كشف استبيان ’التعليم والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا‘ الذي أجراه بيت.كوم- أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط- ومدينة دبي الأكاديمية الدولية- أكبر منطقة حرة متخصصة بالتعليم العالي في العالم – أن89% من المجيبين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعتبرون الإبداع والابتكار عنصران مهمان في حياتهم، ويرى63,3% منهم أنهما أمر "بالغ الأهمية". ويوضح ثمانية من أصل عشرة مجيبين (84,3%) أنهم يسعون جاهدين لتعزيز قدراتهم الإبداعية.
وأظهر الاستبيان أن الإبداع والابتكار يعتبران من العناصر بالغة الأهمية بالنسبة إلى المتخصصين الشرق أوسطيين. ويوافق64,9% من المجيبين "بقوة" على هذا الأمر، في حين يتفق24,1% "إلى حد ما" بأن التفكير المبتكر له أهمية في دفع التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وعلى مستوى المنطقة، تعتبر الإمارات العربية المتحدة الدولة الأكثر ابتكاراً بحسب51,5% من المجيبين. ولا تشكل هذه النسبة مفاجأة كون دولة الإمارات تمكنت من الوصول إلى المركز24 في مجال الإبداع بحسب مؤشر التنافسية العالمية الخاص بالمنتدى الاقتصادي العالمي (المرتبة24 من أصل144 دولة).
تحدث سهيل مصري، نائب الرئيس للمبيعات في بيت.كوم، حول نتائج الاستبيان: "يعتبر الإبداع جزء رئيسي للاقتصاد المعرفي الذي يشكل الدافع الرئيسي للإنتاجية والنمو الاقتصادي. في الواقع، يعد الإبداع عامل تحفيز جوهري، وهو صميم الابتكار، وعنصر هام لتطوّر النفس والجنس البشري بشكل مستمر. ولم تكن الإنسانية لتتمكن من تحقيق تلك الخطوات الهائلة في التطوير من دون الابتكار في العلوم، والفنون، والعناية الصحية والإدارة. فالإبداع والمقدرة على الابتكار هما من دون شك جزء محوري ورئيسي في المجتمع المهني في خلال هذا العصر، بخاصة بالنسبة إلى الباحثين عن عمل الذين يسعون للحصول على منصب جديد، والمتخصصين الراغبين بتحقيق النجاحات في أعمالهم. أما الشركات، فعليها أيضاً أن تلعب دورها في تشجيع الابتكار من خلال توفير أجواء ترعى الابتكار والأفكار الابداعية، وهو الأمر الذي سيعود بالنفع على المدى الطويل".
وعلى صعيد المسار المهني، يتفق أغلب المجيبون (88,5%) على أن التفكير بشكل إبداعي وامتلاك مهارات معينة متصلة به يحملان أهمية فائقة للحصول على وظيفة في سوق اليوم، حيث أن الطلب على الأفكار المبتكرة في العمل يشهد تزايداً مستمراً، وذلك بحسب86,9% من المجيبين. ومن المثير للاهتمام أن تسعة من أصل عشرة مجيبين (89%) يقولون أن بيئة عملهم تشجعهم على ابتكار أفكار جديدة، ويوضح72,1% أن شركاتهم تحتوي على أماكن خاصة للإبداع يمكنهم فيها الاسترخاء، والشعور بالراحة والابتكار.
ويتابع مصري: "إن الابتكار هو أحد القيم الرئيسية بالنسبة لنا كشركة في بيت.كوم، وهو السبب الذي يدفعنا لتزويد المتخصصين بأكبر قدر ممكن من الأدوات التي تساعدهم في تعزيز مهاراتهم الإبداعية واستعراضها. ولدينا على سبيل المثال منصة تخصصات بيت.كوم التي تشجع المتخصصين من مختلف القطاعات والدول، على التعاون في ما بينهم وتبادل الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ومن الرائع أن نرى هذا القدر الهائل من تبادل الأفكار بشكل مباشر عبر المنصة!".
أما التحدي الأبرز الذي يقف في وجه الإبداع فهو نقص الموارد المالية، بحسب42% من المجيبين. ومن العوامل الأخرى التي تعرقل الإبداع والابتكار بحسب المجيبين يبرز الافتقار إلى المعرفة والأدوات اللازمة (15,8%)، والعمر (10,1%) وعدم وجود الوقت الكافي (9%).
وعند سؤالهم عن رأيهم في مدى تأثير أنظمة الاختبارات الموحّدة المستخدمة في قطاع التعليم، في تخفيف مستويات التفكير الإبداعي، اتفق أغلب المجيبون (75,1%) على أنها ذات تأثير واضح. وإضافة إلى ذلك، تعتقد نسبة كبيرة بلغت73% أن النظام التعليمي في دولهم يعيق قدراتهم الإبداعية، ويعتقد41,9% أن نظام التعليم في دولهم ليس مبتكراً بما فيه الكفاية ليتمكن من التأقلم مع التغيير الذي يحصل مع مرور الزمن.
ومن جانبه قال الدكتور أيوب كاظم، المدير الإداري في قرية دبي المعرفة: "إن تقييم الإمارات العربية في دراسة بيت.كوم كأهم دولة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال الابتكار هو دليل على نجاح الاستراتيجية الحكومية الهادفة إلى تطوير اقتصاد مبني على المعرفة. ومع تقدمنا نحو الاقتصاد المبني على المعرفة، من المهم أن نحدد الحواجز التي تقف في طريق تحقيقنا المزيد من الإبداع وتشكيل استراتيجية تقودنا إلى تجاوزها، وهو ما أشار إليه استبيان بيت.كوم".
وتابع الدكتور كاظم: "نلاحظ أن هناك دور هام لقرية دبي للمعرفة ومدينة دبي الأكاديمية الدولية في هذا السعي، خاصة في ما يتعلق بسد الفجوة بين الصناعة والقطاع الأكاديمية من خلال تشجيع وتمكين كلياتنا ومعاهدنا التدريبية من تعليم الطلاب وتجهيزهم ليكونوا أكثر إبداعاً، وهو ما يجهّزهم لخوض غمار الحياة العملية، ويؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى تحقيق نمو اقتصادي مستدام وبالتالي يرفع من تقييم الدولة في مؤشر الابتكار".
جُمعت بيانات استبيان بيت.كوم حول ’التعليم والابتكار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا‘ عبر الإنترنت في خلال الفترة الممتدة ما بين26 أكتوبر و24 نوفمبر2014، بمشاركة5,891 شخص من دولة الإمارات، والسعودية، والكويت، وقطر، وعُمان، والبحرين، ولبنان، وسوريا، والأردن، والجزائر، ومصر، والمغرب وتونس.