كشف استبيان جديد أجراه بيت.كوم، أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع يوجوف، المنظمة المتخصصة في أبحاث السوق، عن المهارات المتوقع بأن تكون أكثر أهمية خلال السنوات العشرة المقبلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فضلاً عن أهم التغييرات التي ستُحدثها التكنولوجيا ومستقبل الوظائف والبحث عن عمل.
ووفقاً للاستبيان الذي حمل عنوان "مستقبل العمل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا2022"، يعتقد أكثر من7 من كل10 مشاركين (72٪) أن العوامل التكنولوجية (مثل التحوّل الرقمي، والأتمتة، والذكاء الاصطناعي، وغيرها) ستساهم في تغيير طبيعة العمل في المستقبل. وفي الوقت نفسه، يشعر غالبية المشاركين (82٪) إما بالثقة تجاه مستقبل العمل ويعتقدون أنهم سينجحون، أو يشعرون بالحماس ويتطلعون إلى عالم مليء بالفرص.
مستقبل الوظائف
ستستخدم شركات المستقبل التكنولوجيا بشكل متزايد لتصميم منتجات وخدمات وتجارب استثنائية كانت مستحيلة في السابق. ونظراً لدور التكنولوجيا في زيادة وتحسين فرص العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يعتقد74٪ من المشاركين أنه من المحتمل أن يزداد الطلب على مهندسي البرمجيات خلال السنوات العشرة المقبلة، إلى جانب ارتفاع الطلب على الأطباء (73٪)، ومدراء العمليات التجارية (72٪)، ومهندسي الكهرباء (71٪).
وعندما تم التطرق إلى موضوع الانتقال إلى وظيفة أو قسم آخر عند انخفاض الطلب على وظائفهم الحالية، صرح40٪ من المشاركين بأن الأمر لن يكون صعباً أو سهلاً. في الواقع، يمكن لأصحاب العمل في المنطقة تنمية وتطوير مهارات الموظفين، ليس فقط من خلال مصادر التعلم الرسمية، بل من خلال السماح لهم بالعمل في الوظائف والأدوار الجديدة داخل الشركة لدمجهم في ثقافة العمل والحد من تنقلهم من وظيفة لأخرى.
وتعليقاً على نتائج الاستبيان، قالت عُلا حداد، المديرة الإدارية للموارد البشرية في بيت.كوم: "تكشف نتائج استبياننا الجديد عن أساليب التوظيف المتوقع بأن يتم اتباعها خلال السنوات القادمة. ومن المحتمل بأن تلعب التكنولوجيا دوراً رئيسياً في ابتكار طرق جديدة وتعزيز عملية التوظيف في الوقت الذي تواصل فيه الشركات التكيّف مع التطورات التي حدثت بعد الجائحة. ومع زيادة نسبة الشباب في إجمالي القوى العاملة، توضح نتائج الاستبيان أن مهارات الحاسوب والتفكير الإبداعي والتواصل ستصبح أكثر أهمية خلال السنوات المقبلة."
المهارات الأكثر طلباً
تفضل شركات المنطقة الموظفين ذوي المهارات الشخصية والتقنية. وتشير النتائج إلى أنه في الوقت الذي تُعتبر فيه المهارات الشخصية مثل إدارة الوقت (95٪) والعمل ضمن فريق (95٪) والتواصل (95٪) الأكثر الأهمية اليوم، يعتقد نصف المشاركين (50٪) أن كلاً من المهارات التقنية والشخصية ستكونان على نفس القدر من الأهمية بعد10 سنوات من الآن. من ناحية أخرى، يعتقد حوالي2 من5 مشاركين (39٪) أن المهارات التقنية ستصبح أكثر أهمية.
وتركز الشركات في المنطقة على توظيف الكفاءات والاحتفاظ بها بشكل استراتيجي. ووفقاً للمشاركين، ستكون مهارات التكنولوجيا/ الحاسوب (93٪)، والتفكير الإبداعي (90٪)، وإدارة الوقت (88٪) أكثر المهارات أهمية خلال السنوات العشرة القادمة.
وتعتبر الخبرة الوظيفية السابقة (88٪) وطريقة عرض السيرة الذاتية والرسالة التعريفية (81٪) من أهم العوامل لتوظيف الكفاءات حالياً. ومن المثير للاهتمام أن الخبرة الوظيفية السابقة (83٪) ستبقى العامل الأكثر تأثيراً على قرارات التوظيف في المستقبل، تليها طريقة عرض السيرة الذاتية (76٪) والتخصص الدراسي (76٪).
تصورات خبراء التوظيف
عندما يتعلق الأمر بجذب الكفاءات المناسبة والاحتفاظ بها في العصر الرقمي، يوافق91٪ من خبراء التوظيف على أن مواقع التوظيف عبر الإنترنت والمنصات المهنية ستكون الأكثر شعبية لتوظيف الكفاءات خلال السنوات العشرة القادمة.
ويعلق خبراء التوظيف آمالاً كبيرة على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في عملية التوظيف، حيث وافق88٪ منهم على أن أنظمة تتبع طلبات المتقدمين (ATS) ستساعد في تخفيض وقت الرد على المتقدمين.
مستقبل البحث عن وظائف
مع تزايد الحاجة إلى معلومات موثوقة، يعتقد المشاركون أن الشبكات الاجتماعية والمهنية (61٪) وكذلك منصات الوظائف عبر الإنترنت والمواقع المهنية (59٪) ستكون المصادر الأكثر موثوقية مستقبلاً للبحث عن الوظائف، في حين أشار36٪ إلى أن مواقع الشركات الإلكترونية ستكون الأكثر موثوقية في المستقبل.
ومن جانبه، قال ظافر شاه، مدير الأبحاث في يوجوف: "تعمل الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة للمساعدة في دفع عجلة النمو، والتكيّف مع التطورات بشكل أفضل، بالإضافة إلى خلق بيئة عمل جاذبة لأفضل الكفاءات، مما بدوره يساعدها على تعزيز ممارسات التوظيف والتقدم نحو تحقيق رؤيتها المرجوة."
تم جمع بيانات استبيان "مستقبل العمل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" عبر الإنترنت خلال الفترة من18 مايو وحتى6 يونيو2022، بمشاركة1,625 شخصاً من الإمارات، والسعودية، والكويت، وعُمان، وقطر، والبحرين، ولبنان، والأردن، والعراق، وفلسطين، وسوريا، ومصر، والمغرب، والجزائر، وتونس، والسودان، وغيرها.