تعتبر الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم القوة الدافعة لأي اقتصاد في العالم، ويُنظر إلى هذه الشركات على أنها العناصر الرئيسية التي تعزّز عملية التوظيف والابتكار. وفي المملكة العربية السعودية، يفضّل أغلبية المجيبين (67%) ريادة الأعمال. في الواقع، كشف استبيان جديد أجراه بيت.كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع YouGov، المؤسسة الرائدة المتخصصة في أبحاث السوق، تحت عنوان ’ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا2015‘، أن80% من المجيبين في السعودية يعرفون شخصياً رائد أعمال واحد على الأقل؛ مشيرين إلى أن97% من معارفهم من رواد الأعمال أثبتوا نجاحهم في مجال عملهم.
وفي السعودية، يفكّر الموظفون في القطاعين الخاص والعام على حد سواء بتأسيس عمل خاص بهم. ويقول62% من المجيبين أنهم يفكرون حالياً بتأسيس عملهم الخاص، مقابل23% ممن خاضوا هذه التجربة من قبل ولكنهم فشلوا أو لم يتمكنوا من تأسيس عملهم الخاص لأسباب مختلفة. وأشار8% من المجيبين في السعودية إلى أنهم لم يفكروا بتأسيس عمل خاص بهم على الإطلاق.
أما بالنسبة إلى التصوّرات المتعلقة بتأسيس عمل خاص في السعودية، يقول17% من المجيبين أن تأسيس عمل خاص يعتبر سهلاً إلى حد ما أو سهلاً للغاية. في حين أشار51% إلى أن ريادة الأعمال صعبة أو صعبة للغاية في السعودية.
ويوضح المجيبون الذين أسسوا أعمالهم الخاصة في السعودية أن هناك مجموعة من الصعوبات التي واجهتهم أهمها القوانين والأنظمة الحكومية الصارمة (57%)، وعدم توفر التمويل (56%)، بالإضافة إلى الحاجة إلى إنشاء العلاقات أو ’الواسطة‘ (28%).
التصوّرات الخاصة بريادة الأعمال في السعودية
يعتقد قرابة نصف المجيبين في السعودية (48%) أنه يجب عليهم اكتساب خبرة كافية قبل تأسيس عملهم الخاص، في حين يشير41% إلى أنه يمكن للشخص في أي وقت تأسيس عمل خاص به. كما يقول المجيبون في السعودية أن أبرز ثلاث صعوبات خلال تأسيس عمل خاص في السعودية هي الحصول على التمويل (62%)، وعدم وجود ضمانات فيما يتعلق بالأرباح أو الدخل (37%)، وتوظيف الأشخاص الخطأ (35%).
ويعتقد17% من المجيبين في السعودية أن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والتصميم المعماري والهندسة، هما على التوالي القطاعان الأكثر استقطاباً لريادة الأعمال في المملكة، يليهما قطاع الإعلان والتسويق والعلاقات العامة (15%)، ثم الضيافة والترفيه (14%)، إضافة إلى قطاع التمويل والتأمين والعقارات (13%).
وينظر حوالي ثلاثة أرباع المجيبين في السعودية (73%) إلى روّاد الأعمال على أنهم أشخاص يفكرون بالأرباح في المقام الأول، ويعتبر83% منهم أن روّاد الأعمال يسعون لاستغلال كافة الفرص المتاحة أمامهم. ويتفق73% من المجيبين ’بشدّة‘ أو ’إلى حد ما‘ على أن روّاد الأعمال يساعدون في خلق فرص عمل جديدة، في حين يقول67% منهم أن روّاد الأعمال يقدمون الفائدة للمجتمع من خلال تقديم منتجات وخدمات جديدة.
أما بالنسبة لأفضل النصائح التي يقدمها المجيبون لروّاد الأعمال الناشئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن ضمنها السعودية، فهي عدم الخوف من الفشل (38%)، واعداد خطة عمل متميزة (13%)، وإبتكار فكرة عمل وخطة تسويق فريدة ومبنية على البحث والدراسة (11% لكل منهما).
دور التعليم في تحديد ريادة الأعمال
يتفق أكثر من ثلاثة أرباع المجيبين في السعودية (77%) على أن التعليم الذي حصلوا عليه ساعدهم في تطوير سلوكيات ريادة أعمال بشكل كبير أو إلى حد ما، وذلك مقابل10% من المجيبين الذين لم يوافقوا على ذلك.
ويوضح77% من المجيبين في السعودية - بشدة أو باعتدال- أن التعليم الذي حصلوا عليه ساعدهم في اكتساب المهارات الضرورية وتعلّم كيفية الدخول إلى عالم ريادة الأعمال. ويعتقد68% بأن التعليم الذين حصلوا عليه ساعدهم في فهم دور ريادة الأعمال في المجتمع، في حين يوافق71% على أن التعليم هو ما أثار اهتمامهم بريادة الأعمال، سواء بشكل كبير أو إلى حد ما.
