يُعتبر البحث عن عمل -في كثير من الأحيان مُرهق ويستغرق وقتًا أطول مما كنت تتوقع. لذا؛ من المفهوم سبب تفاؤلك بعد إجراء المقابلة، بحيث تبدأ في انتظار الردود بفارغ الصبر. ومع ذلك، يمكن أن تكون فترة انتظار الردود مُحبطة تمامًا مثل فترة البحث عن عمل. وإذا لم تتحل بالصبر، فسيغلبك اليأس -فلقد مررت بتجربة مشابهة- ومع ذلك، يمكن القول إن مرحلة ما بعد المقابلة هي المرحلة الأهم في الحصول على وظيفة. هذا لأن الدعوة لإجراء مقابلة تعني أنك منافس جاد لهذا المنصب. إن مرحلة ما بعد المقابلة يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في قرار تعيينك أو رفضك وتُظهر شغفك بالوظيفة ومؤهلاتك المرتبطة بها، كما وتُعتبر فرصة لذكر التفاصيل الهامة التي لم تُذكر خلال المقابلة.
اليك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها المتابعة بعد المقابلة:
من الأفضل إرسال رسالة شكر في اليوم التالي للمقابلة. إن إرسالك لبريد إلكتروني تَشكر فيه مُقابلك على وقته سيفي بالغرض. كما وصرّح العديد من مسؤولي التوظيف أنهم لا يمانعون في تلقي رسائل المتابعة على موقع "لينكد إن"، لذا؛ يُمكنك ارسال رسائل المتابعة عبر لينكد إن بدلًا من كتابة بريد إلكتروني. أيًا كان قرارك، تأكد من إبقاء الرسالة موجزة. اُذكر شيء معين لاحظته أثناء المقابلة أو شيء عرفته عن مؤسستهم. يُمكنك أيضًا إضافة مدى تطلعك إلى ردهم وحماسك للانضمام إلى الشركة. ومع ذلك، تذكر أن الغرض الأساسي من رسالة الشكر هو إظهار الامتنان وحماسك للمنصب. كُن مُحترفًا وقاوم رغبتك في تحويلها إلى مقابلة ثانية.
مثال على رسالة شكر يمكنك إرسالها:
عزيزتي مها،
خالص امتناني وشكري لك ِعلى وقتك الذي خصصتيه لي بالأمس. وإتاحة الفرصة لي لمشاركة اهتمامي ومؤهلاتي لمنصب مدير المحتوى في شركتكم. لقد قرأت عن شركتكم وبرامج التدريب التي يقوم بها الموجهين للموظفين الجدد من أجل إعطائهم نظرة عامة على الوحدات المختلفة في الشركة وكيفية التنقل بينها.
أتطلع إلى الانضمام إلى فريق عملكم. إذا احتجتم أيّ معلومات إضافية مني، فيُرجى إعلامي.
مع خالص وأطيب التحيات،
(اسم المُرسل)
لاحظ أنه في المثال أعلاه، تم ذكر الاسم الأول لجهة التوظيف والدور الوظيفي. إن ذكر هذه التفاصيل يجعل بريدك الإلكتروني يبدو شخصيًا وليس عامًا للمُسْتقبِل.
إذا لم تحصل على رد من وكيل التوظيف بحلول التاريخ المُتفق عليه، فقد يكون الوقت قد حان لإرسال مذكرة متابعة، ولكن لا ترسلها بعد. فمن الممكن ألا تكون الخيار الأول لجهة التوظيف، إلا أنه من المحتمل أنك لا تزال قيد النظر لشغل الوظيفة. لقد كانت هناك عدة حالات يُقدم فيها عرض لشخص ما، ويرفض الشخص الوظيفة. دَع الأمور تأخذ مجراها.
ولتخفيف حدة القلق ومساعدتك على التذكر، يمكنك جدولة موعد/تاريخ للمتابعة في رُزنامتك. ومن المُستحسن أن يكون التاريخ بعد أسبوع واحد على الأقل. قبل يوم أو يومين من ذلك التاريخ، قم بصياغة مذكرة موجزة إلى المُقابل الذي أجرى معك المقابلة. دع ما تكتبه يكون مشابهًا لما كان في رسالة الشكر الخاصة بك. أظهر اهتمامك وحماسك للوظيفة واسألهم عما إذا كانوا بحاجة إلى أي معلومات إضافية منك. إن صياغة رسالتك قبل يوم من التاريخ يجعل الأمور أقل إثارة للأعصاب بالنسبة لك ويمنحك فرصة لإكمال المتابعة بطريقة مثالية.
