وتعبر السيدات في كافة أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام عن رضاهن عن حياتهن، على الرغم من أنهن منقسمات عندما يتعلق الأمر بمستويات الرضا الوظيفي: ففي حين أن أربعة من أصل عشرة سيدات تعبرن عن سعادتهن بالوظيفة التي تعملن بها بشكل إجمالي، يوضح العدد عينه أيأربعة من أصل عشرة سيدات عن شعور معاكس تماماً. وعلى الرغم من ذلك، يبدو أن مستويات الحماس ضمن بيئة العمل عالية، حيث تشير57% الى أنهن "متحمسات" أو "متحمسات للغاية" بالمقارنة مع23% "لسن كذلك" أو "لسن متحمسات على الإطلاق".
وتوضح أكثر من ثلث السيدات في المنطقة (37%) أنهن غير سعيدات بالمستوى الحالي من الاستقلال المالي، و46% غير سعيدات بالتعويضات التي يحصلن عليها، ما يجعل النقود عاملاً محفزاً ومحورياً. وبعيداً عن ذلك، فإن الحصول على التقدير عن أعمالهن وإنجازاتهن هو دافع رئيسي لنصف السيدات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (49%). أما فرص التدريب والتطوير، واحتماليات التقدم الوظيفي، فهي أيضاً ذات أهمية كبيرة، وبخاصة الأخيرة، حيث تشير56% من السيدات إلى عدم رضاهن عن الترقيات المستقبلية. ويعتبر الإنجاز الشخصي، والشعور بأن هناك تأثير لعملهن، منالعوامل المهمة كذلك، كما هو الحال بالنسبة إلى الحوافز النقدية، والشهادات والجوائز بالعطلات تقديراً لإنجازاتهن.
وتعتبر القدرة على الحفاظ على توازن جيد بين العمل والحياة، دافع قوي بالنسبة إلى97% من السيدات، كما وتشير ستة من أصل10 منهن (58%) إلى أن الشركات التي تعملنفيها حالياً تدعم تحقيق توازن صحي في هذا الإطار. وتنظر80% من السيدات إلى هذا الأمر كعامل مساهم من حيث ضمان الشعور بالرضا تجاه علاقاتهن العائلية، في حين تعبر62% عن سعادتهن بالقدرة على الحفاظ على علاقات شخصية جيدة مع عائلاتهن وصداقاتهن.
وعلى الرغم من مستويات القناعة فيما يتعلق بالقدرة على تحقيق التوازن بين العمل والحياة، تكمل58% من السيدات الواجبات الوظيفية في المنزل، أو تعملن بأوقات إضافية. وترى أربعة من أصل عشرة سيدات (39%) أن ذلك جزء من متطلبات العمل، على الرغم من أن34% يقمن بذلك لرغبتهن بإنهاء المشاريع التي تعملن عليها في مواعيد مبكرة. وإن تكريس ساعات إضافية هو الطريقة الوحيدة التي تمكّن من أداء المهام الوظيفية في مواعيدها بالنسبة إلى33% منهن.
وترغب أربعة من أصل عشرة سيدات (41%) بالبقاء ضمن الشركات التي تعملن فيها حالياً لحوالي12 شهر على الأقل، على الرغم من أن73% من إجمالي السيدات العاملاتفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إما يبحثن بشكل نشط عن وظيفة جديدة، أو مستعدات للتخلي عن الوظيفة الحالية في حال حصولهن على عرض عمل مناسب. ومن المرجح أن يوثر النقص الملموس في توافر فرص العمل في أرجاء المنطقة، على قدرة الموظفين على تغيير الشركات التي يعملون فيها؛ وتشير69% من السيدات إلى أنهن غير راضيات "إلى حد ما" أو "بشدة" عن فرص التوظيف في الأماكن التي يعشن فيها.
وتنصح ثلاثة أرباع السيدات (76%) بالشركات التي يعملن فيها حالياً إلى العائلة والأصدقاء، والشركاء. وهو الأمر الذي يعود سببه على الأغلب إلى واقع أن سبعة من أصل عشرة سيدات يشعرن بأن وظائفهم تمحنهن شعوراً بالإنجاز الشخصي والمهني. وهناك درجة عالية من المشاعر الإيجابية عندما يتعلق الأمر بإدراك أهمية العمل: حيث تؤمن81% من السيدات بأن وظائفهن مهمة بالنسبة إلى زملاء العمل والعملاء وشركاء الأعمال، وترى88% من السيدات أن عملهن مهم بشكل فريد بالنسبة إلى شركاتهن. وتشعر سبعة من أصل عشرة سيدات أن أعمالهن لها أهمية في المجتمع والبلد الذي يقمن فيه.
