كلما تضاعف حجم الشركة و كلما زادت العولمة تنوع الشركة و ظاهريتها كلما تضاعف حجم التحدي الذي يواجهه القادة. أفصح (مانفيرد كتس دو فرييه) في مقابلتة معه أجراها موقع (نولدج) الإلكتروني التابع للمعهد الأوربي لإدارة الأعمال أن " إدراة الشركات الضخمة تعد من الأمور الصعبة جدا و ذلك بسب ضخامة الأمور فيها".
يوجد تحدي حلقي آخر يواجه القادة و هو الحفاظ على ديمومة نمو الشركة لأجيال عدة. أشار (دو فرييه) قائلا: "بالنسبة لي، يكمن الإختبار الحقيقي للقادة في مدى جودة الآداء الذي سيقدمه خلافائهم و قليلا من القادة ما ينجحون في هذا الإختبار". يجب على القادة مساعدة الأفراد في إعادة إبتكار شركاتهم . يشبه (دو فرييه) الشركات هنا كأفعى أسطورية إلتهمت ذيلها و لكنها تنمو بإستمرار عبر صلة حلقية.
يجب على القادة رفع مستوى رؤيتهم و تحسين مهاراتهم حتى يكملوا هذه الحلقة و حتى يؤسسوا شركات ذات إستدامة مستمرة منشئة على أساس تحقيق أفضل النتائج في مجالها. يؤمن (دو فرييه) بأهمية تدريب الطاقم أو المجموعة كواحد من أكثر الأساليب فاعلية لتحقيق ذلك النجاح الطويل الأمد.
لقد كرم ( كتس دو فرييه) مدير مركز القيادة العالمية في المعهد الأروبي لإدارة الأعمال مؤخرا من قبل الإتحاد الدولي للقيادة بسب مساهماته الهامة في مجال دراسة القيادة. لقد كانت تلك المرة الأولى التي منحت فيها هذه المؤسسة الرفيعة تلك الجوائز. لقد دفع عمل (مانفيرد كتس دو فرييه) المكثف في مجال تدريب القادة في عالم الأعمال إلى الإيمان بحاجة القادة إلى إدراك ذاتهم بشكل أكبر من غيرهم: " العديد من المدراء التنفيذون لا يعرفون أنفسهم جيدا". يعرف بعض القادة طبيعة الأمور التي تواجههم لكنهم لا يعرفون كيفة تغير إتجاهها. يقول (كتس دو فرييه) عن أولائك القادة أن عملية وضع الأهداف الصحيحة للشركة صعبة بالنسبة إليهم بالإضافة إلى عملية كسب تأييد الأشخاص لقيمهم و أهدافهم.
يعلق (دو فريية) قائلا: "يجب على القادة مساعدة الأشخاص للتفكير خارج نطاق الإطار العام"، و يضيف قائلا: "يعد ترجلك عن الحصان الميت هو أفضل عمل تقوم به. يوجد العديد من الأشخاص الذين يحاولن أقصى جهدهم للبقاء على ظهر حصان ميت، لكن أنت عليك القيام بشأن مختلف". يتطلب القيام بذلك طواقم تتكون من قايدين مميزين و ليس إداري تنفيذي مميز ناجح في أي شركة. يقول (دو فرييه): "إن القيادة رياضة جماعية". لا بد للطاقم أن يمتلك أهداف و قيم واضحة. تعرف الطواقم الوظيفية الأكثر نجاحا كيفية كسب تأييد الأشخاص للقيم التي يتمسكوا بها و يعرفون أيضا الطريقة التي يجعلون الناس عبرها يمارسون هذه القيم.
يؤمن (كتس دو فرييه) أنه على القادة العمل بجد و جهد في إنشاء أماكن أفضل للعمل. يناقش (دو فرييه) هذه الفكرة معتبرا إيها ليست غاية إنسانية فقط. لقد أصبح العمل معقد هذه الأيام بسب التغير السريع للتكنولوجيا و طواقم العمل الإفتراضية التي تفصلها الإختلافات الثقافية و الجغرافية و تحديات الأفراد في إدارة حياتهم المهنية. يرغب العاملون بالوظائف التي تجعلهم يحبون القدوم كل يوم للعمل فيها. لذلك السبب لا بد أن يكون تحقيق تلك النية هدف هام لأي موظف تنفيذي.
يشير (دو فرييه) إلى أن القادة الذين يعملون على إنشاء صلة عميقة مع موظفيهم هم الذين سيكون النجاح من نصيبهم. يعمل أولائك القادة على قيادة طواقمهم بأسلوب رمزي و فعلي أيضا حتى يتمكنوا من إنشاء الشركات التي يشعر فيها الناس بقدرتهم على القيام بأفضل ما عندهم. "عليك أن تأسر أذهان الناس و قلوبهم و عليك أن تكسبهم كعنصر أساسي في الشركة" يقول (دو فرييه).
SOURCE: INSEAD