كشفت دراسة "جيل الألفية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" التي أجراها مؤخراً موقع بيت. كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، وYouGov Siraj، منظمة الأبحاث والاستشارات، أن جيل الألفية في الأردن (أي المهنيين العاملين ممن هم في عمر35 عاماً أو أصغر) يعتبر جيلاً مبتكراً ومجتهداً بحسب أقرانهم الأكبر عمراً، وأن أغلب أبناء هذا الجيل (76% يفضلون الأعمال الحرة أكثر من التوظيف.
وظائف جيل الألفية في الأردن: الحاضر والمستقبل
يعمل7 من أصل عشرة مجيبين في الأردن ضمن شركات خاصة، حيث أنها تعتبر القطاع المفضّل لفئتهم العمرية. ويرجع ذلك إلى التصوّر بوجود المزيد من فرص التعلّم في العمل (54%). ويعمل3 من أصل عشرة ممن تبلغ أعمارهم35 وما فوق في القطاع الخاص أو الحكومي، وهم راضون عن القطاع الذي يعملون فيه حالياً، بسبب المرتبات الشهرية المغرية (49%).
ومن المثير للاهتمام، أن7 من أصل عشرة مجيبين في الأردن يتفقون بشدة على أن البطالة مسألة بالغة الأهمية في الدولة.
وحصل ثلث المجيبين في الأردن (28% ممن هم تحت سن35 و27% ممن هم بعمر35 وما فوق) على وظائفهم عن طريق الإحالة. ويعمل الغالبية (27%) ممن هم تحت سن35 عام في أول أو ثاني وظيفة لهم، في حين يشير الذين يبلغ عمرهم35 سنة وما فوق إلى أنهم حالياً في وظيفتهم الثالثة (33%). ويرى أغلبية المجيبين من الأردن أنفسهم يعملون في شركتهم الحالية لعام أو عامين إضافيين كحد أقصى. ويوضح6 من أصل10 مجيبين أن العامل الذي قد يشجعهم على أن يكونوا أكثر ولاءً لشركاتهم هو مستوى جيد من التوازن بين العمل والحياة. وتعتبر فرص التدريب عامل ولاء هام بالنسبة إلى الكثير من المجيبين فوق سن الـ35 عام. في حين يولي الجيل الأكثر شباباً أهمية للعدالة في المرتبات الشهرية والمكافآت.
وعند سؤالهم عن التغيرات التي يودون إدخالها إلى شركاتهم، أشار جميع المجيبين إلى رغبتهم بالحصول على مرتبات شهرية أعلى.
ويوضح8 من أصل10 مجيبين في الأردن أنهم قد يفكرون في الانتقال إلى دولة أخرى لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم المهنية (83% للفئة العمرية تحت35 عاماً، و84% لمن هم فوق سن الـ35). ويشير5 من أصل عشرة مجيبين إلى استعدادهم للتضحية بحياتهم الشخصية لتعزيز وظيفتهم إلى حد معين، في حين يبدي ثلاثة من أصل عشرة استعدادهم للتضحية إلى حد كبير (32% ممن هم تحت سن35؛ و26% ممن هم بسن35 وما فوق).
ويفضل عدد كبير من المجيبين ممن هم تحت عمر35 عاماً (84%) الحصول على أعمال خاصة بهم بدلاً من العمل بوظيفة، بالمقارنة مع76% من اولئك الذين تبلغ أعمارهم35 عام وما فوق الراغبين بالعمل الحر.
ويرغب المجيبون الأكثر شباباً بالتقاعد في وقت مبكر أكثر من أصحاب الـ35 عاماً وما فوق، مع أمل24% منهم بالتقاعد قبل أن يبلغوا سن الخمسين. ويريد نصف المجيبين التقاعد بين الخمسين والستين من عمرهم (52%)، ويتطلع25% منهم إلى التقاعد بعد عمر الستين. أما بالنسبة إلى المجيبين من الفئة العمرية35 وما فوق، يتطلع أغلبهم (43%) إلى التقاعد بعد عيد ميلادهم الستين، على الرغم من أن20% منهم يرغبون بالتقاعد بين الـ55 و60 من العمر، ويرغب22% بالتقاعد بين50-55 من العمر، في حين يريد15% التقاعد قبل ذلك.
الدخل والمكافآت بالنسبة إلى جيل الألفية
في الأردن، يعتبر80% من المجيبين بعمر35 وما فوق المصدر الرئيسي للدخل لعائلاتهم، في حين يشغل42% ممن هم تحت سن الـ35 الدور نفسه. وعلى الرغم من استقلال الأغلبية، يشير حوالي ثلث المجيبين في الأردن إلى أنهم يعتمدون، إلى حد ما، على أموال عائلاتهم كدخل إضافي.
