كشفت الدراسة التي أجراها بيت.كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع YouGov، المنظمة الرائدة المتخصصة بأبحاث السوق، حول مؤشر ثقة المستهلك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن المجيبين في الأردن يتوقعون تراجع الاقتصاد وفرص العمل في بلدهم في المستقبل القريب، كما ولا يزال هناك قلق إزاء ارتفاع تكاليف المعيشة فيها.
الوضع الاقتصادي الشخصي
يشير13% من المجيبين في الأردن إلى أن أوضاعهم المالية قد شهدت تحسناً في الأشهر الستة الماضية، ولكنها بقيت على حالها بالنسبة إلى39%، ويتوقع34% تحسنها في الأشهر الستة المقبلة. وعلى الرغم من ذلك، يعتقد87% من المجيبين أن تكاليف المعيشة في الأردن ستشهد ارتفاعاً ضمن الفترة نفسها. ويوضح سبعة من أصل عشرة مجيبين في الأردن (67%) أن مدخراتهم تراجعت بالمقارنة مع العام الماضي.
ويخطط ثلاثة من أصل عشرة مجيبين (35%) في الأردن لشراء سيارة للاستخدام الشخصي خلال العام المقبل، مع تفضيل14% منهم شراء سيارة جديدة. ويسعى16% للاستثمار في عقار ما خلال الفترة نفسها، مع احتلال الشقق السكنية المركز الأول في الاعتبارات المرغوبة للشراء بنسبة63%. وفي هذا السياق، يخطط أكثر من الثلث (39%) شراء عقار جديد، في حين يتجه40% نحو العقارات المملوكة مسبقاً. أما فيما يتعلق بعمليات الشراء الصغيرة، فإن المجيبين في الأردن ينوون شراء كمبيوتر مكتبي أو محمول (17%)، وأثاث (17%)، وشاشات تلفزيون LCD أو بلازما (13%)، وذلك في خلال الأشهر الستة المقبلة.
الأوضاع الاقتصادية للدولة
شهد اقتصاد الأردن تراجعاً ملحوظاً خلال الأشهر الستة الماضية بالنسبة إلى51% من المجيبين، ويتوقع43% منهم تردي الأوضاع بشكل أكبر في الأشهر الستة المقبلة. وتعتبر الظروف الحالية للأعمال "جيدة" إلى "جيدة جداً" بحسب21%، مع توقعات بالأفضل خلال عام من الآن (35%). وتعد فرص العمل في الأردن صعبة المنال بحسب73% من المجيبين، ويتوقع34% تراجع عدد فرص العمل في الأردن خلال ست أشهر من الآن.
النظرة الحالية للوظائف
يشير26% من المجيبين إلى أن شركاتهم كانت قد شهدت نمواً فيما يتعلق بعدد الموظفين خلال فترة الست أشهر الماضية. ويوضح حوالي الربع بأن شركاتهم لديها عدد أقل من الموظفين حالياً. في حين يتوقع30% نمو عدد الموظفين في شركتهم خلال النصف المقبل من العام.
وبشكل عام، تسجّل الأردن مستويات عالية عندما يتعلق الأمر بالرضا عن الوظيفة. حيث يعبر الموظفون فيها عن رضاهم عن فرص النمو الوظيفي (41%)، والفوائد غير المالية (40%)، والأمن الوظيفي (41%)، إلا أن رضاهم عن رواتبهم الحالية أقل (24% منهم راضون عن رواتبهم).
وحول هذه النتائج يقول سهيل المصري، نائب الرئيس للمبيعات في بيت.كوم: "تعتبر النتائج جيدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام. وهناك حالة من التحسن في ظل انتشار المزيد من المشاريع في أرجاء المنطقة، مثل كأس العالم في قطر، ومعرض إكسبو2020 في دبي. إن هذه المشاريع تخلق المزيد من الوظائف، وهو ما يشكل طفرة متميزة للمنطقة. ولكن ذلك يرافقه ارتفاع في تكاليف المعيشة، وهو السبب الذي يقف خلف تضاؤل المدّخرات، ويدفع المجيبين إلى توقع المزيد من الارتفاع في تكاليف المعيشة في المستقبل. ويتعين على الشركات أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار عند تعيين موظفين جدد."
ومن جانبه قال سيلفيو ماتيج، مدير منظمة YouGov: "من النقاط التي تلفت الاهتمام هي إشارة نسبة كبيرة من المجيبين إلى تراجع مدخراتهم على الرغم من أن معظم المجيبين في المنطقة يعتبرون أن أوضاعهم المالية شهدت تطوراً أو بقيت على حالها. ويبدو أن ارتفاع الأسعار تؤثر بشكل سلبي على مدخرات المقيمين على الرغم من المستويات العالية من الثقة بالسوق."
تم جمع بيانات مؤشر بيت.كوم لثقة المستهلك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لشهر أغسطس2014 عبر الإنترنت في الفترة ما بين5-19 أغسطس2014، بمشاركة5,075 شخصاً بعمر18 عاماً فما فوق، من دول الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وعُمان، وقطر، والبحرين، ولبنان، وسوريا، والأردن، ومصر، والمغرب، والجزائر وتونس.