرية تحت سن35 عاماً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أنهم بالكاد يتدبّرون أمور معيشتهم، أو يجدون أنه من الصعب تغطية تكاليف حياتهم اعتماداً على دخلهم الحالي. ويعتبر هذا الأمر متوقعاً كون59% من الموظفين في هذه الفئة العمرية غير مستقلّين فيما يتعلق بالاعتماد على عائلاتهم لدعمهم مادياً".
جيل الألفية ضمن بيئة العمل
يعبر أغلب المجيبين في مصر عن ارتياحهم للعمل مع جيل مختلف عن جيلهم. وفي حين يشير ذوي الفئة العمرية35 عاماً وما فوق إلى ارتياحهم بالعمل مع الجيل الأكثر شباباً (47% مقابل45%)، إلا أنهم لا يشعرون بأنهم يستطيعون تعلم الكثير من أقرانهم الأكثر شباباً (وذلك بحسب29% منهم)، بالمقارنة مع60% من المجيبين تحت سن الـ35 عاماً الذي يشعرون بوجود فرصة التعلم من زملائهم الأكبر سناً.
وعندما يتعلق الأمر بالتعليم، يؤمن3 من أصل عشرة مجيبين في مصر فوق الـ35 عام بأن السنوات التي أمضوها على مقاعد الدراسة قد ساهمت في إعدادهم لبيئة العمل، في حين يعتقد56% تحت الـ35 عام أنها ساهمت في ذلك إلى حد معين فقط. ويرى الأغلبية أن الحصول على التعليم العالي يعتبر طريقة لتعزيز الخيارات الوظيفية، ومن ضمنها الحصول على أدوار وظيفية وترقيات أفضل.
ويعد العائق الأكبر للنمو الوظيفي بالنسبة إلى العاملين أو الباحثين عن عمل هو نقص الدعم المالي، وذلك بحسب حوالي نصف المجيبين. ويرى ثلث المجيبين تحت سن35 (33%) أن عدم وجود صلة بين مؤهلاتهم التعليمية ووظيفتهم الحالية يشكل عائق. أما بالنسبة إلى المجيبين من عمر35 وما فوق، فإن أكبر عوائق النمو هي افتقاد التدريب المناسب (29%).
وحول ذلك يقول سهيل المصري، نائب الرئيس للمبيعات في بيت. كوم: "ينظر العديد من المجيبين إلى التعليم كعامل غير مكتمل. ويخطط الكثير من الفئة العمرية فوق35 عاماً للانخراط بدروس تعليمية عبر الإنترنت إلى جانب عملهم، في حين يسعى عدد أكبر من الفئة العمرية تحت35 عاماً إلى التوقف عن العمل لبعض الوقت لمتابعة تعليمهم. ولهذا السبب، من المرجح أن تشهد الشركات التي تقدم دورات تدريبية داخلية عدداً أقل من معدل التغيرات في عدد موظفيها. ويجب على المهنيين العمل بشكل جدي على إيجاد طرق للحصول على المعرفة والبقاء على صلة بمجالات عملهم سواء من خلال متابعة التعليم، أو من مصادر أخرى مثل الإنترنت أو التدريب وورشات العمل. وتعتبر منصة اختصاصات بيت.كوم التي تم إطلاقها مؤخراً مصدر متميز للمهنيين تساعدهم على زيادة المعرفة بوظائفهم، والحصول على التقييم المناسب لمستوى معرفتهم. مهمتنا في بيت.كوم هي تمكين الناس بالمعرفة والأدوات اللازمة لعيش نمط الحياة التي يختارونها. ولذلك نقوم بإبتكار حلول جديدة باستمرار، لنسهل نجاح المتخصصين في جميع القطاعات والخبرات ضمن وظائفهم، وتعتبر منصة اختصاصات بيت. كوم إحدى أهم هذه الحلول".
وعند سؤالهم عن السمات التي يصفون بها زملائهم الأكبر سناً والمشرفين عليهم، اختار المجيبون تحت سن35 عاماً صفات الاجتهاد في العمل (45%)، والرغبة بالتعليم (46%)، وتقديم النصح (45%). وفيما يتعلق بنظرتهم إلى زملائهم من جيل الألفية، أوضح المجيبون من عمر35 وما فوق أنهم يقدمون الأفكار المبتكرة (50%)، ويتمتعون بروح الفريق (45%)، وبأنهم ودودين (45%).