ولا يبدو أن هناك اختلاف فيما يتعلق بأولويات المرتب الشهري المفضل بالنسبة إلى جيل الألفية والجيل الأكبر سناً في الأردن. ويحصل8 من أصل10 من المجيبين على مرتب شهري ثابت حالياً، ما يعتبر الطريقة المفضلة للحصول على المرتب. ويعمل خمس المختصصين في الأردن حالياً أعمالاً إضافية مع الحصول على تعويضات مالية. وعندما يتعلق الأمر بالفوائد، تعتبر العلاوات السنوية/ الاعتيادية، والتأمين الصحي أو الطبي للعائلة وبدل السكن الأبرز ضمن قائمة الفوائد والإضافات المفضلة بالنسبة للفئة العمرية فوق الـ35 عاماً. وتعتبر السيارة أو بدل المواصلات أمرها هاماً أيضاً لكلا الفئتين.
ويسمح الدخل الشخصي لأغلبية المجيبين في الأردن بتدبر أمرهم فحسب، وذلك بحسب40% من الفئة العمرية تحت35 عاماً و38% ممن هم بعمر35 وما فوق. في حين يشير خمس المجيبين إلى صعوبة تغطية مصاريفهم عبر دخلهم الحالي.
وفي هذا الإطار قال سنديب شاهال، المدير التنفيذي في يوجوف: "يشير31% من الفئة العمرية تحت سن35 عاماً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أنهم بالكاد يتدبّرون أمور معيشتهم، أو يجدون أنه من الصعب تغطية تكاليف حياتهم اعتماداً على دخلهم الحالي. ويعتبر هذا الأمر متوقعاً كون59% من الموظفين في هذه الفئة العمرية غير مستقلّين فيما يتعلق بالاعتماد على عائلاتهم لدعمهم مادياً".
جيل الألفية ضمن بيئة العمل
يعبر أغلب المجيبين في الأردن عن ارتياحهم للعمل مع جيل مختلف عن جيلهم. وفي حين يشير ذوي الفئة العمرية35 عاماً وما فوق إلى ارتياحهم بالعمل مع الجيل الأكثر شباباً (43% مقابل27%)، إلا أنهم لا يشعرون بأنهم يستطيعون تعلم الكثير من أقرانهم الأكثر شباباً (وذلك بحسب23% منهم)، بالمقارنة مع51% من المجيبين تحت سن الـ35 عاماً الذي يشعرون بوجود فرصة التعلم من زملائهم الأكبر سناً.
وعندما يتعلق الأمر بالتعليم، يؤمن4 من أصل عشرة مجيبين في الأردن فوق الـ35 عام بأن السنوات التي أمضوها على مقاعد الدراسة قد ساهمت في إعدادهم لبيئة العمل، في حين يعتقد54% تحت الـ35 عام أن ساهمت في ذلك إلى حد معين فقط. ويرى الأغلبية أن الحصول على التعليم العالي يعتبر طريقة لتعزيز الخيارات الوظيفية، ومن ضمنها الحصول على أدوار وظيفية وترقيات أفضل.
ويعد العائق الأكبر للنمو الوظيفي بالنسبة إلى العاملين أو الباحثين عن عمل هو نقص الدعم المالي، وذلك بحسب حوالي نصف المجيبين. ويرى ثلث المجيبين تحت سن35 (34%) أن افتقاد الخبرة والتدريب الملائمين يشكل عائق. أما بالنسبة إلى المجيبين من عمر35 وما فوق، فإن أكبر عوائق النمو هي التحديات الاجتماعية والثقافية (31%).
وحول ذلك يقول سهيل المصري، نائب الرئيس للمبيعات في بيت. كوم: "ينظر العديد من المجيبين إلى التعليم كعامل غير مكتمل. ويخطط الكثير من الفئة العمرية فوق35 عاماً للانخراط بدروس تعليمية عبر الإنترنت إلى جانب عملهم، في حين يسعى عدد أكبر من الفئة العمرية تحت35 عاماً إلى التوقف عن العمل لبعض الوقت لمتابعة تعليمهم. ولهذا السبب، من المرجح أن تشهد الشركات التي تقدم دورات تدريبية داخلية عدداً أقل من معدل التغيرات في عدد موظفيها. ويجب على المهنيين العمل بشكل جدي على إيجاد طرق للحصول على المعرفة والبقاء على صلة بمجالات عملهم سواء من خلال متابعة التعليم، أو من مصادر أخرى مثل الإنترنت أو التدريب وورشات العمل. وتعتبر منصة اختصاصات بيت.كوم التي تم إطلاقها مؤخراً مصدر متميز للمهنيين تساعدهم على زيادة المعرفة بوظائفهم، والحصول على التقييم المناسب لمستوى معرفتهم. مهمتنا في بيت.كوم هي تمكين الناس بالمعرفة والأدوات اللازمة لعيش نمط الحياة التي يختارونها. ولذلك نقوم بإبتكار حلول جديدة باستمرار، لنسهل نجاح المتخصصين في جميع القطاعات والخبرات ضمن وظائفهم، وتعتبر منصة اختصاصات بيت. كوم إحدى أهم هذه الحلول".
