لا بد أنك سمعت بمصطلح "المقابلات عبر الفيديو" من قبل، إذ بات المصطلح شائعًا للغاية بين المهنيين. في الواقع، وفقًا لأحدث استبيان أجراه بيت.كوم، يتوقع 89٪ من المهنيين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ارتفاع عدد مقابلات العمل عبر الفيديو خلال الأشهر القادمة.
لقد بدأت الشركات مؤخرًا باعتماد هذا الأسلوب الجديد بشكل أكبر، يمكنك التعرف في هذه المقالة على هذا النوع من المقابلات والأسباب التي أدت إلى رواجه بين المهنيين. سوف نتعرف أيضًا على مستقبل التوظيف في ظل الاستخدام المتزايد للتقنيات المدعمة بالذكاء الاصطناعي.
أنواع مقابلات العمل عبر الفيديو
تشير مقابلة العمل عبر الفيديو إلى مقابلة العمل التي يتم إجراؤها عن بُعد باستخدام تقنية الفيديو. يمكن استخدام هذه الطريقة عبر عدة مراحل خلال عملية التوظيف وقد أصبحت شائعة للغاية في عالم التوظيف، لا سيما بعد جائحة كورونا.
وتأتي مقابلات العمل عبر الفيديو في مختلف الأنواع والأشكال، إذ يختار مدراء التوظيف عادةً النوع الأنسب لهم بناءً على نوعية الاتصال بالإنترنت، ومرحلة التوظيف التي يعملون عليها، وما يناسب المتقدم للوظيفة.
سنذكر بعض الأنواع الأكثر شيوعًا لمقابلات الفيديو أدناه.
تُعرف المقابلات التي يتم إجراؤها مباشرةً عبر الإنترنت باسم مقابلات الفيديو المتزامنة. وغالبًا ما تُستخدم مثل هذه المقابلات كبديل للمقابلات الوجاهية.
تسمح المقابلات المباشرة عبر الفيديو لمدراء المقابلة بالتواصل بشكل مباشر مع المرشحين، على غرار المقابلات الوجاهية، كما تتيح لهم تقييم ردود المرشح مباشرة وطرح أسئلة متابعة دون الحاجة للانتظار.
وعادةً ما تتم مقابلات الفيديو المتزامنة عبر تطبيقات تساعد على إجراء مؤتمرات الفيديو.
في هذه الحالة، يقدم مدراء التوظيف قائمة بالأسئلة التي يرغبون بطرحها على المرشح، حيث يمكن للمرشحين بعد ذلك تسجيل إجاباتهم في الوقت الذي يناسبهم وإرسالها إلى مدير التوظيف.
تمكن المقابلات غير المتزامنة المرشحين من فهم الأسئلة جيدًا والتفكير في الإجابات جيدًا، وهي طريقة فعالة للمرشحين الذين يشعرون بالتوتر حيال المقابلات المباشرة.
وعلاوةً على ذلك، تسمح هذه الطريقة لمدراء التوظيف باستلام إجابات مدروسة جيدًا وأكثر شمولًا.
مزايا مقابلات الفيديو
هل تتساءل ما هو سبب هذه الضجة الإعلامية حول مقابلات الفيديو؟ فيما يلي بعض الأسباب التي تجعل المقابلات عبر الفيديو تحظى بشعبية هذه الفترة.
قد لا ترغب في اللجوء إلى مقابلات الفيديو في كل مرحلة من مراحل عملية التوظيف، ولكن هذه المقابلات تعد خيارًا ممتازًا للمراحل المبكرة من عملية التوظيف.
وبصفتك صاحب عمل، يتيح لك استخدام تقنيات التقييم عبر الفيديو في المراحل المبكرة تصفية العديد من المرشحين بسرعة والتعرف على شخصياتهم جيدًا في الوقت ذاته.
كما تتيح هذه المقابلات للمرشحين فرصة التنافس بشكل عادل، وتسمح بالحكم بشكل أفضل على شخصية المرشح وتقلل من وقت التوظيف الإجمالي والموارد المستخدمة.
على الرغم من أن السيرالذاتية تحتوي عادةً على الخلفية المهنية والأكاديمية للمرشحين، إلا أنها لا تساعد في تقييم شخصية المرشح ومهاراته الشخصية، والتي تعد جوانب مهمة للغاية عند اتخاذ قرار التوظيف. وهنا تكمن أهمية المقابلات عبر الفيديو، إذ أنها تسمح لك بتقييم المرشح بشكل جيد.
بالإضافة إلى ذلك، قد لا ينتبه مدراء التوظيف إلى أمور معينة خلال المقابلات الوجاهية، كونهم يحتاجون إلى التركيز على أشياء متعددة في الوقت ذاته. وتزودهم مقابلات الفيديو بخيار إعادة تشغيل المقابلة، وبالتالي تكوين رأي أكثر وضوحًا وشمولًا.