تفضيلات أسلوب العمل في السعودية
يفضل67% من المجيبين في السعودية تأسيس شركة خاصة بهم، مقابل28% من المجيبين الذين يبحثون عن العمل كموظفين في شركة. أما عندما يتعلق الأمر بأسباب تفضيل العمل الخاص، فيقول58% من المجيبين في السعودية بأن السبب الرئيسي هو الإنجاز الشخصي. ويعتقد42% من المجيبين في السعودية بأن العمل الخاص يسمح لهم بتحقيق توازن أفضل بين حياتهم المهنية والشخصية، ويقول37% منهم أنهم يفضلون فكرة أن يكونوا مدراء أنفسهم.
أما بالنسبة للمجيبين الذين يفضلون العمل في شركة، فيقول ما يقارب النصف (69%) أنهم يفضلون العمل في شركات القطاع الخاص، في حين يفضل31% منهم العمل في القطاع العام. ويعتبر الدخل المنتظم العامل الأهم الذي يدفع32% من المجيبين إلى تفضيل العمل كموظفين. ويفتقر30% من المجيبين في السعودية إلى التمويل لبدء أعمالهم الخاصة، في حين يقدّر29% الاستقرار الذي يوفره العمل في شركة.
وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قام70% من المجيبين بتأسيس أعمالهم الخاصة خلال السنوات الخمسة الماضية، مقابل1 من أصل خمسة مجيبين (18%) ممن أسسوا أعمالهم الخاصة خلال السنوات العشرة الماضية. وبحسب المهنيين الذين يديرون أعمالهم الخاصة في المنطقة، فإن الأسباب الثلاث الأبرز لريادة الأعمال بالنسبة لهم هي حصولهم على مستوى دخل أفضل (34%)، ومستويات استقلالية أكبر لما يرغبون بتحقيقه (31%)، وتحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية (28%).
وفي الوقت الراهن، يقول ثلث المجيبين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (33%) ممن قاموا بإنشاء أعمالهم الخاصة أنهم لا يزالوا في مرحلة التأسيس، ويشير23% منهم إلى أن أعمالهم الخاصة لا تزال دون المستوى من حيث الأداء، مقابل22% ممن أشاروا إلى أنهم يملكون أعمالاً خاصة تقدم أداءً جيداً.
وقال سهيل المصري، نائب الرئيس للمبيعات في بيت. كوم: "هناك تشجيع كبير لريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهي تعزز الاقتصاد وتدفع عملية الابتكار. وفي الوقت الذي يطمح فيه المجيبون في لبنان إلى تأسيس أعمالهم الخاصة، لا يزال التمويل أحد العوائق الرئيسية أمام تحقيق هذه الطموحات، وهو ما يشير إلى أن المنطقة بحاجة ماسة إلى قيام المزيد من المستثمرين بمساعدة روّاد الأعمال وتقديم التمويل اللازم لهم. وتكمن مهمتنا في بيت.كوم في تمكين الأشخاص من خلال تزويدهم بالمعلومات والأدوات والأبحاث المتعلقة بالتوظيف والوضع الاقتصادي في بلدهم. ولقد قمنا، منذ تأسيس شركتنا في العام2000، بمساعدة أصحاب الشركات الناشئة في توظيف أفضل الكفاءات في مختلف القطاعات ومن كافة المستويات المهنية. في الواقع، تعتبر منصة بيت.كوم عنصراً أساسياً في تعزيز عملية التوظيف الخاصة بمشاريع ريادة الأعمال من مرحلة التأسيس ووصولاً إلى النضوح."
ومن جانبها أضافت إليسافيت فراكا، مديرة الأبحاث في YouGov: "يتزايد لجوء الأشخاص نحو ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وعلى الرغم من التحديات التي تقف في طريق ريادة الأعمال، إلا أن أبحاثنا تشير إلى أن ريادة الأعمال أصبحت أكثر شعبية اليوم من أي وقت مضى. وإن تشجيع ريادة الأعمال يعود بالفائدة على اقتصادات المنطقة، حيث يساهم روّاد الأعمال في زيادة الناتج الإجمالي المحلي للدولة ويساعدون في خلق فرص عمل جديدة."
تم جمع بيانات استبيان بيت.كوم حول ’ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا2015‘ عبر الإنترنت في الفترة ما بين27 سبتمبر و4 أكتوبر، بمشاركة8,164 شخص من الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وقطر، وعُمان، والبحرين، ولبنان، وسوريا، والأردن، والجزائر، ومصر، والمغرب، وتونس.