وعند سؤالهم عن السمات التي يصفون بها زملائهم الأكبر سناً والمشرفين عليهم، اختار المجيبون تحت سن35 عاماً صفات الاجتهاد في العمل (46%)، والرغبة بالتعليم (51%)، وأنهم ودودون (40%). وفيما يتعلق بنظرتهم إلى زملائهم من جيل الألفية، أوضح المجيبون من عمر35 وما فوق أنهم يقدمون الأفكار المبتكرة (50%)، ويتمتعون بروح المبادرة (32%)، وغير صبورين (45%)، وتصادميين (32%).
الاتصالات والتكنولوجيا
يشهد الإنترنت انتشاراً كبيراً في الأردن، ويمضي4 من أصل عشرة مجيبين (36% تحت سن35؛47% بعمر35 وما فوق) ما بين2-3 ساعات يومياً على الإنترنت، تتضمن أوقات العمل والتسلية معاً. ويمضي23% من المجيبين تحت سن35 عاماً من5 إلى10 ساعات على الإنترنت، بالمقارنة مع21% من المجيبين من الفئة العمرية35 عاماً وما فوق.
وفيما يتعلق بقنوات التواصل في بيئة العمل، فمن المثير للاهتمام عدم وجود اختلاف كبير في الأولويات فيما يتعلق بطريقة التواصل لدى الفئتين العمريتين. فالطريقة المفضلة لكلتاهما هي التواصل المباشر وجهاً لوجه بحسب61% من المجيبين تحت عمر35 عاماً، و63% ممن تبلغ أعمارهم35 عاماً وما فوق. ويأتي بعد ذلك في المرتبة الثانية البريد الإلكتروني ثم التحدث عبر الهاتف.
ويُنظر إلى التكنولوجيا كونها المساهم في جعل المجيبين أكثر فعالية في العمل بحسب8 من أصل عشرة في جميع الفئات العمرية. على الرغم من أن ربع (23%) من المجيبين من فئة تحت35 عاماً يعتقدون بأن أقرانهم الأكبر سناً لا يستغلون الوسائل المتوفرة لهم بالدرجة المطلوبة. ويعتقد خُمس هؤلاء (18%) أيضاً أن أقرانهم الأكبر سناً لا يفهمون دائماً الطريقة التي يستخدمون بها التكنولوجيا.
الحياة بعيداً عن العمل
الأولويات الثلاثة الأبرز بالنسبة إلى المجيبين في الأردن هي نفسها بغض النظر عن العمر: الاستقرار المالي/ الاستقلالية (83% للفئة العمرية تحت35 عام، و84% لمن هم فوق الـ35)، الصحة الجيدة (79% تحت سن35؛ و83% بعمر35 وما فوق ) والوظيفة الناجحة (75% تحت سن35؛ و67% بعمر35 وما فوق). وبالنسبة إلى المنتمين إلى الفئة العمرية35 عاماً وما فوق، يعتبر تعليم الأطفال والسعادة هامين أيضاً.
وتعتبر كلا الفئتان العمريتان أن نقص الاستقرار المالي (59% تحت سن35؛54% بعمر35 وما فوق)، وارتفاع تكاليف المعيشة (72% تحت سن35؛ و77% بعمر35 وما فوق ) هي الأسباب الأبرز للتوتر في حياتهم حالياً. ويشير4 من أصل عشرة مجيبين تحت سن35 عاماً إلى أن نقص التوازن بين العمل والحياة هو السبب الرئيسي للتوتر في حياتهم، في حين يعبر المجيبون من عمر35 عاماً وما فوق عن قلقهم حيال نقص الأمن الوظيفي (43%).
ويعتقد5 من أصل عشرة من المجيبين أنهم يشتركون بنقس القيم التي يتحلى بها آباؤهم. ويؤكد52% من المجيبين الأكبر عمراً بقوة على أن لديهم نفس القيم التي حملها الجيل السابق، بالمقارنة مع51% من الفئة العمرية تحت35 عاماً.
تم جمع بيانات دراسة بيت.كوم حول "جيل الألفية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" عبر الإنترنت في الفترة ما بين18 ديسمبر2013 إلى6 يناير2014، بمشاركة7,173 شخص من الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وقطر، وعُمان، والبحرين، ولبنان، وسوريا، والأردن، والجزائر، ومصر، والمغرب وتونس.