كشفت دراسة "جيل الألفية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" التي أجراها مؤخراً موقع بيت. كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، وYouGov Siraj، منظمة الأبحاث والاستشارات، أن جيل الألفية في دولة قطر (أي المهنيين العاملين ممن هم في عمر35 عاماً أو أصغر) يعتبر جيلاً مبتكراً ومجتهداً بحسب أقرانهم الأكبر عمراً، وأن أغلب أبناء هذا الجيل (66%) يفضلون الأعمال الحرة أكثر من التوظيف.
وظائف جيل الألفية في دولة قطر: الحاضر والمستقبل
يعمل6 من أصل عشرة مجيبين في قطر ضمن شركات خاصة كبيرة ومتعددة الجنسيات (64% منهم تحت سن الـ35، و67% بعمر الـ35 وما فوق)، على الرغم من أولئك الذين تقل أعمارهم عن35 عام يفضلون العمل ضمن القطاع العام. وذلك يعود إلى المرتب الشهري المغري الذي يقدمه هذا القطاع (51%)، ويشير ثلث الذين تبلغ أعمارهم35 وما فوق إلى رضاهم عن القطاع الذي يعملون فيه حالياً، على الرغم من أن35% يفضلون العمل في القطاع العام، بسبب العمل الأكثر تحدياً (41%) والمزيد من فرص التعلّم في العمل (41%).
ومن المثير للاهتمام، أن4 من أصل عشرة مجيبين في قطر يتفقون بشدة على أن البطالة مسألة بالغة الأهمية في الدولة.
وحصل ثلث المجيبين في قطر (32% ممن هم تحت سن35 و33% ممن هم بعمر35 وما فوق) على وظائفهم عن طريق الإحالة. ويعمل الغالبية (29%) ممن هم تحت سن35 عام في ثالث وظيفة لهم، في حين يشير الذين يبلغ عمرهم35 سنة وما فوق إلى أنهم عملوا في ما يصل إلى خمس وظائف (30%). ويرى أغلبية المجيبين من قطر من جيل الألفية أنفسهم يعملون في شركتهم الحالية لعام أو عامين إضافيين كحد أقصى، على الرغم من أن الفئة العمرية فوق الـ35 عام سيبقون بين3-5 سنوات. ويوضح حوالي نصف المجيبين أن العامل الذي قد يشجعهم على أن يكونوا أكثر ولاءً لشركاتهم هو مستوى جيد من التوازن بين العمل والحياة. وتعتبر برامج التطوير الوظيفي والفوائد الجيدة عوامل ولاء مهمة للمجيبين من الفئة العمرية فوق35 عام. كما وتشجع العدالة في المرتبات الشهرية والمكافآت الجيل الشاب على البقاء ضمن الشركة.
وعند سؤالهم عن التغيرات التي يودون إدخالها إلى شركاتهم، يرغب المجيبون من كلتا الفئتين بالحصول على مرتبات شهرية أعلى.
ويوضح7 من أصل10 مجيبين في قطر أنهم قد يفكرون في الانتقال إلى دولة أخرى لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم المهنية (77% ممن هم تحت سن35؛68% ممن هم بسن35 وما فوق). ويشير نصف المجيبين إلى استعدادهم للتضحية بحياتهم الشخصية لتعزيز وظيفتهم إلى حد معين، في حين يبدي حوالي ثلث المجيبين استعدادهم للتضحية إلى حد كبير (35% ممن هم تحت سن35؛21% ممن هم بسن35 وما فوق).
ويفضل عدد كبير من المجيبين ممن هم تحت عمر35 عاماً (66%) الحصول على أعمال خاصة بهم بدلاً من العمل بوظيفة، بالمقارنة مع6977 من اولئك الذين تبلغ أعمارهم35 عام وما فوق الراغبين بالعمل الحر.
ويرغب المجيبون الأكثر شباباً بالتقاعد في وقت مبكر أكثر من أصحاب الـ35 عاماً وما فوق، مع أمل22% منهم بالتقاعد قبل أن يبلغوا سن الخمسين. ويريد نصف المجيبين من جيل الألفية في قطر التقاعد بين الخمسين والستين من عمرهم (47%)، ويتطلع30% منهم إلى التقاعد بعد عمر الستين. أما بالنسبة إلى المجيبين من الفئة العمرية35 وما فوق، يتطلع أغلبهم (51%) إلى التقاعد بعد عيد ميلادهم الستين، على الرغم من أن26% منهم يرغبون بالتقاعد بين الـ55 و60 من العمر. ويرغب13% منهم بالتقاعد بين50-55، في حين يريد9% فقط التقاعد قبل ذلك.
الدخل والمكافآت بالنسبة إلى جيل الألفية
في قطر، يعتبر89% من المجيبين بعمر35 وما فوق المصدر الرئيسي للدخل لعائلاتهم، في حين يشغل66% ممن هم تحت سن الـ35 الدور نفسه. وعلى الرغم من استقلال الأغلبية، يشير حوالي ثلث المجيبين في قطر إلى أنهم يعتمدون، إلى حد ما، على أموال عائلاتهم كدخل إضافي.
