هل غالبًا ما تقلق بشأن حياتك المهنية المستقبلية؟ هل تكافح لاختيار المسار الوظيفي الصحيح؟ لا تقلق، لست الوحيد. هذه معضلة شائعة يمر بها الناس أثناء وبعد الانتهاء من المرحلة الجامعية. غالبًا ما تشعر أن الاختيار الخاطئ قد يدمر آفاق حياتك المهنية بشكل لا رجعة فيه، وهو أمر مخيف للغاية، أليس كذلك؟
الشيء المهم الذي يجب أن تعرفه أولًا هو أن الاختيار الوظيفي الخاطئ لن يفسد حياتك. هناك دائمًا طريق آخر للنجاح، وأحيانًا يكون ارتكاب الأخطاء خطوة ضرورية للحصول على الوظيفة التي تريدها حقًا. 99% من الناس يتخذون اختيارًا مهنيًا خاطئًا قبل أن يمضوا قُدُمًا في اتخاذ القرار الصحيح. من المهم أيضًا معرفة أنه لا داعٍ للعجلة. من الجيد أن تشعر بالضياع قليلًا الآن وهذا لا يعني أنك لن تنجح. في بعض الأحيان، تحتاج فقط إلى لحظة للذهاب في الاتجاه الصحيح.
"الرحلة لا تنتهي أبدًا. سيكون هناك دائمًا نمو وتحسن ومحن؛ عليك فقط أن تأخذ كل شيء وتفعل ما هو صحيح، وتستمر في النمو، وتستمر في عيش اللحظة." - أنطونيو براون
ومع ذلك، فمن المؤكد أنّ تفكيرك في حياتك المهنية عاجلًا وليس آجلًا يُعد خطوة مهمة. هذا حتى تتمكن من تعلم كيفية فهم العوامل المهنية المهمة مثل؛ ما هي نقاط قوتك وضعفك، وما هي المهن التي قد تكون مناسبة لك، وما هي الدورات والوظائف والفرص التي قد تحتاج إليها لبدء رحلتك بشكل صحيح.
لحسن الحظ، هناك بعض العلامات المفيدة التي يمكن أن تساعدك في اختيار بداية رائعة لمسارك الوظيفي. هذه العلامات مهمة بشكل خاص للانتباه إليها إذا كنت تعرف أن المهنة التي تريدها قد تؤدي إلى العمل في قطاع معين لسنوات عديدة، أو حتى مدى الحياة. دعونا نلقي نظرة فاحصة:
أين يكمُن شغفك؟
منذ أن كنتَ طفلًا، ما الذي كنت شغوفًا به؟ ما الذي يمكنك أن تقضي ساعات وساعات بعمله دون كلل أو ملل؟ هل كنت تمارس أعمال الميكانيكا دائمًا مع والدك؟ هل أحببت دائمًا التفاصيل الدموية في فصول علم الأحياء؟ هل كنت تتعلم دائمًا عن الحيوانات ورأيت أنك تشبه الدكتور دوليتل إلى حد ما؟ هذه كلها علامات على اهتماماتك الطبيعية وشغفك، والعديد من الوظائف حول هذه المجالات هي مجموعة غنية من الأفكار لمسارك الوظيفي.
ما الذي لن تفعله؟
ضع في اعتبارك وظيفتك المثالية ثم فكر فيما تستلزمه حقًا. إذا كنت تكره الأعمال الورقية، فقد تصاب بالصدمة لمعرفة أن العديد من الوظائف "المثيرة" مثل العمل كشرطي أو العمل كطبيب تتطلب قدرًا هائلًا من الأعمال الورقية. إذا كان هذا شيئًا لا يمكنك فعله، فهو سبب كافٍ لإفساد أمر عملك بهذه الوظائف تمامًا.
هل لديك أخلاقيات قوية في منطقة معينة؟ على سبيل المثال، إذا كنت تعارض استخدام الحيوانات في العلوم، فقد تواجه صعوبة في التعلم المطلوب للوظائف المختلفة المتعلقة بالحيوانات لأن التشريح وإجراء التجارب غالبًا ما يكونان جزءًا من المنهج الدراسي. ضع في اعتبارك الأشياء التي لا ترغب في فعلها على الإطلاق، واستبعد بعض أفكارك المهنية المحتملة.
هل أنت على استعداد للانتقال؟
قد تكون بعض الوظائف شائعة في منطقتك، والبعض الآخر قد لا يكون كذلك، مما يعني أنك قد تحتاج إلى الانتقال لأداء المهمة التي تريد أداءها بالفعل. على سبيل المثال، أنت تعيش في منطقة ريفية بها الكثير من الوظائف في الزراعة، لكنك تريد العمل في التأجير والبيع بالتجزئة في المدينة، وفي هذه الحالة لا يمكنك البقاء في بلدتك لعمل ما تحب.
قد تتطلب منك بعض الوظائف بطبيعة الحال أن تكون على استعداد للسفر أو العمل بعيدًا لفترات طويلة من الزمن. تُعد صناعة الأفلام والعمل الميداني العلمي وبعض الأعمال الهندسية والعديد من الصناعات الإبداعية أمثلة رائعة للمجالات التي تتطلب منك العيش مسافرًا في بعض الأحيان.