ربما يكون أفضل جزء من مقابلات الفيديو هو عدم وجود قيود جغرافية تحد من الخيارات، إذ لا داعي لوجود المرشح ومدير التوظيف في الموقع نفسه حتى يتم إجراء المقابلة.
ويساعد ذلك على زيادة الخيارات بالنسبة لأصحاب العمل ويجعل عملية المقابلة أكثر راحة وملاءمة للمرشحين.
تعتبر خاصية المرونة خلال عملية التوظيف إحدى أهم المزايا التي يمكن تقديمها للمرشحين، خاصة لأولئك الذين يعملون في وظائف ذات دوام كامل. حيث تعتبر المقابلات عبر الفيديو مناسبة إلى حد كبير مع الجدول الزمني لأي شخص، بغض النظر عن طبيعة عمله، مما يمكن المرشحين من إجراء مقابلات عبر الفيديو في أي وقت خلال اليوم، وفي الوقت الذي يناسبهم.
بالإضافة إلى ذلك، عندما يتم منح المرشحين فرصة اختيار وقت ومكان وكيفية إجراء المقابلات، فإن ذلك يجعل عملية التوظيف بأكملها أكثر راحة.
يمكن أن يكون التنقل مكلفًا جدًا ويستغرق وقتًا طويلًا بالنسبة للباحثين عن عمل، ففي حال كان المرشح يعمل في مكان ما ويريد الذهاب إلى المقابلة، يمكن أن تسبب له عملية التنقل بعض المشاكل.
وتلغي المقابلات عبر الفيديو الحاجة إلى السفر وتجعل العملية برمتها أكثر سلاسة.
عند إجراء مقابلات وجاهية، قد يكون من الصعب على مدير المقابلة مشاركة آراءه مع بقية أعضاء الفريق، ولكن إذا عرضت على المرشحين إجراء مقابلات فيديو مسجلة مسبقًا، يمكن لأعضاء الفريق تقييم التسجيلات معًا، وتسريع عملية التوظيف وجعلها أكثر شمولًا.
علاوةً على ذلك، تسمح المقابلات المسجلة لمدراء التوظيف بإعادة تشغيل الأجزاء التي يرغبون في التأكد منها مرة أخرى.
لا يحصل المرشحون على الكثير من الفرص أو الوقت للتفكير في إجاباتهم عادةً خلال المقابلات الوجاهية، ولكن في حالة المقابلات عبر الفيديو، يكون لديهم خيار إعادة تسجيل إجاباتهم وإرسالها عندما يشعرون بالراحة الكافية والاقتناع بإجاباتهم تمامًا.
علاوةً على ذلك، يمكن أن تكون المقابلات المباشرة مخيفة للكثيرين، فقد لا يتمكن بعض الأشخاص من تقديم أفضل ما لديهم في مثل هذه الحالات ولكن يمكنهم الأداء بشكل أفضل في المقابلات المسجلة.
وبالتالي، فإنّ المقابلات المسجلة تمنح الجميع فرصة متساوية وعادلة، بالإضافة إلى ذلك، عندما يقوم المرشحون بإجراء المقابلة من المكان الذي يناسبهم دون أي ضغوط، يكون لديهم فرصًا أفضل في النجاح في المقابلة.
في كثير من الأحيان، لا يحضر المرشحون للمقابلات المتفق عليها. ويضيع ذلك الكثير من الوقت بالنسبة لمدراء التوظيف، والذين يخططون لمواعيدهم وفقًا لذلك.
أحد الأسباب الرئيسية لعدم حضور المرشحين هو صعوبة أخذ إجازة أو مغادرة من وظائفهم الحالية، إذ تحل مقابلات الفيديو هذه المشكلة من خلال السماح للمرشحين باختيار موعد المقابلة أو إرسال مقابلاتهم المسجلة في الوقت الذي يناسبهم.
فمن خلال مقابلات الفيديو يمكن للمرشحين حضور المقابلة بعد ساعات العمل الرسمية دون التأثير على دوامهم.
أفضل ممارسات مقابلات الفيديو
إن اعتماد مقابلات الفيديو كجزء من عملية التوظيف ليس بهذه البساطة، إذ سيتعين عليك التفكير في عدة عوامل قبل جعلها ممارسة منتظمة في شركتك.
فيما يلي بعض الأمور التي يمكن أن تساعدك في تحقيق أقصى استفادة من مقابلات الفيديو وضمان عملية توظيف عادلة.