الاتصالات والتكنولوجيا
يشهد الإنترنت انتشاراً كبيراً في مصر، ويمضي4 من أصل عشرة مجيبين (40% تحت سن35؛44% بعمر35 وما فوق) ما بين2-3 ساعات يومياً على الإنترنت، تتضمن أوقات العمل والتسلية معاً. ويمضي24% من المجيبين تحت سن35 عاماً من5 إلى10 ساعات على الإنترنت، بالمقارنة مع22% من المجيبين من الفئة العمرية35 عاماً وما فوق.
وفيما يتعلق بقنوات التواصل في بيئة العمل، فمن المثير للاهتمام عدم وجود اختلاف كبير في الأولويات فيما يتعلق بطريقة التواصل لدى الفئتين العمريتين. فالطريقة المفضلة لكلتاهما هي التواصل المباشر وجهاً لوجه بحسب60% من المجيبين تحت عمر35 عاماً، و62% ممن تبلغ أعمارهم35 عاماً وما فوق. ويأتي بعد ذلك في المرتبة الثانية البريد الإلكتروني ثم التحدث عبر الهاتف.
ويُنظر إلى التكنولوجيا كونها المساهم في جعل المجيبين أكثر فعالية في العمل بحسب8 من أصل عشرة في جميع الفئات العمرية. على الرغم من أن ثلاثة من أصل عشرة من المجيبين (29%) من فئة تحت35 عاماً يعتقدون بأن أقرانهم الأكبر سناً لا يستغلون الوسائل المتوفرة لهم بالدرجة المطلوبة. ويعتقد خُمس هؤلاء (21%) أيضاً أن أقرانهم الأكبر سناً لا يفهمون دائماً الطريقة التي يستخدمون بها التكنولوجيا.
الحياة بعيداً عن العمل
الأولويات الثلاثة الأبرز بالنسبة إلى المجيبين في مصر هي نفسها بغض النظر عن العمر: الاستقرار المالي/ الاستقلالية (80% للفئة العمرية تحت35 عام،80% لمن هم فوق الـ35)، الصحة الجيدة (75% تحت سن35؛77% بعمر35 وما فوق) والوظيفة الناجحة (75% تحت سن35؛67% بعمر35 وما فوق). وبالنسبة إلى المنتمين إلى الفئة العمرية35 عاماً وما فوق، يعتبر تعليم الأطفال والسعادة هامين أيضاً.
وتعتبر كلتا الفئتان العمريتان أن نقص الاستقرار المالي (57% تحت سن35؛60% بعمر35 وما فوق)، وارتفاع تكاليف المعيشة (66% تحت سن35؛77% بعمر35 وما فوق ) هي الأسباب الأبرز للتوتر في حياتهم حالياً. ويشير5 من أصل عشرة مجيبين تحت سن35 عاماً إلى أن نقص التوازن بين العمل والحياة هو السبب الرئيسي للتوتر في حياتهم، في حين يعبر المجيبون من عمر35 عاماً وما فوق عن قلقهم حيال نقص الأمن الوظيفي (53%).
ويعتقد ثلاثة أرباع المجيبين أنهم يشتركون بنفس القيم التي يتحلى بها آباؤهم، وهو أمر واضح بشكل خاص لدى الفئة العمرية35 عام وما فوق. وفي الواقع، يؤكد34% من المجيبين الأكبر عمراً بقوة على أن لديهم نفس القيم التي حملها الجيل السابق، بالمقارنة مع24% من الفئة العمرية تحت35 عاماً.
تم جمع بيانات دراسة بيت.كوم حول "جيل الألفية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" عبر الإنترنت في الفترة ما بين18 ديسمبر2013 إلى6 يناير2014، بمشاركة7,173 شخص من الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وقطر، وعُمان، والبحرين، ولبنان، وسوريا، والأردن، والجزائر، ومصر، والمغرب وتونس.