تعتبر الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم القوة الدافعة لأي اقتصاد في العالم، ويُنظر إلى هذه الشركات على أنها العناصر الرئيسية التي تعزّز عملية التوظيف والابتكار. وفي قطر، يفضّل أغلبية المجيبين (66%) ريادة الأعمال. في الواقع، كشف استبيان جديد أجراه بيت. كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع YouGov، المؤسسة الرائدة المتخصصة في أبحاث السوق، تحت عنوان ’ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا2015‘، أن82% من المجيبين في قطر يعرفون شخصياً رائد أعمال واحد على الأقل؛ مشيرين إلى أن98% من معارفهم من رواد الأعمال أثبتوا نجاحهم في مجال عملهم.
وفي قطر، يفكّر الموظفون في القطاعين الخاص والعام على حد سواء بتأسيس عمل خاص بهم. ويقول67% من المجيبين أنهم يفكرون حالياً بتأسيس عملهم الخاص، مقابل19% ممن خاضوا هذه التجربة من قبل ولكنهم فشلوا أو لم يتمكنوا من تأسيس عملهم الخاص لأسباب مختلفة. وأشار8% من المجيبين في قطر إلى أنهم لم يفكروا بتأسيس عمل خاص بهم على الإطلاق.
أما بالنسبة إلى التصوّرات المتعلقة بتأسيس عمل خاص في قطر، يقول13% من المجيبين أن تأسيس عمل خاص يعتبر سهلاً إلى حد ما أو سهلاً للغاية. في حين أشار59% إلى أن ريادة الأعمال صعبة أو صعبة للغاية في قطر.
ويوضح المجيبون الذين أسسوا أعمالهم الخاصة في قطر أن هناك مجموعة من الصعوبات التي واجهتهم أهمها عدم توفر التمويل (59%)، والحاجة إلى إنشاء العلاقات أو ’الواسطة‘ (38%)، والقوانين والأنظمة الحكومية الصارمة (45%).
التصوّرات الخاصة بريادة الأعمال في قطر
يعتقد أكثر من نصف المجيبين في قطر (55%) أنه يجب عليهم اكتساب خبرة كافية قبل تأسيس عملهم الخاص، في حين يشير37% إلى أنه يمكن للشخص في أي وقت تأسيس عمل خاص به. كما يقول المجيبون في قطر أن أبرز ثلاث صعوبات خلال تأسيس عمل خاص في قطر هي الحصول على التمويل (62%)، والحاجة إلى إنشاء العلاقات أو ’الواسطة‘ (48%)، والحاجة إلى تكريس الكثير من الوقت والجهد (42%).
ويعتقد حوالي ربع المجيبين في قطر (24%) أن التصميم المعماري والهندسة هو القطاع الأكثر استقطاباً لريادة الأعمال في الدولة، يليه قطاع الضيافة والترفيه (14%)، ثم الإعلان والتسويق والعلاقات العامة (12%)، والتمويل والتأمين والعقارات (12%)،ثم تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات (8%).
وينظر حوالي ثلاثة أرباع المجيبين في قطر (71%) إلى روّاد الأعمال على أنهم أشخاص يفكرون بالأرباح في المقام الأول، ويعتبر88% منهم أن روّاد الأعمال يسعون لاستغلال كافة الفرص المتاحة أمامهم. ويتفق84% من المجيبين ’بشدّة‘ أو ’إلى حد ما‘ على أن روّاد الأعمال يساعدون في خلق فرص عمل جديدة، في حين يقول71% منهم أن روّاد الأعمال يقدمون الفائدة للمجتمع من خلال تقديم منتجات وخدمات جديدة.
أما بالنسبة لأفضل النصائح التي يقدمها المجيبون لروّاد الأعمال الناشئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن ضمنها قطر، فهي عدم الخوف من الفشل (38%)، واعداد خطة عمل متميزة (13%)، وإبتكار فكرة عمل وخطة تسويق فريدة ومبنية على البحث والدراسة (11% لكل منهما).
دور التعليم في تحديد ريادة الأعمال
يتفق حوالي ثلاثة أرباع من المجيبين في قطر (71%) على أن التعليم الذي حصلوا عليه ساعدهم في تطوير سلوكيات ريادة أعمال بشكل كبير أو إلى حد ما، وذلك مقابل4% من المجيبين الذين لم يوافقوا على ذلك.
ويوضح78% من المجيبين في قطر - بشدة أو باعتدال- أن التعليم الذي حصلوا عليه ساعدهم في اكتساب المهارات الضرورية وتعلّم كيفية الدخول إلى عالم ريادة الأعمال. ويعتقد71% بأن التعليم الذين حصلوا عليه ساعدهم في فهم دور ريادة الأعمال في المجتمع، في حين يوافق76% على أن التعليم هو ما أثار اهتمامهم بريادة الأعمال، سواء بشكل كبير أو إلى حد ما.
