يكشف استبيان "مستقبل سوق العمل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا2020'' عن مجموعة المهارات التي يجب أن يتمتع بها الموظفون ليتمكّنوا من التميّز عن غيرهم، وأهم التغييرات التي تقودها التكنولوجيا، والطرق الأكثر فاعلية لتوظيف الكفاءات، بالإضافة إلى مستقبل البحث عن عمل. ومن المثير للاهتمام، يشعر72٪ من المجيبين في الأردن إما بالثقة تجاه مستقبل سوق العمل وأنهم سيحققون النجاح، أو يشعرون بالحماس ويتطلعون إلى عالم مليء بالفرص.
المهارات التي سيزداد الطلب عليها
تفضل الشركات الأردنية توظيف الكفاءات من ذوي المهارات التقنية والشخصية. وبينما أظهرت النتائج أن المهارات الشخصية مثل التواصل (98٪) وإدارة الوقت (96٪)، والقدرة على العمل ضمن الفريق (88٪) تكتسب أهمية كبيرة حالياً، أكد40٪ من المجيبين أن المهارات التقنية والمهارات الشخصية ستكون بنفس القدر من الأهمية في المستقبل. من ناحية أخرى، يعتقد حوالي نصف المجيبين (49٪) أن المهارات التقنية ستكون أكثر أهمية، بينما يعتقد11٪ أن المهارات الشخصية ستكون الأكثر أهمية.
وتركز الشركات في المملكة على توظيف الكفاءات والاحتفاظ بها بشكل استراتيجي. وبحسب المجيبين، ستكون مهارات الكمبيوتر (96٪)، والتفكير الإبداعي (94٪) والرؤية الاستراتيجية (90٪) من أكثر المهارات طلباً في المستقبل، تليها المهارات الخاصة بوظيفة محددة (89٪)، وإدارة الوقت (85٪)، والتفكير على مستوى عالمي (85٪)، والتواصل (84٪).
وخلال عملية التوظيف، تعتبر الخبرة الوظيفية السابقة (79٪) والتنوع (75٪) من أهم العوامل لتوظيف الكفاءات حالياً. كما يلعب التخصص الجامعي (71٪) والتوافق الثقافي (70٪) وطريقة عرض السيرة الذاتية (68٪) دوراً رئيسياً في اتخاذ قرارات التوظيف.
ويقول المجيبون في الأردن أن الخبرة الوظيفية السابقة (79٪) ستبقى العامل الأكثر تأثيراً على قرارات التوظيف في المستقبل، يليها التنوع (78٪) والتخصص الجامعي (74٪).
وتعليقاً على الاستبيان، قالت عُلا حداد، المديرة الإدارية للموارد البشرية في بيت.كوم: "من الواضح بأن المستقبل سيجمع بين التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والأفراد بهدف تطوير عملية التوظيف، ومن المتوقع أن يتجه الباحثون عن عمل لتفضيل الوظائف التي تتسم بالمرونة من ناحية طبيعة العمل ومكانه." وأضافت: "يسلط استبيان مستقبل سوق العمل الضوء على القضايا الحالية والمستقبلية المتعلقة بالقوى العاملة، ما يساعدنا على فهم مستقبل العمل والتوظيف بشكل أفضل."
مستقبل الوظائف
يعتقد63٪ من المجيبين في الأردن أن الطلب على مدراء أعمال البناء سيزداد في المستقبل، إلى جانب موظفي خدمة العملاء (59٪) والحرفيين (58٪).
ومن المفترض أن تلعب أقسام الإدارة في الشركات دوراً مهماً في تحديد مستقبل العمل وخلق ثقافة متميزة، وتبني سياسات العمل عن بُعد، بالإضافة إلى تسهيل الوصول إلى برامج التعلم المطلوبة. وعندما تم التطرق إلى موضوع الانتقال إلى وظيفة أو قسم آخر عند انخفاض الطلب على وظائفهم الحالية، صرح أكثر من نصف المجيبين بأن الأمر لن يكون صعباً أو سهلاً. ومن الممكن أن يتجه أصحاب العمل في الأردن لتعزيز وتطوير مهارات الموظفين، ليس فقط عبر منحهم الدورات التعليمية التقليدية، بل أيضاً عبر تعيينهم في وظائف وأدوار جديدة داخل الشركة لزيادة مستويات تحفيزهم وتجنب انتقالهم إلى شركات أخرى.
وتوافقاً مع التوقعات الحالية، يعتقد أكثر من ثلاثة أرباع المجيبين أن العوامل التكنولوجية (مثل التحول الرقمي، والأتمتة، والذكاء الاصطناعي، وما إلى ذلك) ستساهم في تغيير طبيعة العمل مستقبلاً.
تصورات خبراء التوظيف
عندما يتعلق الأمر بجذب الكفاءات المناسبة والاحتفاظ بها في العصر الرقمي، تعتبر مواقع التوظيف الإلكترونية الأكثر استخداماً من قبل خبراء التوظيف في الأردن اليوم (63٪).
ومقارنة بالطرق التقليدية، يعتقد أكثر من9 من10 خبراء توظيف (93٪) أن التوظيف عبر الإنترنت سيستمر في تسهيل عملية التوظيف مستقبلاً، حيث يوافق84٪ منهم على أن مواقع التوظيف الإلكترونية والمنصات المهنية ستكون الأكثر شعبية لتوظيف الكفاءات. من ناحية أخرى، يوافق90٪ من المجيبين على أن العلامة التجارية للشركة وسمعتها سيكونان من العوامل الأكثر أهمية لجذب الكفاءات.
ويعلق خبراء التوظيف آمالاً كبيرة على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في عملية التوظيف، حيث وافق87٪ منهم على أن أنظمة تتبع طلبات المتقدمين (ATS) ستساعد في تخفيض وقت الرد على المتقدمين، ويعتقد97٪ منهم أن مستقبل التوظيف سيعتمد أكثر على الأتمتة والذكاء الاصطناعي والتحليلات.
البحث عن عمل في المستقبل
مع تزايد الحاجة إلى معلومات موثوقة، يعتقد المجيبون أن منصات الوظائف عبر الإنترنت والمواقع المهنية (73٪) وكذلك الشبكات الاجتماعية والمهنية (64٪) ستكون المصادر الأكثر موثوقية مستقبلاً للبحث عن الوظائف.
من جهته، قال ظافر شاه، مدير الأبحاث في يوجوف: "تواجه الشركات في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحديات مشتركة فيما يتعلق بإدارة عملية التوظيف في ظل بيئة العمل المتطورة. ويهدف استبياننا الأخير الذي أجريناه بالتعاون مع بيت.كوم إلى الكشف عن التقنيات والأساليب والمهارات الجديدة التي ستؤدي إلى تحسين جودة العمل وإنتاجية المهنيين بشكل كبير في المستقبل."
تم جمع بيانات استبيان مستقبل سوق العمل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عبر الانترنت خلال الفترة الممتدة ما بين12 أغسطس2020 وحتى5 سبتمبر2020، بمشاركة3,020 شخصاً من الإمارات، والسعودية، والكويت، وعُمان، والبحرين، ولبنان، والأردن، والعراق، وفلسطين، وسوريا، ومصر، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، والسودان، وغيرها.