مع الأعداد المتزايدة من الموظفين الذين أصبحوا يبحثون عن فرص عمل تحقق لهم أفضل توازن بين حياتهم و العمل و الزيادة التي طرأت في عدد الشركات التي أصبحت تتبنى سياسات مرنة للتوفيق نقل العمل و أولوياته إلى بيئة المنزل، أصبح العمل من المنزل خيار ممكنا. يرى الموظفون في ذلك فرصة مثالية للبقاء في صفوف القوى العاملة حيث يحافظون على ميزاتهم كموظفين في الشركة بينما يتمتعون بإيجابيات تمركزهم بالمنزل. إيضا، قد يقع بعض العاملون في منازلهم في أفخاخ لم يضعون لها حساب. بالأسفل، يناقش هذا المقال إيجابيات و سلبيات العمل من المنزل.
توفير التكاليف "الخفية"
يوفر العمل من المنزل العديد من التكاليف "الخفية" التي تندرج تحت بند الذهاب إلى العمل؛ هذه التكاليف تتضمن تكاليف رحلة الذهاب و الإياب من و إلى العمل إلى جانب التكاليف التي تدفع على السيارات من وقود و صيانة إلى جانب ضرائب المرور و آجرة المواقف. تندرج إيضا تحت قائمة التكاليف"الخفية" تلك، تكاليف غير مباشرة مثل الأموال التي تنفق على ملابس العمل الرسمية الباهظة الثمن و تنظيفها الفوري. يساهم إيضا العمل في المنزل في تقليل التكاليف التي تدفع على رعاية الأطفال الأكبر عمرا و لكن التوفير في رعاية الأطفال الصغار أمر لا ينصح به على الإطلاق حيث يجب على المرء الموازنة بين رعاية الأطفال الحثيثة و متطلبات العمل.
المرونة
إن المرونة أمرلا يتعلق بالأوقات و المواعيد فقط ، إنما هي أمر يكمن في مرونة تحديد مواعيد عملك الخاصة والتي تعتبر لدرحة ما من أهم جوانب العمل في المنزل. إيضا، تدخل المرونة في إستطاعة المرء أن يحدد البيئة التي يعمل فيها و إضائتها إلى جانب درجة الحرارة و الزمن و المكان بالإضافة إلى غيرها من عوامل. يمكن تلخيص هذه النقطة بإمكانية إختيار المكان و الظروف التي يود أن يعمل فيها المرء والتي يكون فرحا فيها و أكثر إنتاجية.
إمكانية تجنب عناصر الإلهاء
يمكن تجنب أحاديث زملاء العمل و لهوهم و الإزعاجات الغير ضرورية كذلك الإجتماعات الغير هامة يمكن تجنبها كلها عند العمل من المنزل.
القرب من العائلة
العديد منا يرى في القرب من العائلة بالإضافة إلى بقائهم في المنزل أمر مريح جدا. يكون العمل في المنزل للأهل أمر مهدئ و ذلك لكونهم على مقربة من أط فالهم وكونهم بجانبهم عند الحاجة. يمكن أن تطبق هذه النقطة أيضا على الكبار في السن عند حاجتهم إلى رعاية غير منقطعة.
توتّر أقل
إن التوتر الذي يظهر في القيادة في أثناء إزدحمات السير الخانقة في العديد من الدول يعتبر أمر غير نافع بشدة حيث يعتبر أمر مثير لسخط الموظفين الذين قد إستهلكت قواهم قبل إبتداء يومهم في الوظيفة إلى جانب كونه أمر لابد منه خصوصا إذا كان مكان العمل بعيدا عن المنزل. أما بالنسبة للضغوطات الآخرى يمكن إرداجها تحت لائحة مسببات التوتر في مكان العمل، نستطيع إدراج زملاء العمل الغير ودودين بالإضافة إلى بيئة العمل الغير صالحة و عوامل تشتيت الإنتباه المستمرة.
إنتاجية أعلى
عند العمل في المنزل يكون المرء بعيدا عن الضغوطات العديدة و عوامل تشتيت الإنتباه الكثيرة التي قد توجد في مقر الشركة. أيضا، يعتبر العمل من المنزل عامل مهم في زيادة الإنتاجية و ذلك بسب عمل الموظف في بيئته المفضلة و على إقاعه الخاص. أضف إلى ذلك، إنه يمكن إعتبار العمل من المنزل من العوامل التي تجعل المرء أكثر سعادة، الأمر الذي يؤثر إيجابيا في إنتاجية المرء و يساهم في زيادتها.
صحة أفضل
غالبا ما يكون للتنقلات من مكان لآخر و التي تتراوح مدتها من ساعة إلى ثلاثة ساعات تأثير سلبي على الصحة الجسدية و النفسية في آن واحد. يمكن أن يظهر التأثير الجسدي على الأشخاص الذين لديهم عادة ممارسة الرياضة قبل الذهاب إلى العمل و أما بالنسبة للتأثير النفسي فإنه مرتبط بالتنقل من و إلى مكان العمل إلى جانب بيئة العمل نفسها بما فيها من مؤثرات على الصحة النفسية. بالعمل من المنزل، يوفر المرء الوقت الذي يذهب هباء نتيجة رحلة الذهاب و الأياب إلى مقر الشركة و الذي قد يستغله المرء في إستكمال نشاطاتهم الرياضية بمشيهم مسافات طويلة قبل أو بعد العمل.