تفضيلات أسلوب العمل في قطر
يفضل66% من المجيبين في قطر تأسيس شركة خاصة بهم، مقابل30% من المجيبين الذين يبحثون عن العمل كموظفين في شركة. أما عندما يتعلق الأمر بأسباب تفضيل العمل الخاص، فيقول51% من المجيبين في قطر بأن السبب الرئيسي هو الإنجاز الشخصي. ويعتقد43% من المجيبين في قطر بأن العمل الخاص يسمح لهم بتحقيق توازن أفضل بين حياتهم المهنية والشخصية، ويقول45% منهم أنهم يفضلون فكرة أن يكونوا مدراء أنفسهم.
أما بالنسبة للمجيبين الذين يفضلون العمل في شركة، فيقول حوالي النصف (48%) أنهم يفضلون العمل في شركات القطاع الخاص، في حين يفضل52% منهم العمل في القطاع العام. أما بالنسبة إلى أهم العوامل التي تدفع المجيبين في قطر إلى العمل كموظفين فهي عدم توفر التمويل لتأسيس العمل الخاص (31%). ويقدّر30% من المجيبين في قطر الاستقرار الذي يوفره العمل في شركة، مقابل25% ممن يقدّرون الحصول على دخل منتظم.
وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قام70% من المجيبين بتأسيس أعمالهم الخاصة خلال السنوات الخمسة الماضية، مقابل1 من أصل خمسة مجيبين (18%) ممن أسسوا أعمالهم الخاصة خلال السنوات العشرة الماضية. وبحسب المهنيين الذين يديرون أعمالهم الخاصة في المنطقة، فإن الأسباب الثلاث الأبرز لريادة الأعمال بالنسبة لهم هي حصولهم على مستوى دخل أفضل (34%)، ومستويات استقلالية أكبر لما يرغبون بتحقيقه (31%)، وتحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية (28%).
وفي الوقت الراهن، يقول ثلث المجيبين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (33%) ممن قاموا بإنشاء أعمالهم الخاصة أنهم لا يزالوا في مرحلة التأسيس، ويشير23% منهم إلى أن أعمالهم الخاصة لا تزال دون المستوى من حيث الأداء، مقابل22% ممن أشاروا إلى أنهم يملكون أعمالاً خاصة تقدم أداءً جيداً.
وقال سهيل المصري، نائب الرئيس للمبيعات في بيت. كوم: "هناك تشجيع كبير لريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهي تعزز الاقتصاد وتدفع عملية الابتكار. وفي الوقت الذي يطمح فيه المجيبون في لبنان إلى تأسيس أعمالهم الخاصة، لا يزال التمويل أحد العوائق الرئيسية أمام تحقيق هذه الطموحات، وهو ما يشير إلى أن المنطقة بحاجة ماسة إلى قيام المزيد من المستثمرين بمساعدة روّاد الأعمال وتقديم التمويل اللازم لهم. وتكمن مهمتنا في بيت.كوم في تمكين الأشخاص من خلال تزويدهم بالمعلومات والأدوات والأبحاث المتعلقة بالتوظيف والوضع الاقتصادي في بلدهم. ولقد قمنا، منذ تأسيس شركتنا في العام2000، بمساعدة أصحاب الشركات الناشئة في توظيف أفضل الكفاءات في مختلف القطاعات ومن كافة المستويات المهنية. في الواقع، تعتبر منصة بيت.كوم عنصراً أساسياً في تعزيز عملية التوظيف الخاصة بمشاريع ريادة الأعمال من مرحلة التأسيس ووصولاً إلى النضوح."
ومن جانبها أضافت إليسافيت فراكا، مديرة الأبحاث في YouGov: "يتزايد لجوء الأشخاص نحو ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وعلى الرغم من التحديات التي تقف في طريق ريادة الأعمال، إلا أن أبحاثنا تشير إلى أن ريادة الأعمال أصبحت أكثر شعبية اليوم من أي وقت مضى. وإن تشجيع ريادة الأعمال يعود بالفائدة على اقتصادات المنطقة، حيث يساهم روّاد الأعمال في زيادة الناتج الإجمالي المحلي للدولة ويساعدون في خلق فرص عمل جديدة."
تم جمع بيانات استبيان بيت.كوم حول ’ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا2015‘ عبر الإنترنت في الفترة ما بين27 سبتمبر و4 أكتوبر، بمشاركة8,164 شخص من الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وقطر، وعُمان، والبحرين، ولبنان، وسوريا، والأردن، والجزائر، ومصر، والمغرب، وتونس.