أنت بالتأكيد كصاحب عمل تلاحظ أثر الصيام على إنتاجية موظفيك، وربما تبحث عن حلول لرفع هذه الإنتاجية، والأمر لن يكون بسيطًا بالتأكيد عندما لا يتناول موظفيك الطعام والشراب من شروق الشمس إلى غروبها.
الحياة الدينية للموظفين لا تقل أهمية عن حياتهم العملية، وهي لا تشكل أي تعارض مع مستوى إنتاجيتهم في أعمالهم إن تم تكييف مكان العمل بشكل صحيح ليناسب طبيعة هذا الشهر.
إذًا ما الذي يمكنك فعله للحفاظ على إنتاجية موظفيك في هذا الشهر الفضيل؟
ما تحتاج إلى فعله هو توزيع أعباء العمل بطريقة ذكية على موظفيك لتتناسب مع الخصائص الفريدة لهذا الشهر. وإليك بعض النصائح التي ستساعدك على تنفيذ ذلك.
يجتمع الصائمون مع عائلاتهم وأصدقائهم في شهر رمضان أكثر من أي وقت آخر من العام. لذلك يجب وضع هذا الأمر في الحسبان عند التخطيط للاجتماعات والتدريبات وأنشطة العمل اليومية.
للحفاظ على مستوى الإنتاجية في هذا الشهر، فيجب أن تحاول رؤية ساعات اليوم من منظور الموظف. فالأفراد الذين يصومون خلال شهر رمضان يتناولون وجباتهم بعد غروب الشمس، ولذلك يجب تجنب وضع الاجتماعات في المساء.
هذا الإجراء البسيط سيوضح للموظفين تقديرك للتغير الجديد الذي يطرأ على عاداتهم اليومية في هذا الشهر، وسيساهم تقديرك هذا بتطوير ترابط عاطفي قوي بين الموظفين ومكان عملهم.
يمكنك إجراء مناقشة صريحة مع بعض الموظفين والتحدث عن انخفاض مستويات إنتاجيتهم في شهر الصيام. أخبرهم أنه من الطبيعي أن تقل الإنتاجية في أوقات العمل الاعتيادية في النهار، وناقشهم حول الحلول التي يرون أنها مناسبة لتخطي هذا الأمر.
يمكنك السماح للموظفين باختيار فترات عمل مختلفة يرونها مريحة لهم. بالإضافة إلى السماح لهم بأخذ فترات راحة أثناء العمل مختلفة عما كان عليه الحال في أيام الدوام الإعتيادية. مصارحتك هنا ومحاولة إيجاد حلول وسطية بينك وبين الموظفين ستساعد في الحفاظ على الإنتاجية وستوفر مستويات راحة إضافية لهم.
أظهر استطلاع أجريناه في موقع بيت.كوم أن 76٪ من المشاركين يعتقدون أن شهر رمضان يرفع من معنوياتهم في العمل. هذه الروح الإيجابية التي تتواجد بين عدد كبير من موظفيك يمكنك ترسيخها الآن لتقوية الروابط بين أعضاء الفريق.
إن تنظيم الأنشطة الخيرية وإتاحة الفرصة لموظفيك لتوعية زملائهم الآخرين عن شهر رمضان قد يساهم في تطوير روابط تعاون جديدة بين أعضاء الفريق.
سيشعر أي موظف بالسعادة عندما تتاح له الفرصة لمشاركة اختلافاته الثقافية مع أعضاء فريقه. ولا داعي للقلق بعد ذلك حول مستويات الإنتاجية وانخفاضها في حال كان موظفوك الصائمون سعداء في مكان عملهم.
لن يتناول موظفوك الشاي ولا القهوة ولا الطعام، ولن يقوم المدخنون أيضًا بإشعال سجائرهم، فكيف سيتجنبون النوم إذًا ويرفعون من مستويات تركيزهم في ظل هذه الظروف؟
يمكن أن يشعر أي شخص بالنعاس في مكان العمل، ويجب عليك أن تتفهم هذه الحقيقة وتكون مرنًا في التعامل معها.
إن أخذ قيلولة بسيطة تتراوح مدتها بين 15 إلى 25 دقيقة قد يساعد الموظفين في الحفاظ على مستوى عالٍ من الإنتاجية.
إذًا يمكنك السماح لموظفيك الصائمين بأخذ فترة راحة إضافية في ساعة الغداء أو في أي فترة زمنية أخرى يفضلونها، ويمكنك أيضًا السماح لهم بمغادرة أماكن العمل بشكل مبكر إن كانوا يفضلون ذلك.
سيكون شهر رمضان خلال الأعوام القليلة القادمة خلال فصل الصيف. ودرجات الحرارة الخارجية ستشكل عامل استنزاف لأي موظف صائم.
لذلك ومن أجل الحفاظ على كفاءة العمل، فيجب عليك التركيز على عدم استنزاف قدرات موظفيك. إن كان من الممكن تجنيب الموظفين أي أنشطة يجب عليهم القيام بها في الخارج، فمن الحكمة تطبيق بذلك.
يمكنك تطبيق هذه الاستراتيجية من خلال إكمال معظم الأنشطة البدنية قبل بداية شهر رمضان، وإن لم يكن الأمر ممكنًا، فعليك محاولة الحد من أي أنشطة بدنية صارمة لموظفيك خلال هذا الشهر أو توزيعها على أقل تقدير على أيام متعددة. سيساعد هذا الأمر في التقليل من مستويات الإرهاق بشكل كبير لدى موظفيك.
يعد رمضان شهرًا متميزًا جدًّا بالنسبة للموظفين، ومن الممكن أن يشعر بعضهم أن أهمية الشهر تأخذهم بعيدًا عن أماكن العمل. لذلك عليك أنت أيضًا أن تعطي أهميةً لهذا الشهر حتى تجذب الموظفين إلى تجاهك.
يمكنك التخطيط لتقديم مزايا مادية إضافية أو تنظيم فعاليات ثقافية في مكان العمل لموازنة الجو الاحتفالي في هذا الشهر. سيساهم ذلك في إسعاد موظفيك وتذكيرهم بأهمية الاستمرار في ممارسة أعمالهم بأفضل أداء ممكن، كما سيظهر للموظفين اهتمامك وتقديرك لهذا الشهر الفضيل.
يحظى شهر رمضان باهتمام وتقدير الجميع، ولذلك سيكون من المفيد محاولة جعل العمل أقل إرهاقًا وأكثر مرونة خلال هذا الشهر الفضيل. ستساعدك هذه النصائح في الحفاظ على إنتاجية الموظفين خلال ساعات الصيام، بالإضافة إلى زيادة الرابط العاطفي بين الموظفين ومكان عملهم.
تختلف كيفية تطبيق هذه النصائح حسب طبيعة العمل، فقد يكون من الصعب على سبيل المثال تجنب الأنشطة البدنية المرهقة بشكل تام، لكن يمكنك السعي للتقليل من شدتها. مفتاح نجاح هذه النصائح هو التخطيط ومحاولة إيجاد نهج وسط بينك وبين موظفيك من خلال التشاور معهم ومراعاة ظروفهم من أجل الحفاظ على مستوى الإنتاجية خلال هذا الشهر الفضيل.