ماذا تُجيد؟
يمكنك تعلُّم فعل أي شيء تريده بالدعم والعزيمة. ومع ذلك، إذا لم تكن متأكدًا مما تريد فعله وكانت نقاط قوتك واضحة، فيمكنك اعتبار نقاط قوتك نقطة بداية للانطلاق منها. يمكنك أيضًا استخدام نقاط قوتك الطبيعية لتحديد الوظيفة المناسبة لك التي لديك شغف كبير بها. على سبيل المثال، تحب الخيول وتجيد العلم بشكل خاص، لذا فكّر في أن تكون طبيبًا بيطريًا أو ممرضًا بيطريًا. وإذا كنت جيدًا بشكل خاص في التعامل مع الناس، فربما يمكنك الخوض في علاج الخيول أو تعليم الناس ركوب الخيل. وإذا كنت جيدًا في الرياضة وتحب الخيول، فيمكنك التفكير في تدريب الخيول أو مباريات الفروسية.
كيف تتنقل بشكل طبيعي في الحياة؟
من المهم أن يكون لديك فهم جيد وصادق لطبيعتك كشخص. هل أنت منظم أم غير منظم؟ هل أنت انطوائي أم منفتح؟ هل تستمتع بالعروض التقديمية أمام الآخرين، أم تفضل العمل بمفردك وتقليل الخطاب العام؟ هل لديك تعاطف طبيعي؟ هل أنت رائع في القيادة؟ هل يقول أصدقاؤك أنك مستمع جيد؟
هذه كلها طرق تتنقل بها بشكل طبيعي في حياتك.
اقضِ بعض الوقت في ملاحظة "طرقك" الطبيعية واطلب من الأصدقاء والعائلة تقديم بعض الأفكار أيضًا. بمجرد أن تحصل على فكرة عن حالتك، سيساعدك ذلك على اختيار مسار وظيفي لا ينتهي به الأمر في أفضل مهنة لك فحسب، بل يساعدك أيضًا على وضع نفسك في البيئة التي تناسبك.
على سبيل المثال، إذا كنت تتعلم بشكل أفضل باستخدام يديك أو "أثناء العمل"، فقد يكون التدريب المهني خيارًا أفضل مقارنةً بالتدريس النظري. إذا كنت غير منظم على الإطلاق، فقد تؤدي عملًا أفضل في وظيفة على مستوى المبتدئين بدلًا من وظيفة تتطلب منك الكثير من تنظيم الذات والتحفيز الذاتي. يمكن أن تساعدك هذه الأفكار الصادقة أيضًا على البدء في العمل على الشخصية الطبيعية التي تتمتع بها إذا كنت ترغب بشدة في مهنة تجعل بعض السمات إشكالية.
ما مدى قدرتك التنافسية؟
بعض الوظائف متاحة بسهولة، ولن تضطر إلى العمل بجد للحصول على وظيفة. ومع ذلك، إذا كنت قد وضعت نصب عينيك وظيفةً ذات مستويات عالية من المنافسة، مثل إدارة المشاريع أو العقارات، فأنت بحاجة إلى أن تكون مستعدًا للقتال من أجل المنصب وتكون الأفضل في مجالك. كم لديك من الطموح حقًا؟
ماذا تريد أن تكسب؟
بعض الوظائف تُكسبك أجورًا كبيرة ولكن لديها سقف للأجور أو تخفيضات مالية عامة. من الأمثلة الرائعة على ذلك هي وظائف الخدمات الطبية العامة والتدريس والبيع بالتجزئة مع وجود قيود على مدى ارتفاع السلم الذي يمكنك صعوده. غالبًا ما تزداد أجور الوظائف الأخرى، مثل إدارة المشاريع والوظائف الطبية الخاصة والمبيعات إذا كنت الأفضل في مجالك أو إذا كنت تعمل في شركات مختلفة.
من المهم التعرف على إمكانية الحصول على دخل أعلى في المهنة التي ترغب في العمل بها حتى لا تخصص وقتًا في وظيفة ذات نتيجة مالية لا تلبي احتياجاتك/رغباتك. يجب أن يكون الاعتبار المالي المهم الآخر هو تكلفة المعيشة في المنطقة التي تريد العمل فيها. يبلغ الإيجار في قرية جميرا الدائرية في دبي، على سبيل المثال، حوالي 22,000 درهم إماراتي سنويًا لشقق الاستوديو. تريد العمل في نخلة جميرا؟ يمكنك إضافة نسبة هائلة تبلغ 221 في المائة لكل قدم مربع يُضاف على المساحة.
تحتاج أيضًا إلى التفكير في الفرق في الأجر اعتمادًا على المكان الذي ستحتاج للعيش فيه من أجل العمل. في الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، لا توجد ضريبة دخل، مما يعني أنك تحتفظ بنسبة 100% مما تكسبه. ومع ذلك، انتقل إلى العمل في المملكة المتحدة، وعليك أن تدفع ما لا يقل عن 20% من دخلك إذا كنت تكسب أكثر من 12,570 جنيه إسترليني (اعتبارًا من يناير 2022). بالإضافة إلى الضرائب، سيكون لمختلف البلدان والمناطق داخل تلك البلدان متوسط أجور مختلف.
معظم الناس لا يعرفون ماذا يريدون أن يفعلوا عندما يبدؤوا دراستهم في المدرسة أو ينهونها. يذهب معظم الناس للعمل بوظائف لا يحبونها ويغيرون وظائفهم عدة مرات قبل أن يجدوا ما يريدونه. إنها تجربة حياتية بالكامل وكل خطأ هو منحنى تعليمي. فقط تذكر أن التفكير في كل ما سبق سيجعلك أقرب إلى مهنة أحلامك، وهو أمر مثير حقًا.