اعتدت منذ مدة التقدم إلى الوظائف مرارًا وتكرارًا والذهاب إلى مقابلات العمل، وفجأة تجد نفسك في وضع عجيب: أمامك أكثر من عرض عمل عليك رفضه.
لم تعتقد أن ذلك سيحصل، إن الوضع رائع، أليس كذلك؟
نعم إنه رائع، لكن لا يمكنك القبول بأكثر من وظيفة وهو أمر لا يمكن تبسيطه عندما يتعلق برفض بعض الخيارات التي لا يمكن رفضها، وهكذا يصبح الوضع غير رائع أو مسلٍ.
وسواء أكان أمامك عدد من العروض التي لم تفكر بها بتاتًا، أو وظيفة أعجبتك لكن يوجد وظيفة أخرى مناسبة أكثر، يوجد طريقة احترافية للرفض. إذ يمكنك أن تكون مهذبًا وعاقد العزم وراقيًا مع هذه المهمة التي تُحسد عليها، وهنا سنخبرك عن هذه الطريقة:
توجه إليهم بالشكر
واحدة من أهم الخطوات هي شكر أصحاب الوظيفة، ومن الأفضل شكرهم أكثر من مرة. إنها بادرة جيدة لك ولصاحب العمل، حيث تخبرنا الدراسات أن 90% من الأمريكيين الذين يشعرون بالامتنان تجاه الحياة يحيون حياة تمنحهم الرضا ولديهم عدد أكبر من الأصدقاء مقارنة بأولئك الذين يفتقرون إلى الامتنان.
أنت مدين لنفسك وللشركة بالشكر على المقابلة، لا تنسَ بأنه أتيحت أمامك الفرصة لإجراء المقابلة، وشغلت وقت موظفي الإدارة، كما حصلت على وقت لم يتوفر لغيرك من المتقدمين، وكذلك تفوقت على الآخرين بأن تم اختيارك والتفكير في توظيفك. كل ذلك يعني أنك أديت المهمة بنجاح، لكنه من ناحية أخرى يعني بأنه تم تخصيص بعض الوقت ليتم اختيارك ومقابلتك، وقد يكون المدير قام بتقديم الدعم لك وتفضيلك على المتقدمين الآخرين.
يمكنك رفض عرض العمل بطريقة لطيفة إن كان بإمكانك توجيه الشكر من القلب عبر رسالة البريد الإلكتروني. هذه هي بعض الأمثلة لتوجيه الشكر:
حاول إضافة بعض التفاصيل ذات الطابع الودي كي لا تبدو عبارات الشكر آلية وعامة. ربما أنك أحببت بصدق من قام بمقابلتك، أو أنك تتذكر بعض التفاصيل البسيطة في المكتب والتي أعجبتك، مثل تصميم الديكور أو الشعور العام، يمكنك تضمينها في رسالتك كي تكون تحياتك صادقة للمتلقي.
الإدلاء بالسبب
والآن، عليك بيان السبب وراء رفضك لعرض العمل. لا داعي لذكر الكثير من التفاصيل، إذ عليك فحسب التوضيح بأنك لن تقبل الوظيفة بأدب وببساطة. وهنا من المهم تجنب ذكر أية ملاحظات سلبية حتى وإن شعرت بأي وضع سلبي في مرحلة المقابلة. قد ترغب في قول بأنك لم تشعر بالارتياح في بيئة المكتب، أو أن من أجرى المقابلة لم يتمتع بالخبرة الكافية، ولكن ما هو المكسب مقابل إخبارهم بذلك؟ إلا إن كان يوجد سبب جدي في مرحلة المقابلة دفعك إلى رفض العرض، وبخلاف ذلك، ليس من الضروري تقديم ملاحظات سلبية. كما عليك تجنب قول أي عبارات تعبر عن بعض الأنانية. مثلًا يوجد الكثير من المغريات في سوق العمل في الوقت الحالي، لكن لا داعي لأن تفصح عن المبلغ الذي عُرض عليك في مكان آخر، إذ ستبدو بأنك مغرور، وذلك لن يفيدك على الإطلاق.
يمكنك بدلًا من ذلك الرد بطريقة مختصرة ومهذبة. ومن الأفضل أن تُبقي باب الفرص مفتوحًا في حال تقدمت لوظيفة أخرى في نفس الشركة مستقبلًا، أو في الوضع الأسوأ، إن فشل مسعاك في الحصول على الوظيفة البديلة.
إليك بعض الأمثلة حول كيفية إضافة سبب مختصر لرفض الوظيفة:
ومن غير المحبذ أن تذكر أسماء شركات أخرى في هذه المرحلة. كما يمكنك طرح تفاصيل أكثر وخاصة إن كانت مقابلة العمل طويلة نوعًا ما، وإن تمكنت من التعرّف على موظفي الإدارة جيدًا، فذلك يعني أنك حظيت بفرصة مميزة للعمل في هذا المكتب وتمكنت من بناء علاقة جيدة مع الشركة، لذا أنت مدينٌ لهم بالتوضيح أكثر.
الإنهاء بملاحظة مهذبة
يمكنك القيام بأية طريقة تجد بأنها مناسبة لكي تنهي رسالتك بملاحظة مهذبة. لكن وبالمبدأ، عليك إنهاء الرسالة بطريقة لن تؤدي إلا إلى إرسال التمنيات لك بالتوفيق.
وهنا بعض الأمثلة حول كيفية اختتام رسالة البريد الإلكتروني عند رفض عرض عمل:
وكما هو الحال مع الجزء الافتتاحي من رسالتك، دع الأمر يبدو من صميم القلب وحقيقيًا. تذكر عندما كنت تتقدم إلى الوظائف بشكل متكرر وبدون أن تحظى بأي رد، تأكد من أن الشخص الذي يجري المقابلة يعلم بأنك تقدر الفرصة حقًا.
والآن أنت جاهز لبدء وظيفتك الجديدة
آمل بأن تكون النصائح قد جعلتك مستعدًا وقادرًا على رفض أي عرض عمل مثل الخبراء. يُعتبر الرفض المهذب واللبق للوظيفة أفضل طريقة لإنهاء أحد الفصول في حياتك، والاستعداد للانتقال إلى الفصل الجديد.