وفيما يلي مثال على مذكرة متابعة يُمكنك إرسالها دون أن تبدو مُتحرقًا للمنصب:
عزيزتي مها،
أردت الاستفسار عن مقابلتي يوم الجمعة 14 يناير لمنصب مدير المحتوى. وأتساءل عما إذا كان لديك أخبار لمشاركتها حول الوضع.
كما ذكرت في أول بريد إلكتروني أرسلته، لقد استمتعت بالحديث معك وأود أن تتاح لي الفرصة للتعلم من برنامج المرشدين والمساهمة بقدراتي في الشركة لأنني أشعر أن هذا المنصب مناسب تمامًا لأهدافي المهنية.
أتطلع للانضمام إلى فريق العمل في "اسم الشركة". إذا احتجتم أي معلومات إضافية لا تترددوا في التواصل معي.
ولكم مني خالص الشكر.
(اسم المُرسل)
بغض النظر عن مدى روعة المقابلة في اعتقادك، لا يُنصح بإرسال مذكرة متابعة أخرى بعد رسالة الشكر، ومذكرة المتابعة الأولية. لكي لا تبدو كشخص مُلح. بدلًا من ذلك، فكر في إرسال مذكرة ملاحظات. في هذه المذكرة، يُمكنك أن تقول بالرغم من أنك تشعر بخيبة أمل لأنك لم تحصل على الوظيفة، فَسُتقدر الحصول على بعض التعليقات البناءة لمساعدتك في تحسين فرصك في الحصول على وظائف أخرى.
ومن أمثلة الملاحظات الجيدة ما يلي:
عزيزتي مها،
لقد شعرت بخيبة أمل عندما علمت أنني لم أتلقَ عرضًا بعد مقابلتي يوم الجمعة 14 يناير. لقد استمتعت حقًا بالحديث معك وأنا معجب بالعمل الذي تقوم به "اسم الشركة" لكنني أفترض أنك لم تريني أفضل مرشح. ومع ذلك، كنت آمل أن تعطيني بعض التعليقات على مقابلتي، حيث أنها ستساعدني على تقديم نفسي كمرشح مثالي في المستقبل. وسأكون مُمتنًا لو قدمتم لي أي اقتراحات.
ولكم مني خالص الشكر.
(اسم المُرسل)
اعلم أنه على الرغم من أنك قد تحصل على رد قد يمنحك فرصة في الوظيفة المعنية أو اقتراحًا مفيدًا يمكن أن يُحسن فرصك في وظائف أخرى، لن يقوم جميع مسؤولي التوظيف بإعطائك الملاحظات التي طلبتها، وفي هذه الحالة دع الأمورتسيرعلى حالها. لا تُرسل رسالة أخرى بعد مذكرة الملاحظات. من المحتمل أن تكون الوظيفة الشاغرة قد تم شغلها وانتقل مستقدم العمالة إلى أمور أخرى.
كُن صبورًا. يقوم وكيل التوظيف بإجراء مقابلات مع العديد من المرشحين الآخرين، وقد يستغرق ذلك بضعة أسابيع. ولكبح جماح عواطفك، قبل أن تغادر غرفة المقابلة، اسأل المحاور عن المدة التي يستغرقها اتخاذ قرار بشأن اختيار المرشح. بهذه الطريقة ستعرف الوقت المناسب للمتابعة. أيضًا، فكر في استكشاف خيارات أخرى لديك. يُمكنك أيضًا توجيه طاقتك إلى شيء منتج. كالقيام بالعمل التطوعي، والاشتراك في أنشطة التشبيك، والحصول على دروس ودورات، وتعلم مهارات جديدة، وما إلى ذلك. ستكون هذه الأنشطة وسيلة جيدة لإطلاق العنان لطاقتك ومن يدري، يمكن أن تجلب فرصًا وعلاقات رائعة في طريقك.
