قد يكون معظمنا موظفون محنكون في مجال المبيعات والذين يتوقع منهم إمتلاك موهبة فطرية في التعامل مع الآخرين حتى لو كان ذلك عبر رفع سماعة الهاتف وأخذ نصحية شخص من معارفنا تتعلق بعملنا. إن الإتصال مهارة لابد من تعلمها و إتقانها للتقدم في مسيرة البحث عن العمل ومن ثم التقدم في المسار المهني الذي إختار الباحث عن العمل سلكه. حتى يستفيد المرء من هذه المهارة بالشكل الأمثل، عليه أن يتجنب إرتكاب الأخطاء الأساسية التي ترتكب عند التعامل مع الآخرين حتى يجدهم المرء جاهزين لمد يد العون وتقديم النصح والإرشاد فيما إذا تم التعامل معهم بالشكل الصحيح. إذا ما هي الطريقة المثلى للإتصال و كيف يتجنب المرء تلك الأخطاء الأساسية لضمان نجاحه في عملية الإتصال؟
في هذا المقال يقدم لكم بيت.كوم ، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، موجز لكيفية إستغلال مهارة الإتصال بالشكل الأفضل وكيفية تجنب الأخطاء الأساسية التي يرتكبها الباحثون عن العمل في إتصالهم.
إن الغاية من الإتصال هي دراسة الحقل التوظيفي بالإستعانة بمساعدة ونصائح الآخرين لمعرفة فيما إذا كان هناك شركات تبحث أو ستبحث عن الموظفين الآن أو في المستقبل القريب. يتم ذلك عن طريق الإستفسار عن تلك الأمور من الأشخاص الآخرين و من معارفهم. يعتبر الإتصال وسيلة عظيمة لتوسيع دائرة معارفك المهنية مما يساعدك على معرفة الجديد في المجال المهني الذي تبحث فيه عن وظيفة كما يساعدك أيضا على كشف سوق الوظائف "المخفية" الذي يحتوي على عدد كبير من الوظائف التي لا يتم الإعلان عنها و التي يتم شغلها من خلال التوصيات الشخصية. ليكن الهدف من الإتصال هو الحصول على النصائح القيمة والمعلومات والإرشادات التي تتعلق بالسوق الوظيفي إلى جانب التعرف على عدد من الأشخاص الذين قد يساعدوك في التعرف على أشخاص آخرين من ذوي النفوذ.
تعامل مع إتصالك و كأنك تتعامل مع أي مشروع هام. فعليك أن تخطط له بدقة و أن تجري له الدراسات والكثير من التحضيرات. إبدأ بوضع خطة تبين لك موقعك وما الذي يجب عليك إنجازه وما الوسائل التي ستتعبها للوصول إلى هدفك، ثم قم بوضع إستراتيجية للنجاح تتبعها مع مجموعة من الأشخاص من أصحاب الإدراك الواسع و الشامل الذين تعرفهم في الوقت الحالي إلى جانب الأشخاص الذين تود التعرف عليهم في الشركات التي تستهدفها في بحثك عن الوظائف بالإضافة إلى الأسئلة التي ستسألها عند ملاقاتك للأشخاص المعنيين و الفعاليات التي تود حضورها.
أدرج كل الأشخاص الذين يمكنهم تقديم المساعدة لك في لائحة معارفك الأولية و يتوجب عليك ألآ تقلل من مقدار المعرفة التي يمتلكها معارفك المباشرين. ذلك لأنك قد تتفاجئ لمعرفتك بأن أقرب الأشخاص لك قد يمكنهم أن يقدموا لك المساعدة من خلال الإتصال بمعارفهم حتى تعثر على الوظيفة المناسبة لك. عليك أن تكون على إتصال مع كل شخص تعرفه كما عليك القيام بإعلام الآخرين بأنك تبحث عن وظيفية مناسبة لك.