توازن أفضل بين العمل و الحياة
في هذا الزمان أصبح طموح كل العاملين هو إيجاد التوازن بين الحياة و العمل. الآن، أصبح من السهل تحقيق ذلك الأمر مع العمل من المنزل، خصوصا إذا كان للموظف وسيلة متوفرة و سهلة للذهاب إلى المكتب في حال طلبه بالإضافة إلى العمل لفترة قليلة هناك مع توصله إلى إجراء يمكنه من التنسيق الدقيق بين الحياة و العمل حتى يحصل على التوازن الأمثل بين هذين الجانبين من الحياة.
العزلة
غالبا ما يشتكي العاملون من المنزل من العزلة و الوحدة بسب عدم تواجدهم مع رؤسائهم و زملائهم، إذ يمكن أن يكون هذا الأمر محبطا جدا للبعض. إن ذلك الأمر يتطلب من الباحثين عن العمل أن يكون مبدعين في ملاقاة الأشخاص وإنشاء الصداقات إلى جانب البقاء على إتصال مع زملائهم في العمل وذلك لبعدهم عن مقر الشركة الذي يوفر المكان المناسب للتعرف على الناس و تكوين الصدقات.
مصادر إلهاء جديدة
بالرغم من تجنب عوامل تشتيت الإنتباه التي توجود في الشركة من خلال العمل في المنزل، قد تظهر عوامل إلهاء جديدة فيه. يمكن للإزعاجات أن تنتج عن ألأطفال و العمل و الجيران و أيضا يمكن أن تكون العائلة مصدرا هائلا للإزعاج. إذ يجب بذل جهود جبارة لإعلام الآخرين بأنك تعمل من المنزل و إنك غير متفرغ خلال ساعات العمل بالرغم من حضورك في المنزل.
صعوبة الفصل بين العمل و العمل المنزلي
يكون إغراء الخوض في الأمور المنزلية قويا جدا بسب التواجد في المنزل. بينما يحاول المرء أن يؤدي واجبه الوظيفي يجد نفسه مضطرا إلى تنظيف المنزل و التسوق و رعاية الأظفال بالإضافة إلى الطبخ و إدارة الأموال المنزلية و حتى ملاقاة الناس. إنه من الضروري أن يضع المرء حدا بين المنزل و العمل حتى يتنجب المعانة في هذاين الجانبين.
العمل لا ينتهي
بسب غياب الرقيب الذي يعمل على التأكد من الإلتزام بساعات العمل في الشركة، يشعر المرء برغبة بالعمل بلا إنقطاع. قد يصاحب تلك الرغبة الشعور بوجود توقعات و آمال كبيرة يجب تحقيقها بما أنه شخص يعمل من المنزل أو في بعض الأحيان قد يصاحبها ضغوطات تفرضها النفس لإثبات الذات و قدراتها. إيضا، يمكن القول أن غياب حاجز فاصل بين العمل و المنزل قد يسهم بزيادة الضغط الذي يفرض على المرء الإستمرار بالعمل.
الإبتعاد عن تطورات الشركة اليومية
يمكن أن يحدث كثير من التغير في الشركة من يوم ليوم مما يدفع الشخص الذي يعمل من المنزل بالشعور بالبعد عن التطورات الهامة التي تحدث في الشركة؛ كالتغيرات في الطاقم الوظيفي و الأعمال الجديدة التي أصبحت تقوم بها الشركة بالإضافة إلى التغيرات في إتجاه الشركة و المعلومات عن المنافسين الجدد.
خطر عدم الحصول على ترقية
يكون خطر عدم الحصول على ترقية أو أي فرص تطوير مهنية وشيكا جدا في حال العمل من المنزل بينما يكون الموظفون الآخروون يتنافسون عليها في مقر الشركة. حتى يتجنب المرء خطر عدم أخذه بعين الإعتبار لترقية، يجب عليه أن يعمل على فتح قناة إتصال مستمر بينه و بين الإدارة إلى جانب القيام بزيارات منتظمة لمقر الشركة لإثبات تفانيه و إخلاصه و إلتزامه حتى لا يصبح عرضة للنسيان.
ضرورة ضبط النفس
لا يصلح العمل من المنزل لجميع الأشخاص، وذلك لأنه يتطلب الكثير من التفاني و الإخلاص إلى جانب ضبط النفس و الإنضباط بالإضافة إلى تحفيز النفس على الإصرارعلى العمل من المنزل دون صحبة الآخرين و أيضا على تحفيزها على عدم الخضوع إلى الإغراءات بالإضافة إلى ضياع حافز الإنتاج. في الغالب ما يكون الإتيان بتنسيق يسمح للموظف بالحضور إلى مقر الشركة مرة أو مرتان في الأسبوع و يضمن للموظف بقائه على إتصال مع رؤسائه و زملائه في العمل إلى جانب تزويدة بآخر التطورات في الشركة بينما يكون الموظف متنعما براحة و دفئ منزله عند عمله من هناك.