العمل من المنزل وفيروس كورونا: ما يجب أن يعرفه أصحاب العمل والموظفون

نظرًا لأن العديد من الشركات في جميع أنحاء المنطقة (دبي والمملكة العربية السعودية ومصر والبحرين وبلدان أخرى في الشرق الأوسط) أصبحت تطلب من موظفيها العمل من المنزل، فإنّ العديد من الأسئلة يتم تداولُها حول كيفية القيام بذلك من منظور صاحب العمل والموظف.

في ضوء تفشي فيروس كورونا حول العالم (COVID-19)، أصبح العمل عن بُعد (اطلع على هذه الوظائف عن بُعد في الإمارات والسعودية والعديد من الدول الأخرى) وسيلة مثالية لحماية الموظفين والحفاظ على استمرارية العمل، حيث يمكن للموظفين أداء مهام عملهم اليومية على أكمل وجه وهم في المنزل. والأهم من ذلك، يهدف هذا الإجراء إلى تقليل أي اتصال جسدي أو تواصل غير ضروري أو تجمعات يمكن أن تؤدي إلى انتشار أكبر لفيروس كورونا في الشرق الأوسط.

ولكن يترتب على العمل من المنزل عدة تحديات يتعين على الجميع الاستعداد لها للحد من أيّ عقبات يمكن أن تؤثر سلبًا على إنتاجيّة الموظّف وصحته العامة.

ما يشغل تفكير أيّ صاحب عمل هو ما إن كان بإمكان الموظف أن يعمل بفعالية من المنزل كما هو الحال عندما يكون في المكتب. كيف يمكنُك أن تضمن فعالية عمليّة التواصل بين أعضاء الفريق وأن تحافظ على أمن بيانات الشركة؟

بشكل عام، إن العمل عن بُعد يختلف عن العمل من المكتب ويؤثر على أعضاء الفريق لأنّ عملية التواصل بينهم لن تكونَ تقليديّة. ولكن مع ذلك، يمكن لهذا الأسلوب أن ينجح في حال تمّ التخطيط له بشكل جيد:

  1. حدّد أهداف فريقك: يحتاج أعضاء فريقك للعمل كفريق واحد حتى وأنهم كانوا يعملون عن بُعد وبشكل فردي، إذ يتعين عليك وضع مجموعة من الأهداف والغايات وضمان إيصالها بشكل واضح للموظفين. تأكّد أيضًا من أنّ كل فرد في الفريق يعرف تمامًا كيف سيساهم في تحقيق هذه الأهداف، إذ يجب على أعضاء فريق العمل تحديد هدف مشترك للعمل عليه، ليكونوا أكثر نشاطًا وتعاونًا مع بعضهم البعض.
  2. استخدم التكنولوجيا المناسبة: يعدّ استخدام التكنولوجيا المناسبة والأدوات الإلكترونية أمرًا مهمًا لتعزيز عملية التواصل، لذا تأكد من أنّ أعضاء فريقك الذين يعملون من المنزل لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت وعقد المؤتمرات الصوتية ومشاركة الملفات واستخدام البرامج المهمة الأخرى. واحرص أيضًا على فهم البرامج والأدوات التي يستخدمها موظفوك بشكل يومي ومخاطر الأمان المرتبطة بها، وتذكر بأن تأخذها بعين الاعتبار عند إعداد خطة العمل عن بُعد. وتأكّد من أنّ البيانات الحساسة مثل العقود وقوائم العملاء متاحة للعرض فقط وليس التعديل. احرص على إنجاز جميع هذه الأمور قبل السماح للموظفين بالعمل خارج المكتب، لتجنب الأخطاء الفنية وتسريب البيانات.

حتى بالنسبة للفعاليات أو المؤتمرات الكبيرة، لديك أيضًا خيار القيام بها بالكامل عبر الإنترنت من خلال التقنيات الحديثة مثل Vfairs.com. تعد هذه الأداة بديل مفيد للغاية وفعّال من حيث التكلفة للفعاليات والمؤتمرات، خاصة في مثل هذه الأوضاع.

  1. تواصل بشكل مستمر مع فريقك: للتأكد من أن فريق العمل لا يشعر بالعزلة أو الضياع، قم بالترتيب لعقد مؤتمرات هاتفية يومية أو قصيرة. سيساعد التواصل المنتظم على تحفيز فريقك.
  2. إدارة عبء العمل بشكل مسبق: كن متنبها جدًّا في ما يتعلق بإدارة عبء العمل من أجل ضمان إنجاز المهام ضمن المهل المحددة. أبلغ فريق عملك بمواعيد التسليم النهائية لكل مهمة. إن كان المشروع يتطلب ستة أسابيع لإتمامه، حاول أن تقسمه الى مراحل أسبوعية، فذلك سيضمن التزامك بالمهل المحددة. سيُساعدك ذلك على إنجاز كافة المهام عن بُعد بيسر وسهولة.

