عندما تذهب لمقابلة عمل، من المألوف أن يضع مدير التوظيف في طريقك تحديًا ما كي يرى ردة فعلك. إلا أن السؤال "لماذا ترغب في مغادرة وظيفتك الحالية؟" لا يشكل أي نوعٍ من التحدي، فهو في الحقيقة أحد الأسئلة الأكثر شيوعًا في مقابلات العمل.
يمكن القول أنه يوجد نوع من الخداع الماكر ضمن هذا السؤال، وهو موضوعٌ بطريقة متعمدة لاختبارك. لكن لا داعي للخوف، لأنني سأقوم بتوجيهك للتعامل مع هذا الخداع المهني – إن جاز التعبير – وكيفية مواجهته بحركات سحرية لكنها مشروعة وأخلاقية تمامًا.
لماذا يُعتبر هذا السؤال فخًا؟
كما هو متوقع، يوجد ثلاثة أسباب وراء حب مدير المقابلة لهذا السؤال، ولأنني أحترم وقتك سأضع ثرثرتي المعتادة (والمسلية) جانبًا.
في جميع الأحوال، دعنا نبدأ!
رغم وجود القليل من التحايل والخداع في هذا السؤال، لا يزال خبراء التوظيف يرغبون حقيقةً في معرفة سبب مغادرتك لوظيفتك. وهنا باختصار وإيجاز عليك أن تخبرهم على الفور لماذا أنت في صدد إجراء مقابلة من أجل الحصول على وظيفة جديدة، بكل هذه البساطة. لكن لا تجبهم الآن، فلا يزال يوجد بعض القطع لإكمال أحجيتنا حول هذا الموضوع.
هنا تنشط حاسة السمع لدى مدير المقابلة، لذا انتبه بتركيز أكبر إلى ما تتفوه به. والسبب في ذلك بسيط للغاية وهو أنه يريد معرفة كيف ستتحدث عنه عندما يصبح هو صاحب عملك السابق.
والفكرة هنا تكمن في الحديث بلباقة وإيجابية عن مديرك السابق إلى جانب التعبير عن رأيك. لذا لنفترض أنك تحدثت وشكوت عن تعطل ماكينة تحضير القهوة باستمرار، سيكون الأمر كارثيًا يا صديقي.
وبالطبع إن غادرت صاحب عملك على أساس ودي، ما عليك إلا أن تخبر مدير التوظيف ما الذي أعجبك في وظيفتك الحالية مع ذكر الأسباب التي تراها ملحة للانتقال إلى مكان آخر (وبشكل خاص، الشركة التي تتقدم للعمل فيها).
يمكن تفهم سبب رغبة مدراء التوظيف في التأكد بأنك ستلتزم بالعمل معهم على المدى الطويل (ولن تغادر فجأة لعدم توفر ما يكفي من الماء في ماكينة تحضير القهوة). عليك أن تقنعهم بأن استثمارهم في توظيفك يأتي في مكانه، إذ أن التوظيف يستغرق الكثير من المال والوقت بالنسبة لأصحاب العمل.
يمكنك هنا التعبير عن أسباب تركك لوظيفتك السابقة والتي تتعلق بالسيرة المهنية، وكيف أن ذلك السبب المحدد لمغادرتك دفعك للتقدم إلى هذا المنصب الجديد. اشرح بشكل مختصر كيف يمكن لشركة مدير التوظيف أن تؤدي دورًا إيجابيًا في تلبية احتياجاتك المهنية (على سبيل المثال: الانسجام مع قيمك، أو فرص أفضل في النمو الوظيفي، أو الشعور بأنك شخص ذو أهمية في منصبه، أو البحث عن تحديات جديدة، وما إلى ذلك).
ماذا لو كنت على غير وفاق حقًا مع مديرك السابق؟ كيف ستتعامل "بلباقة" مع هذه النقطة؟
سؤال جيد حقًا. رغم جدية الوضع، لا يمكنك الادعاء بأن وقتك في تلك الوظيفة كان مليئًا بالمرح في حين كنت ترغب في التخلص فقط من رؤية زملائك، حيث يمكنك أن تتحدث بصدق ولكن بوضعية احترافية.
وهذا لا يمنحك الفرصة كي ترمي بكل ما في جوفك من شكاوي بالطريقة التي تراها أنت أنها مناسبة. هنا يجب الوقوف على أرض متزنة، إذ عليك الالتزام بالحديث الإيجابي. قد لا يكون الأمر منطقيًا، لكن إليك بعض النقاط التي ينبغي التركيز عليها:
تحدث عما تعلمت
مهما كانت الأجواء سيئة في بيئة العمل السابق، إلا أنك بلا شك قد تعلمت شيئًا خلال وظيفتك على مدار تلك السنوات، هل كان يوجد تدريب متخصص؟ تحدّث عنه.
لا ترى أية نقطة إيجابية؟ تحدّث عمّا كنت تتوق إليه
انقل حديثك بسلاسة وبراعة حول الطريقة التي ستلبي بها هذه الوظيفة الجديدة ما كنت تفتقده وتتوق إليه. وعليك أن تشارك امتنانك للعمل في تلك الوظيفة، حتى لو لم تكن بكامل امتنانك، وذلك كي تجتاز الاختبار، هذه هي "الاحترافية" بعينها.
(ستفهم لماذا استشهدت بكلمة الاحترافية إن قرأت هذه المدونة)
استعن بالإجابات النموذجية
استخدم هذه الإجابات كدليل إرشادي.
وقد تحب هذه الإجابة من أعماقك:
إن كنت تتمتع بالصدق والاحترافية، وكنت متأنيًا في تقديم إجاباتك...
إذن لا داعي للشعور بالقلق، ما عليك إلا اتباع النصائح ضمن الرموز النقطية في الأعلى، وقم ببحثك الخاص، واستمر حتى تعثر على المثال الذي ترتاح له. لن تخطئ دربك عندما تعتمد إجاباتك على المعلومات الصحيحة، والمنطق والسلوك الذي يتصف بالاحتراف.
للحصول على مزيد من المعلومات حول كيفية تجنب ارتكاب الأخطاء أثناء المقابلات، اطلع على هذه المدونات التي تعج بالمادة المفيدة.