نوصيك ألآ تحدد نفسك بالإتصال مع مجموعة صغيرة من الناس حتى تتوصل إلى الأشخاص المناسبين العاملين في الشركات التي تطمح بالعمل بها. عليك أن تكون مبدعا في إبتكار أساليب تستطيع التعرف من خلالها على أكثر عدد من الأشخاص الذين قد يساعدوك. لا تحدد نفسك بدائرة معارفك المباشرة من الأصدقاء والعائلة إذ عليك أن تتخطاها إلى الإجتماع مع زملائك وعملائك ومزوديك السابقين وأعضاء المجموعات و النوادي التي تنتمي إليها. ليكن في جعبتك عنواين الخبراء والمهنين الذين قمت بحضور ندوات تدريبية ومؤتمرات أو أية فعالية آخرى قاموا بعقدها داخل إطار المهنة التي تعمل بها كما عليك حضور الفعاليات التي تعقدها المنظمات و الغرف التجارية وأي نشاط آخر له علاقة حيث تستطيع أن تلتقي بالعديد من الأشخاص مما يوسع من نطاق دائرة معارفك.
يتطلب الإتصال الفاعل منك الخروج بنص تستخدمه عند الإتصال بالأشخاص الذين قد يمدوا لك يد العون في بحثك عن فرصة عمل. يجب أن يجاوز ذلك النص بين الرصانة و المرونة التي تسمح للطرف الآخر بالمشاركة في الحوار. أيضا، لا بد للنص أن يكون موجزا و مكتوبا بمهنية عالية كما يجب عليك أن تكون جاهزا لسرده في أثناء أتصالك. لكن الأهم من ذلك هو التحضير المسبق للنص و تعديله بالأخص الجزء الذي يتعلق بالأسئلة التي ستسألها للأشخاص الذين تقصدهم بشأن أخذ النصائح و الإرشادات المساعدة في عملية البحث عن العمل. تتم الطريقة المثلى للإتصال عبر التوصيات التي يقوم بها الأشخاص الذين تقصدهم، فبعد أن تتم توصيتك إلى شخص آخر، عليك أن تقوم بالتعريف عن نفس ك و أسم الشخص الذي قام بالتوصية و يأتي كل ذلك بعد أخذ إذن ذلك الشخص لأخذ بضعة دقائق من وقته. ثم عليك أن تتطرق مباشرة إلى الغاية وهي أخذ النصائح و الأرشادات والمعلومات عن سوق العمل التي ستساعدك في بحثك عن عمل إلى جانب إعطائك أسماء المزيد من الأشخاص الذين يمكنهم المساعدة في مسيرتك.
عند ممارستك لنشاطات الإتصال، لا يمكنك طلب الحصول على عمل بشكل مباشر حتى لو كانت تلك أهم غاية من الإتصال. عليك أن تبدأ بالحصول على النصائح و الإرشادات و ذلك لكونها الطريقة الصحيحة التي ستساعدك في العثور على عمل. فإن طلبت العمل من شخص ما مباشرة، قد يجاب عليك بالرفض وتغلق نافذة المعلومات والتوصيات وفرص العمل المستقبلية التي قد تتوصل إليها من ذلك المصدر.
عامة، لا ينتج أية إنسجام طويل الأمد بينك وبين بعض الأشخاص الذين قد تتحدث معهم بشأن البحث عن العمل، قد تصدف لمرة واحدة أن ينتج هناك علاقة مهنية طويلة الأمد تتخطى حدود العلاقات المهنية العابرة. عليك أن تبذل جهدك في التأثير على من تقابله بمهنيتك و مهارات إنصاتك كما يجب عليك المحاولة في جعل الحوار ينساب حيث تستطيع المشاركة في الآراء ووجهات النظر عن وضع سوق العمل. حينها، ستحصل على المزيد من النصح و الإرشاد و أسماء أشخاص آخرين قد يمدوا لك يد المساعدة في العلاقات المهنية الطولية الأمد التي بنيت على كسب الثقة المشتركة.