الآن، بصفتك موظفًا يحاول فهم ترتيبات العمل الجديدة هذه، من الجيد أن تكون على دراية بإيجابيات وسلبيات العمل من المنزل. لا يُعد العمل عن بُعد أفضل خيار لمواجهة انتشار الأمراض المعدية فحسب، بل يمكن أن يساعدك أيضًا على الإحساس بالاستقلالية والمرونة في العمل.

الإيجابيات

توفير التكاليف "الخفية"

يوفر العمل من المنزل العديد من التكاليف "الخفية" التي تندرج تحت بند الذهاب إلى العمل؛ هذه التكاليف تتضمن تكاليف الذهاب والإياب من وإلى العمل، إلى جانب التكاليف التي تدفع على السيارات من وقود وصيانة، وأجرة المواقف. تندرج إيضا تحت قائمة التكاليف"الخفية" تلك، تكاليف غير مباشرة مثل الأموال التي تنفق على ملابس العمل الرسمية الباهظة الثمن وتكاليف تنظيفها. يساهم العمل في المنزل أيضًا في تقليل التكاليف التي تدفع على رعاية الأطفال الأكبر عمرًا، ولكن التوفير في رعاية الأطفال الصغار أمر لا ينصح به على الإطلاق، حيث يجب توفير رعاية متواصلة لهم.

المرونة

إن المرونة أمر لا يتعلق بالأوقات والمواعيد فقط، على الرغم من أنها قد تعتبر لدرجة ما من أهم جوانب العمل في المنزل. حيث تدخل المرونة في إستطاعة المرء أن يحدد البيئة التي يعمل فيها وإضاءتها إلى جانب درجة الحرارة والزمن والمكان بالإضافة إلى غيرها من عوامل. يمكن تلخيص هذه النقطة بإمكانية إختيار المكان والظروف التي يود أن يعمل فيها المرء والتي يكون فرحا فيها وأكثر إنتاجية.

إمكانية تجنب عناصر الإلهاء

يمكن تجنب أحاديث زملاء العمل ولهوهم والإزعاجات غير الضرورية كذلك الاجتماعات غير الهامة عند العمل من المنزل.

القرب من العائلة

العديد منا يرى في القرب من العائلة بالإضافة إلى بقائهم في المنزل أمر مريح جدًّا. يكون العمل في المنزل أمر مهدئ للأهل وذلك لكونهم على مقربة من أطفالهم. يمكن أن تطبق هذه النقطة أيضًا على الكبار في السن عند حاجتهم إلى رعاية غير منقطعة.

توتّر أقل

إن القيادة أثناء ازدحامات السير الخانقة في العديد من الدول هو أمر مثير لتوتر الموظفين، حيث يستهلك قواهم قبل ابتداء يومهم في الوظيفة، إلا أنه أمر لا بد منه خصوصًا إذا كان مكان العمل بعيدًا عن المنزل. أما بالنسبة للضغوطات الآخرى يمكن إدراجها تحت لائحة مسببات التوتر في مكان العمل، حيث يمكننا إدراج زملاء العمل غير الودودين بالإضافة إلى بيئة العمل غير المريحة وعوامل تشتيت الانتباه المستمرة.

إنتاجية أعلى

عند العمل في المنزل يكون المرء بعيدًا عن الضغوطات العديدة وعوامل تشتيت الانتباه الكثيرة التي قد توجد في مقر الشركة. يعتبر العمل من المنزل أيضًا عاملاً مهمًا في زيادة الإنتاجية وذلك بسبب عمل الموظف في بيئته المفضلة وحسب أسلوبه الخاص. أضف إلى ذلك، إنه يمكن إعتبار العمل من المنزل من العوامل التي تجعل المرء أكثر سعادة، الأمر الذي يؤثر إيجابًا على إنتاجية المرء.

صحة أفضل

غالبًا ما يكون للتنقلات من مكان لآخر والتي تتراوح مدتها من ساعة إلى ثلاث ساعات تأثيرًا سلبيًّا على الصحة الجسدية والنفسية في آن واحد. يمكن أن يظهر التأثير الجسدي على الأشخاص الذين لديهم عادة ممارسة الرياضة قبل الذهاب إلى العمل، أما بالنسبة للتأثير النفسي فإنه مرتبط بالتنقل من وإلى مكان العمل إلى جانب بيئة العمل نفسها بما فيها من مؤثرات على الصحة النفسية. بالعمل من المنزل، يوفر المرء الوقت الذي يذهب هباء نتيجة الذهاب والإياب إلى مقر الشركة والذي قد يستغله المرء في ممارسة الرياضة بمشيه مسافات طويلة قبل أو بعد العمل.

توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية

أصبح طموح كل العاملين في الوقت الحالي هو تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، وقد أصبح من السهل تحقيق ذلك الأمر مع العمل من المنزل، خصوصًا إذا كان للموظف وسيلة متوفرة وسهلة للذهاب إلى المكتب في حال طلبه.