وبشكل إجمالي، تعبر السيدات عن الرضا تجاه أغلبية عناصر بيئة العمل، مثل ظروف العمل الجسدية، والمساحة، والاحترافية، ومستويات المعرفة بالزملاء والعلاقات معهم. وهن أيضاً راضيات عن مرونة مواعيد العمل، ومستويات التقدير والإدراك الذين تحصلن عليه عند القيام بعمل جيد، والنمو الشخصي والمهني، ومستويات الأمن الوظيفي.
وتتضمن النواحي التي تعتبر مقبولة بشكل أقل في بيئة العمل عدم الرضا عن المسؤوليات المطلوب إنجازها، والتعويضات والفوائد التي يحصلن عليها، وجودة العمل وفرص التدريب، وعدم الالتزام بالوعود التي تقطعها الشركات على نفسها تجاه الموظفين. وترغب السيدات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالحصول على أنظمة آراء واقتراحات أفضل فيما يتعلق بطرح القضايا المختلفة مع الإدارة، ودرجة من التنوّع ضمن واجبات العمل.
أما مستويات التوتر بين السيدات في المنطقة فهي عالية، حيث تشير65% منهن أن هناك حياتهن اليومية تؤدي إلى التوتر "إلى حد ما" أو "بشكل كبير". في حين يعتبر ارتفاع مستويات المعيشة مؤثر كبير في هذا السياق بالنسبة إلى69% من السيدات، كما وتعد القضايا المتعلقة بالعمل عامل بارز بالنسبة إلى خمسة من أصل عشرة سيدات (46%). ويثير الوضع الاقتصادي للبلدان التي تعشن فيها القلق لـ44% من السيدات، في حين ترى38% منهن أن المتطلبات العائلية وعدم القدرة على الحفاظ على توازن جيد بين العمل والحياة، مشكة بارزة.
وخلال يوم عمل عادي، تشعر نصف السيدات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (48%) بالتوتر- وتعتبر18% منهن أنفسهن تحت ضغط شديد، في حين تشير29% من السيدات الى أنهن تواجهن ضغوطات عمل مفرطة بشكل يومي. أما ثلث السيدات فيشرن إلى التعرض لتلك المستويات من التوتر مرة واحدة أسبوعياً على الأقل.
ولكن، وبالرغم من مستويات التوتر الملحوظة الناتجة على الحياة والعمل اليومية، إلى أن86% من السيدات راضيات عن مستويات العافية العقلية الحالية، وتعبر78% عن الرضا تجاه العافية الجسدية.
وفي هذا السياق قالت سها مارديلي هارون، مديرة الموارد البشرية والمبيعات الإقليمية في بيت.كوم: "تحقق السيدات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يوماً بعد يوم أهدافهن المهنية، وتضعن مساهمات محورية في نجاح الأعمال الفردية والاقتصاد الكلي. وتعتنق السيدات الوظائف التي يقمن بها بكل إخلاص، وهو أمر يمكن ملاحظته من المستويات العالية للإلتزامالذيتشعر به السيدات تجاه أعمالهن. وتكمن مهمتنا في بيت.كوم في تزويد الرجال والسيدات في مختلف أرجاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالأدوات والمعلومات التي تساعد على بناء نمط الحياة الذي يختارونه. وتتماشى نتائج الدراسات التي نجريها مع تجربة بيت.كوم في بيئة العمل بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى تماشيها مع التحليلات التي نقوم بها حولعادات الشركات والموظفين وطموحاتهم، لتقديم صورة متكاملة عن سوق التوظيف الإقليمي".
وقد تم جمع البيانات الخاصة بدراسات "تحفيز الموظفين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" و"مستويات السعادة والرفاهية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، في خلال الفترة الممتدة ما بين6 إلى16 ديسمبر2012 و6 إلى20 يونيو2013 على التوالي.