كشفت الدراسة التي أجراها بيت.كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع YouGov، المنظمة الرائدة المتخصصة بأبحاث السوق، حول مؤشر ثقة المستهلك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أنه وعلى الرغم من توقعات المجيبين بنمو الاقتصاد وفرص العمل في مصر في المستقبل القريب، إلا أنه لا يزال هناك قلق إزاء ارتفاع تكاليف المعيشة فيها.
الوضع الاقتصادي الشخصي
يشير15% من المجيبين في مصر إلى أن أوضاعهم المالية قد شهدت تحسناً في الأشهر الستة الماضية، ولكنها بقيت على حالها بالنسبة إلى36%، ويتوقع36% تحسنها في الأشهر الستة المقبلة. وعلى الرغم من ذلك، يعتقد84% من المجيبين أن تكاليف المعيشة في مصر ستشهد ارتفاعاً ضمن الفترة نفسها. ويوضح ستة من أصل عشرة مجيبين في مصر (60%) أن مدخراتهم تراجعت بالمقارنة مع العام الماضي.
ويخطط ثلاثة من أصل عشرة مجيبين (27%) في مصر لشراء سيارة للاستخدام الشخصي خلال العام المقبل، مع تفضيل50% منهم شراء سيارة جديدة. ويسعى20% للاستثمار في عقار ما خلال الفترة نفسها، مع احتلال الشقق السكنية المركز الأول في الاعتبارات المرغوبة للشراء بنسبة62%. وفي هذا السياق، يخطط أكثر من النصف (62%) شراء عقار جديد، في حين يتجه24% نحو العقارات المملوكة مسبقاً. أما فيما يتعلق بعمليات الشراء الصغيرة، فإن المجيبين في مصر ينوون شراء كمبيوتر مكتبي أو محمول (25%)، وشاشات تلفزيون LCD أو بلازما (15%)، وأجهزة التكييف (17%)، وذلك في خلال الأشهر الستة المقبلة.
الأوضاع الاقتصادية للدولة
شهد اقتصاد مصر تراجعاً ملحوظاً خلال الأشهر الستة الماضية بالنسبة إلى42% من المجيبين، ويتوقع46% منهم تحسن الأوضاع بشكل أكبر في الأشهر الستة المقبلة. وتعتبر الظروف الحالية للأعمال "جيدة" إلى "جيدة جداً" بحسب19%، مع توقعات بالأفضل خلال عام من الآن (51%). وتعد فرص العمل في مصر صعبة المنال بحسب65% من المجيبين، ويتوقع37% زيادة عدد فرص العمل في مصر خلال ست أشهر من الآن.
النظرة الحالية للوظائف
يشير20% من المجيبين إلى أن شركاتهم كانت قد شهدت نمواً فيما يتعلق بعدد الموظفين خلال فترة الست أشهر الماضية. ويوضح حوالي الثلث بأن شركاتهم لديها عدد أقل من الموظفين حالياً. في حين يتوقع27% نمو عدد الموظفين في شركتهم خلال النصف المقبل من العام.
وبشكل عام، تسجّل مصر مستويات عالية عندما يتعلق الأمر بالرضا عن الوظيفة. حيث يعبر الموظفون فيها عن رضاهم عن فرص النمو الوظيفي (36%)، والفوائد غير المالية (30%)، والأمن الوظيفي (31%)، إلا أن رضاهم عن رواتبهم الحالية أقل (26% منهم راضون عن رواتبهم).
وحول هذه النتائج يقول سهيل المصري، نائب الرئيس للمبيعات في بيت.كوم: "تعتبر النتائج جيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام. وهناك حالة من التحسن في ظل انتشار المزيد من المشاريع في أرجاء المنطقة، مثل كأس العالم في قطر، ومعرض إكسبو2020 في دبي. إن هذه المشاريع تخلق المزيد من الوظائف، وهو ما يشكل طفرة متميزة للمنطقة. ولكن ذلك يرافقه ارتفاع في تكاليف المعيشة، وهو السبب الذي يقف خلف تضاؤل المدّخرات، ويدفع المجيبين إلى توقع المزيد من الارتفاع في تكاليف المعيشة في المستقبل. ويتعين على الشركات أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار عند تعيين موظفين جدد."
ومن جانبه قال سيلفيو ماتيج، مدير منظمة YouGov: "من النقاط التي تلفت الاهتمام هي إشارة نسبة كبيرة من المجيبين إلى تراجع مدخراتهم على الرغم من أن معظم المجيبين في المنطقة يعتبرون أن أوضاعهم المالية شهدت تطوراً أو بقيت على حالها. ويبدو أن ارتفاع الأسعار تؤثر بشكل سلبي على مدخرات المقيمين على الرغم من المستويات العالية من الثقة بالسوق."
تم جمع بيانات مؤشر بيت.كوم لثقة المستهلك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لشهر أغسطس2014 عبر الإنترنت في الفترة ما بين5-19 أغسطس2014، بمشاركة5,075 شخصاً بعمر18 عاماً فما فوق، من دول الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وعُمان، وقطر، والبحرين، ولبنان، وسوريا، والأردن، ومصر، والمغرب، والجزائر وتونس.