السلبيات

العزلة

غالبًا ما يشتكي العاملون من المنزل من العزلة والوحدة بسب عدم تواجدهم مع رؤسائهم وزملائهم، إذ يمكن أن يكون هذا الأمر محبطًا جدًّا للبعض. يتطلب ذلك من العاملين أن يكون مبدعين في ملاقاة الأشخاص وإنشاء الصداقات إلى جانب البقاء على إتصال مع زملائهم في العمل وذلك لبعدهم عن مقر الشركة الذي يوفر المكان المناسب للتعرف على الناس وتكوين الصدقات.

مصادر إلهاء جديدة

بالرغم من إمكانية تجنب عوامل تشتيت الانتباه التي توجد في الشركة من خلال العمل في المنزل، قد تظهر عوامل إلهاء جديدة فيه. يمكن للإزعاجات أن تنتج عن الأطفال والجيران والعائلة أيضًا، إذ ستضطر لبذل بعض الجهود لإعلام الآخرين بأنك تعمل من المنزل وأنك غير متفرغ خلال ساعات العمل بالرغم من حضورك في المنزل.

صعوبة الفصل بين العمل وأمور المنزل

ليس من السهل تجنب الخوض في الأمور المنزلية أثناء التواجد في المنزل، فبينما يحاول المرء أن يؤدي مهام عمله يجد نفسه مضطرًا إلى تنظيف المنزل والتسوق ورعاية الأطفال بالإضافة إلى الطبخ وإدارة الأموال المنزلية وحتى ملاقاة الأشخاص. من الضروري أن يضع المرء حدًّا بين المنزل والعمل حتى يتجنب المعاناة في هذين الجانبين.

العمل لا ينتهي

بسب غياب الرقيب الذي يعمل على التأكد من الإلتزام بساعات العمل في الشركة، يشعر المرء برغبة بالعمل بلا إنقطاع. قد يصاحب تلك الرغبة الشعور بوجود توقعات وآمال كبيرة يجب تحقيقها بما أنه شخص يعمل من المنزل، أو في بعض الأحيان قد يصاحبها ضغوطات تفرضها النفس لإثبات الذات وقدراتها. يمكن القول أيضًا أن غياب الحاجز الفاصل بين العمل والمنزل قد يسهم بزيادة الضغط الذي يفرض على المرء الإستمرار بالعمل.

ملاحظة إضافية: فيما يلي بعض الأدوات الفعّالة التي يمكن أن تساعدك في إدارة فريق العمل عن بُعد بشكل مثمر والتعاون مع الزملاء من المنزل، ومواصلة أنشطة عملك العادية أثناء مواجهة انتشار فيروس كورونا:

للتوظيف:

  1. Vfairs: يمكنك إجراء أي نوع من الفعاليّات الكبيرة إلكترونيًا. فلا حاجة للتواجد الشخصي في الفعالية أو التواجد في تجمعات كبيرة. يمكنك استخدام هذه الأداة للمؤتمرات والمعارض وأي نوع آخر من الفعاليات.
  2. إعلانات الوظائف والبحث عن السير الذاتية: لا حاجة لتأجيل عملية التوظيف بسبب فيروس كورونا. يمكنك الإعلان عن وظائفك الشاغرة وتلقي طلبات الوظائف وتصفّح ملايين السير الذاتية والاتصال بالمرشحين في بيئة افتراضية آمنة. ليس ذلك فحسب، إذ تتيح لك هذه الأدوات التعاون مع الفريق الذي يعمل عن بُعد من خلال إضافة ملاحظات إلى السير الذاتية وتنظيمها في ملفات.
  3. Evalufy: باشر في إجراء المقابلات حتى لو كانت عن بُعد. باستخدام هذه الأداة، يمكنك تحويل خطوات المقابلة إلى تقييمات فيديو يمكن للمرشحين إكمالها من منازلهم. يمكنك أيضًا عرض الإجابات في أي مكان وفي أي وقت، ومشاركتها مع مدراء التوظيف، وإعطاء علامة للمرشّحين، وكذلك توفير الوقت الذي يتم قضاؤه في المقابلة.

للتعاون بين الموظفين:

  1. Jira: تعتبر هذه الأداة فعّالة جدًا لتنظيم مشاريعك ومهامك والبقاء على اطّلاع على تقدمك فيما يتعلق بالتكنولوجيا والتصميم وإدارة المنتجات وغيرها.
  2. Google Hangouts (Gmail، Shared Drives، وغيرها): يمكن استخدام جميع أدوات Google بسهولة عن بُعد، حيث يمكنك التواصل مع فريقك بشكل مستمر عبر التشات باستخدام hangouts، واستخدم الملفات المشتركة للتعاون وتبادل الملاحظات، بالإضافة إلى إدراج جميع بياناتك في ملف قابل للمشاركة، وتنظيم أمورك باستخدام رزنامة مشتركة.
  1. Skype (Skype for Business): لإجراء الاجتماعات والمكالمات المباشرة.
Heba Elaiwa
  • قام بإعلانها Heba Elaiwa - ‏16/03/2020
  • آخر تحديث: 08/04/2020
  • قام بإعلانها Heba Elaiwa - ‏16/03/2020
  • آخر تحديث: 08/04/2020
تعليقات
(0)