ينبغي على أي شركة تريد الحفاظ على نجاحها أن تحافظ على مستوى مرتفع من الإبداع والابتكار، كما يجب على كل صاحب عمل يرغب في تعزيز نمو شركته أن يولي اهتمامًا لاستخدام الأدوات التي تساعد على زيادة الإبداع، فمن المهم الاستثمار في هذا المجال بما يتجاوز الفعالية الاقتصادية والتشغيلية.
من البديهي أن يكون كل موظف على دراية بجميع النواحي المتعلقة بأداء دوره الوظيفي، فمثلًا يجب أن يكون مهندس البرمجيات ملمًا بالبرمجة، في حين يجب أن يكون المحاسب ملمًا بالأمور المالية والحسابات. ولكن هذا وحده لا يكفي لشركة تطمح إلى النمو بشكل ملحوظ، إذ يجب أن يسعى الموظفون للتفكير بشكل مبتكر وإبداعي، فوفقًا لاستبيان بيت.كوم حول "الإبداع والابتكار"، صرّح 92٪ من المشاركين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن وظيفتهم تتطلب الإبداع والابتكار.
في الواقع، يعد الحفاظ على ثقافة الابتكار في شركتك أمرًا بالغ الأهمية لنموها، كما أن الترويج لثقافة الابتكار سيميّزك أيضًا عن منافسيك.
إليك 6 طرق يمكن أن تساعدك في الحفاظ على ثقافة الابتكار في شركتك:
أحد أسباب عدم مشاركة الموظفين لأفكارهم هو عدم ثقتهم بردود أفعال صاحب العمل، لذا احرص على سماع آراء موظفيك وشجعهم على مشاركة أفكارهم، فهذه هي الخطوة الأولى لتعزيز الابتكار. وركز دائمًا على أهمية الإبداع ودوره في مساعدتك على التقدم على منافسيك، ولكن لا تمارس على موظفيك ضغطًا غير ضروري.
إذا كنت ترغب في الحفاظ على ثقافة الابتكار في شركتك، فعليك اختيار موظفين شغوفين، فعندما يحب الموظفون ما يفعلونه، سيكونون أكثر إبداعًا. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان موظفوك يشعرون بالولاء تجاه شركتك، فسيكونون متحمسين لمشاهدتها وهي تنمو، وسيبتكرون المزيد من الطرق لمساعدتها على النجاح.
سيتمتع الموظفون لديك بالإبداع عندما يشعرون بالارتباط بشركتك، ولا يمكن تحقيق ذلك من خلال إقصائهم، إذ عليك اطلاعهم على عملية التخطيط والاستراتيجيات التي تتبعها بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها، ومن ثم طلب أفكارهم وآرائهم، فإشراكهم في ذلك سيعزز شعورهم بالحماس لمتابعة كل مشروع. كما أن القيام بذلك سيؤدي أيضًا إلى تحفيزهم على تطوير أفكار من شأنها تعزيز نمو الشركة.
بصفتك قائدًا لفريق العمل، عليك أن تكون قدوة يحتذى بها، حيث سيساعدك ذلك في تحفيز موظفيك على مشاركة أفكار إبداعية. عليك أيضًا الاعتراف بأخطائك وتحمل مسؤوليتها، فعندما يرى الموظفون أنك لست معصومًا عن الخطأ، سيكونون أكثر انفتاحًا لمشاركة آرائهم. كما عليك تعلم كيفية أخذ زمام المبادرة لتعزيز ثقافة الابتكار في شركتك، إذ سيتبع موظفوك خطواتك بشكل تلقائي.
وفقًا لاستطلاع "الإبداع والابتكار"، صرّح 86٪ من المشاركين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن مديرهم المباشر يقدر الإبداع والابتكار. يمكنك تشجيع الابتكار في شركتك من خلال تقدير جهود الموظفين وابتكاراتهم، إذ عليك مكافأة الموظفين الذين يقدمون الأفكار باستمرار أو يبذلون جهدًا ملحوظًا. ولا ينبغي بالضرورة أن تكون مكافآتك مالية؛ إذ يمكنك تهنئتهم على الأفكار التي طرحوها في نهاية الاجتماع، أو تقديم بطاقة شكر مصنوعة خصيصًا لهم لتشجيعهم على مواصلة مشاركة أفكار داعمة، وغيرها من الهدايا غير المكلفة.
يعتبر الفشل جزءًا لا يتجزأ من مسيرة النجاح، لذلك، لا تلُم موظفيك إذا لم تنجح الفكرة التي طرحوها، بل أخبرهم أن جهودهم والمخاطر التي يتخذونها تستحق التقدير. حيث يجب أن تكون المخاطرة جزءًا مرحبًا به في أي مشروع جديد ترغب في البدء به، وإذا تقبلت المخاطرة، عليك أن تدرك أن احتمالية الفشل واردة.
الخلاصة
بشكل عام، عليك فهم المهارات التي يتمتع بها موظفوك جيدًا، والاستثمار في تدريبهم وتطوير مهاراتهم عند الحاجة. إذ يعد تزويد موظفيك بالأدوات والتقنيات الحالية أمرًا مهمًا لزيادة مستوى إبداعهم. فعندما تستثمر فيهم، ستساعدهم على تحسين قدراتهم ومهاراتهم، وستكون شركتك أرضًا خصبة للأفكار الإبداعية.