ولا يبدو أن هناك اختلاف فيما يتعلق بأولويات المرتب الشهري المفضل بالنسبة إلى جيل الألفية والجيل الأكبر سناً في قطر. ويحصل9 من أصل10 من المجيبين على مرتب شهري ثابت حالياً، ما يعتبر الطريقة المفضلة للحصول على المرتب. ويعمل ربع المختصصين في قطر من جيل الألفية حالياً أعمالاً إضافية مع الحصول على تعويضات مالية، وهو الحال بالنسبة إلى34% بالنسبة للفئة العمرية فوق الـ35 عاماً، مع أن22% من جيل الألفية يعملون ساعات إضافية دون الحصول على أي أجر إضافي. وعندما يتعلق الأمر بالفوائد، تعتبر العلاوات السنوية/ الاعتيادية، والتأمين الصحي أو الطبي للعائلة وبدل السكن الأبرز ضمن قائمة الفوائد والإضافات المفضلة بالنسبة للفئة العمرية فوق الـ35 عاماً. وتبرز الإجازة السنوية وبدل السفر كعامل هام أيضاً لكلا الفئتين.
ويسمح الدخل الشخصي لأغلبية المجيبين في قطر بالعيش بشكل مريح، وذلك بحسب45% من الفئة العمرية تحت35 عاماً64% ممن هم بعمر35 وما فوق. ولكن بالنسبة إلى ربع المجيبين (26% تحت35 عام؛ و13% بعمر35 وما فوق) فإن دخلهم يمكنهم من تدبر أمرهم فحسب، في حين يشير ربع المجيبين الأكثر شباباً إلى صعوبة تغطية مصاريفهم عبر دخلهم الحالي.
وفي هذا الإطار قال سنديب شاهال، المدير التنفيذي في يوجوف: "يشير31% من الفئة العمرية تحت سن35 عاماً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أنهم بالكاد يتدبّرون أمور معيشتهم، أو يجدون أنه من الصعب تغطية تكاليف حياتهم اعتماداً على دخلهم الحالي. ويعتبر هذا الأمر متوقعاً كون ما يقارب59% من الموظفين في هذه الفئة العمرية غير مستقلّين فيما يتعلق بالاعتماد على عائلاتهم لدعمهم مادياً".
جيل الألفية ضمن بيئة العمل
يعبر أغلب المجيبين في قطر عن ارتياحهم للعمل مع جيل مختلف عن جيلهم. وفي حين يشير ذوي الفئة العمرية35 عاماً وما فوق إلى ارتياحهم بالعمل مع الجيل الأكثر شباباً (46% مقابل47%)، إلا أنهم لا يشعرون بأنهم يستطيعون تعلم الكثير من أقرانهم الأكثر شباباً (وذلك بحسب21% منهم)، بالمقارنة مع59% من المجيبين تحت سن الـ35 عاماً الذي يشعرون بوجود فرصة التعلم من زملائهم الأكبر سناً.
وعندما يتعلق الأمر بالتعليم، يؤمن نصف المجيبين في قطر فوق الـ35 عام بأن السنوات التي أمضوها على مقاعد الدراسة قد ساهمت في إعدادهم لبيئة العمل، في حين يعتقد48% تحت الـ35 عام أن ساهمت في ذلك إلى حد معين فقط. ويرى الأغلبية أن الحصول على التعليم العالي يعتبر طريقة لتعزيز الخيارات الوظيفية، ومن ضمنها الحصول على أدوار وظيفية وترقيات أفضل.
ويعد العائق الأكبر للنمو الوظيفي بالنسبة إلى العاملين أو الباحثين عن عمل هو نقص الدعم المالي، وذلك بحسب ثلث المجيبين. ويرى ثلاثة من أصل عشرة مجيبين ممن هم تحت سن35 (28%) أن عدم وجود ترابط بين المؤهلات التعليمية ووظيفتهم الحالية يشكل عائقاً. أما بالنسبة إلى المجيبين من عمر35 وما فوق، فإن أكبر عوائق النمو الأخرى هي عدم وجود ترابط بين مؤهلاتهم ووظيفتهم الحالية (22%)، إضافة إلى المسؤوليات العائلية (22%).
وحول ذلك يقول سهيل المصري، نائب الرئيس للمبيعات في بيت. كوم: "ينظر العديد من المجيبين إلى التعليم كعامل غير مكتمل. ويخطط الكثير من الفئة العمرية فوق35 عاماً للانخراط بدروس تعليمية عبر الإنترنت إلى جانب عملهم، في حين يسعى عدد أكبر من الفئة العمرية تحت35 عاماً إلى التوقف عن العمل لبعض الوقت لمتابعة تعليمهم. ولهذا السبب، من المرجح أن تشهد الشركات التي تقدم دورات تدريبية داخلية عدداً أقل من معدل التغيرات في عدد موظفيها. ويجب على المهنيين العمل بشكل جدي على إيجاد طرق للحصول على المعرفة والبقاء على صلة بمجالات عملهم سواء من خلال متابعة التعليم، أو من مصادر أخرى مثل الإنترنت أو التدريب وورشات العمل. وتعتبر منصة اختصاصات بيت.كوم التي تم إطلاقها مؤخراً مصدر متميز للمهنيين تساعدهم على زيادة المعرفة بوظائفهم، والحصول على التقييم المناسب لمستوى معرفتهم. مهمتنا في بيت.كوم هي تمكين الناس بالمعرفة والأدوات اللازمة لعيش نمط الحياة التي يختارونها. ولذلك نقوم بإبتكار حلول جديدة باستمرار، لنسهل نجاح المتخصصين في جميع القطاعات والخبرات ضمن وظائفهم، وتعتبر منصة اختصاصات بيت. كوم إحدى أهم هذه الحلول".