تمامًا مثل المقابلات التقليدية، يجب أن تركز على الأسئلة التي تكشف شخصية المرشح. يجب أن تكون الأسئلة ذات صلة بالشاغر الوظيفي وتساعدك على تحديد ما إذا كان المرشح مناسبًا للوظيفة أم لا.
تجنب طرح الأسئلة الشخصية التي ليس لها أي تأثير على أدائهم المهني في هذا الدور الوظيفي. بدلاً من ذلك، اسأل المرشحين كيف سيتعاملون مع التحديات المحتملة أو المواقف المختلفة في وظائفهم.
سيكون من المفيد أيضًا أن تسأل عن إنجازاتهم خلال مسيرتهم المهنية.
يمكن أن تشكل المقابلات عبر الفيديو تحديًا عندما يأتي الأمر للمشاكل التقنية التي يمكن أن تحدث، إذ أنها تعتمد إلى حد كبير على الإنترنت والتكنولوجيا. تذكر أنك تحتاج إلى التركيز على الإجابات التي قدمها المرشح وليس جودة الفيديو الخاص به.
من المحتمل ألا يمتلك جميع المرشحين أفضل التقنيات، وهذا لا يعكس حقيقتهم كمهنيين. يجب أن يعتمد تقييمك على الإجابات التي قدموها ولغة الجسد والعوامل الأخرى ذات الصلة التي تنتبه إليها عادة خلال المقابلة التقليدية.
تقدم تطبيقات مقابلات الفيديو مجموعة متنوعة من الإعدادات لتسجيل الإجابات، ومن الضروري أن تحدد هذه المعايير مسبقًا لتجنب أي ارتباك أثناء المقابلة.
بالنسبة للمقابلات المسجلة، يمكنك حتى تحديد عدد مرات إعادة التسجيل التي يمكن أن يحصل عليها المرشح، بالإضافة إلى إمكانية إخفاء الأسئلة حتى يبدأ المرشح في التسجيل.
تقنيات الذكاء الاصطناعي للتوظيف
تستخدم العديد من منصات مقابلات الفيديو تقنيات الذكاء الاصطناعي لتوظيف المرشحين هذه الأيام، حيث يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي اكتشاف ما إذا كان المرشح يكذب بناءً على نغمة الصوت وتعبيرات الوجه وأشكال الاتصال غير اللفظية الأخرى، مما يساعد بشكل كبير على تحسين عملية التوظيف.
إن إتقان هذه التقنيات التكنولوجية قد يساعد خبراء التوظيف على استبعاد المتقدمين غير المؤهلين بطريقة سريعة وفعالة.
تعد Evalufy إحدى هذه المنصات، حيث تعمل على تسريع عملية تصفية المرشحين باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ميزات Evalufy
تعتبر Evalufy منصة للتقييم عبر الفيديو، وهي تقنية مثالية للفرق التي تعمل عن بُعد. دعنا نلقي نظرة على الطرق التي يمكن للمنصة من خلالها تبسيط عملية التوظيف باستخدام الاختبارات وتقييمات الفيديو.
تعتبر منصة Evalufy بديلًا مثاليًا عن عملية التوظيف التقليدية التي تستغرق وقتًا طويلًا، إذ أنها تسمح لك بمعرفة المزيد عن المرشح أكثر مما يمكن أن تعرفه عن طريق السيرة الذاتية.
يمكنك من خلال منصة Eavlufy إرسال اختبارات وتقييمات مخصصة إلى المرشحين، حيث ستمنحك ردودهم عبر الفيديو والإجابات النصية نظرة عامة أفضل عنهم.
تتيح لك منصة Evalufy تقييم الموظفين عن بُعد بشكل مستمر من خلال تقييمات الفيديو، كما يمكن أن تساعدك هذه الاختبارات أيضًا في تحديد فعالية برامج التدريب الإلكترونية التي تقدمها لهم.
الخلاصة
في عالمنا الحالي الذي يشهد تغيّرات سريعة ومستمرة، يحتاج مدراء التوظيف إلى تجاوز المقابلات التقليدية واعتماد أساليب جديدة للتوظيف.
حظيت مقابلات الفيديو مؤخرًا بنجاح واهتمام ملحوظ بين المهنيين، ويعود ذلك إلى الفوائد والمزايا المتعددة التي تقدمها هذه المقابلات لكل من مدراء التوظيف والباحثين عن عمل، من مرونة وراحة والتي لا توفرها المقابلات التقليدية.
ومع التطورات التكنولوجية الحديثة، سيصبح الذكاء الاصطناعي أيضًا جزءًا مهمًا من عملية التوظيف، فتمامًا مثل مقابلات الفيديو أصبحت هذه التقنيات مستقبل التوظيف. ومع تقدم التكنولوجيا، يمكننا أن نتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في إجراء المقابلات عبر الفيديو.