عليك الحفاظ على وضوح نواياك و إيجاز حوارك مع التشديد على المهنية المطلقة. فعليك أن تتجنب سؤال شخص ما لا تعرفه عن حاله أو عن رأيه عن حالة الطقس اليوم كمثال، فأي أسئلة أو تعليقات من هذه النوعية التي تعد خارجة عن الموضوع الأساسي ليس لها أي أهمية. يعد طلب الحصول على المزيد من الوقت من الذين تقابلهم أمر غير لائقئ، حدد حوارك لكي لا يتعدى الخمسة دقائق وإذا قرر الشخص الذي قصدته إمضاء المزيد من الوقت معك، فإن تلك لفتة كريمة يجب إستغلالها.
ننصحك بعدم فقدان الأمل و اليأس فيما إذا قال لك شخص ما قمت بالإتصال به في أثناء بحثك عن العمل بأنه ليس لديه الوقت الكافي للتحدث معك الآن، بل ندعوك إلى الإصرار على تحديد موعد آخر لتتصل به في المستقبل. أيضا، حاول أن تدعوه إلى تناول فنجان سريع من القهوة معك في الوقت الذي يناسبه فإن ذلك يمكن إعتباره من اللقاءات الشخصية التي تعتبر من أفضل الوسائل التي تجني أفضل النتائج في بحثك عن الوظائف و ذلك للدور الهام الذي تلعبه في عملية كسر الجمود بشكل أكبر من المكالمات الهاتفية. أيضا، ندعوك إلى عدم التعامل مع الأمور بشخصية إذا لم يبدي شخص ما أي تعاون معك و الإتصال بشخص آخر على الفور.
قد يخصص أكثرية الأشخاص الذين ستقصدهم بشأن بحثك عن عمل بعض الوقت لمقابلتك و إعطائك النصائح حول البحث عن العمل، الأمر الذي يجب أن يدفعك للتعامل معه و كأنه لفتة كريمة. إذ يتوجب عليك عدم إحتكار الحوار بالتحدث عن نفسك و عن أهدافك التي ترغب في تحقيقها. فعليك محاولة الإتيان بنبذة صغيرة عن نفسك لا تتعدى الثلاثين ثانية و يجب أن تخصص الوقت المتبقي لطرح الأسئلة وإعطاء الإجابات. إنه لأمر ضروري أن تظهر الإحترام والتقدير للوقت الذي أخذه الشخص المقصود عبر متابعة أي مكالمة هاتفية أو مقابلة مهنية بخطاب شكر تعلمهم من خلاله عن استعدادك التام لتقديم أية نصائح أو مساعدة قد يحتاجونها منك في المستقبل.
إن البحث الناجح عن الوظائف قد يشمل التحدث إلى ما يقارب الخمسين إلى مائة شخص، فغالبا ما يكون الأشخاص عرضة إلى نسيان بعض المعلومات الهامة التي توصلوا إليها في مسيرتهم للبحث عن عمل. فإذا أردت تجنب حالة النسيان تلك، عليك أن توثق كل شئ علمته عن كل فرد تعاملت معه بالإضافة إلى إسمه و أرقامه و عنوان بريده الألكتروني. أيضا، يجب توثيق التفاصيل المتعلقة بالأشخاص الذين تحدثت إليهم والتي ستزيد من استعدادك وجاهزيتك إذا قرر أحدهم الاتصال بك في المستقبل.
تعتبر المتابعة والإيفاء بالوعود المقطوعة من أهم الأمور التي يقوم بها الباحث عن عمل، فيجب أن تقوم على سبيل المثال بمهاتفة، أو إرسال سيرتك الذاتية إلى ذاك الشخص من معارفك الذي وعدته بفعل ذلك. يجب أن تطمح لكي تكون حاضرا في ذهن الأشخاص الذين قمت بالإتصال بهم إما عن طريق مكالمة هاتفية أو إرسال بريد إلكتروني يحتوي على أمر يهمهم أو حتى تهنئتهم إذا سمعت عنهم خبرا سارا كحصولهم على ترقية أو إغلاق صفقة هامة. أيضا، لا بد أن تتذكر أن العلاقات الناجحة التي تتسم بطول الأمد تتطلب وجود الثقة و الحوار المفتوح بين الط رفين إلى جانب الفائدة المتبادلة بينهما.