وعند سؤالهم عن السمات التي يصفون بها زملائهم الأكبر سناً والمشرفين عليهم، اختار المجيبون تحت سن35 عاماً صفات الاجتهاد في العمل (41%)، والرغبة في التعليم (51%)، والتفهّم (34%). وفيما يتعلق بنظرتهم إلى زملائهم من جيل الألفية، أوضح المجيبون من عمر35 وما فوق أنهم يتميزون بالاجتهاد في العمل (62%)، ويقدمون الأفكار المبتكرة (41%)، وبأنهم مستعدون للتعليم (38%).
الاتصالات والتكنولوجيا
يشهد الإنترنت انتشاراً كبيراً في قطر، ويمضي أكثر من ثلث المجيبين (32% تحت سن35؛44% بعمر35 وما فوق) ما بين2-3 ساعات يومياً على الإنترنت، تتضمن أوقات العمل والتسلية معاً. ويمضي14% من المجيبين تحت سن35 عاماً من5 إلى10 ساعات على الإنترنت، بالمقارنة مع12% من المجيبين من الفئة العمرية35 عاماً وما فوق.
وفيما يتعلق بقنوات التواصل في بيئة العمل، فمن المثير للاهتمام عدم وجود اختلاف كبير في الأولويات فيما يتعلق بطريقة التواصل لدى الفئتين العمريتين. فالطريقة المفضلة لكلتاهما هي التواصل المباشر وجهاً لوجه بحسب52% من المجيبين تحت عمر35 عاماً،72% ممن تبلغ أعمارهم35 عاماً وما فوق. ويأتي بعد ذلك في المرتبة الثانية البريد الإلكتروني ثم التحدث عبر الهاتف.
ويُنظر إلى التكنولوجيا كونها المساهم في جعل المجيبين أكثر فعالية في العمل بحسب8 من أصل عشرة في جميع الفئات العمرية. على الرغم من أن ربع (23%) من المجيبين من فئة تحت35 عاماً يعتقدون بأن أقرانهم الأكبر سناً لا يستغلون الوسائل المتوفرة لهم بالدرجة المطلوبة. ويعتقد خمس هؤلاء (20%) أيضاً أن أقرانهم الأكبر سناً لا يفهمون دائماً الطريقة التي يستخدمون بها التكنولوجيا.
الحياة بعيداً عن العمل
الأولويات الثلاثة الأبرز بالنسبة إلى المجيبين في قطر هي نفسها بغض النظر عن العمر: الاستقرار المالي/ الاستقلالية (77% تحت سن35، و78% لما فوق35 عام)، الصحة الجيدة (76% تحت سن35؛85% بعمر35 وما فوق ) والوظيفة الناجحة (79% تحت سن35؛74% بعمر35 وما فوق). وبالنسبة إلى المنتمين إلى الفئة العمرية35 عاماً وما فوق، يعتبر تعليم الأطفال والسعادة هامين أيضاً.
وتعتبر كلا الفئتان العمريتان أن فقدان التوازن بين العمل والحياة (53% تحت سن35؛38% بعمر35 وما فوق)، وارتفاع تكاليف المعيشة (59% تحت سن35؛52% بعمر35 وما فوق ) هي الأسباب الأبرز للتوتر في حياتهم حالياً. ويشير5 من أصل عشرة مجيبين تحت سن35 عاماً إلى أن نقص التوازن المالي هو السبب الرئيسي للتوتر في حياتهم، في حين يعبر المجيبون من عمر35 عاماً وما فوق عن قلقهم حيال الكم الكبير من العمل (34%).
ويعتقد ثلاثة أرباع المجيبين أنهم يشتركون بنقس القيم التي يتحلى بها آباؤهم. ويتضح ذلك بشكل خاص لدى الفئة العمرية35 عاماً وما فوق. في الواقع، يؤكد40% من المجيبين الأكبر عمراً بقوة على أن لديهم نفس القيم التي حملها الجيل السابق، بالمقارنة مع34% من الفئة العمرية تحت35 عاماً.
تم جمع بيانات دراسة بيت.كوم حول "جيل الألفية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" عبر الإنترنت في الفترة ما بين18 ديسمبر2013 إلى6 يناير2014، بمشاركة7,173 شخص من الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وقطر، وعُمان، والبحرين، ولبنان، وسوريا، والأردن، والجزائر، ومصر، والمغرب وتونس.