إن قرار ترك وظيفتك هو قرار كببر، بغض النظر عن الدافع وراء هذا القرار، وعليك التفكير جيدًا قبل الإقدام عليه. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي ذلك القرار إلى فقدان الاستقرار الذي توفره وظيفتك والعلاقات التي قمت ببنائها في تلك الوظيفة، كما أنه سيقلل فرصك في الحصول على وظائف أخرى بعد الاستقالة، إذا لم تُخطط جيدًا لتلك المرحلة من حياتك. أما إذا كان سبب الاستقالة هو علاقتك السيئة مع مديرك، حينها عليك التصرّف بشكل مختلف، حيث يُعد قرار ترك العمل في هذه الحالة أمرًا حتميًا، ولكن يجب القيام به على النحو الصحيح. ولمساعدتك في ذلك، قمنا بإعداد قائمة من ٥ أمور يجب عليك القيام بها قبل ترك وظيفتك.
يُعد وضع خطة لفترة ما بعد الاستقالة أمرًا ضروريًا لتجنب الشعور بالإحباط أو الحزن أو الاكتئاب بعد تركك لوظيفتك. وبناءً على شروط العمل والعقد الخاص بك، قد يتم إنهاء عملك على الفور أو قد يُطلب منك البقاء لفترة معينة لمساعدة الموظف الذي سيشغل منصبك في كيفية القيام بمهامك السابقة.
وعليك مراجعة خياراتك جيدًا قبل ترك الشركة. فعلى سبيل المثال، إذا لم يكن لديك عرض عمل في شركة أخرى، أو مدخرات كافية، ولا تُفكر في بدء عمل خاص بك، عندئذٍ عليك التفكير في التقدم لوظائف جديدة قبل تقديم رسالة استقالتك، وذلك لتجنب الوقوع في ضائقة مالية. وفي حال قررت الاعتماد على مدخراتك لاستكمال حياتك، حينها عليك الاهتمام بالمشاريع الكبيرة القادمة، أو وضع ميزانية مستدامة، أو خفض العديد من المصاريف أو استشارة مستشار مالي. بالإضافة إلى ما سبق، عليك المشاركة في الأعمال التطوعية كي لا تشعر بالخمول أو الملل أو حتى الغضب.
كما عليك أن تسأل نفسك أسئلة مثل:
حيث أن إجاباتك على تلك الأسئلة ستساعدك على المضي قدمًا في الاتجاه الصحيح وفهم احتياجاتك المهنية.
في اللحظة التي تتخذ فيها قرارًا بالاستقالة من وظيفتك، ابدأ في توثيق إنجازاتك والمعلومات الهامة. وذلك لأن صاحب العمل قد يُنهي عملك فور تقديم طلب الاستقالة، حتى أنه قد يطلب من الأمن مرافقتك إلى خارج مقر الشركة، فقد تكون هذه هي السياسة المتبعة في الشركة لتجنب المشاكل المحتملة التي قد تنشأ في حالة بقاء الموظف لفترة الإشعار. وفي حالاتٍ أخرى، قد تقوم الشركة بذلك لمنع الموظف من أخذ ملفات العملاء أو غيرها من المعلومات الهامة.
لذا، إليك بعض الأمثلة على المعلومات التي من شأنها أن تُساهم في تحسين حياتك المهنية ويجب عليك أخذها والحفاظ عليها قبل ترك وظيفتك:
حدد موعدًا مع إدارة قسم الموارد البشرية خلال الأسابيع الأخيرة لك في الشركة، للتأكد من موعد صرف راتبك الأخير. إذ أنه بناءً على عقد عملك وسياسة الشركة، يُمكنك استلام راتبك في تاريخ الإيداع المُعتاد، أو في تاريخٍ معين بعد الاستقالة، أو في آخر يومٍ لك في العمل. وأيًا كان الخيار الذي قد تختاره الشركة، لا تفترض أنك ستحصل على هذا الراتب في موعد مُعين، بل احرص على تأكيد هذا الموعد مع الإدارة لتجنب الشعور بخيبة الأمل. وفي حال لم تتلقَ هذا الراتب خلال الفترة الزمنية المُتفق عليها، قم بتقديم شكوى إلى وزارة العمل في منطقتك أو الدولة التي تُقيم فيها.
إن التوصيات هامة جدًا لبناء سمعة جيدة ومستقبل مهني ناجح. لذا، احرص على طلب توصيات من زملائك أو المشرفين الذين تربطهم بك علاقات جيدة قبل الاستقالة من الشركة، وذلك لأنهم من المُرجح أن يقدموا لك توصيات جيدة خلال عملك معهم، لا بعد تقديمك لطلب الاستقالة.
عندما يحين موعد استقالتك، احرص على الاستقالة بأدب ووفقًا للقواعد والبروتوكولات والأطر الزمنية للشركة، حيث أن ترك العمل بشكلٍ لائق يُعد أمرًا بالغ الأهمية، وذلك لأن علاقاتك وسمعتك المهنية تُعتبر عوامل هامة لمدى نجاحك في صعود السلم الوظيفي والوصول إلى أهدافك. واحرص أيضًا على التصرف بطريقة لبقة حتى لو لم تكن على علاقة جيدة مع الجميع في الشركة، حيث يُمكنك التعبير عن الامتنان لزملائك أو مديرك، خاصةً إذا ساعدوك على التطور مهنيًا أو تعزيز إنتاجيتك في عملك. كما ويُمكنك التفكير في منح بطاقات شُكر للموظفين الذين تُقدرهم في الشركة. بالإضافة إلى ما سبق، احرص على الحصول على معلومات عن تُجار وعملاء الشركة إذا لم يُكن ذلك مخالفًا لسياستها، وأرسل بريدك الشخصي لزملائك في العمل حتى يتمكنوا من التواصل معك بعد الاستقالة.
خُلاصة القول أن بعض الشركات قد تطلب منك مغادرة مقر الشركة فورًا بعد الاستقالة. لذا، احرص على التصرف بهدوء في تلك اللحظة واخرج من الباب بشموخٍ والابتسامة على مُحياك.