تمثل تلك العبارات السابقة ما نقوله لأنفسنا أو نسمعه من أصدقائنا أو زملائنا.
يصرح وليام يوري مؤلف“The Power of a Positive No” ، أن الناس أعتادوا الإجابة بنعم حتى في الأوقات التي يرغبون فيها الإجابة بالنفي. فوازدادت أعداد الموظفين من الذين يخشون رفض أعباء وظيفية اضافية خاصة في ظل الأزمة الإقتصادية التي تدفع المزيد من الشركات إلى التخلي عن عدد كبير من الموظفين. أظهرت دراسة "تحفيز الموظفين في الشرق الأوسط" التي أجراها موقع بيت.كوم أن57% من الموظفين من الذين شاركوا في هذه الدراسة والذين كانوا من سكان منطقة الشرق الأوسط يعانون من ضغوط عمل هائلة.
وغالبا ما ينبثق ضعظ العمل عن مجموعة من العوامل بما فيها أوقات العمل الطويلة، والمسؤوليات الجديدة الإضافية والمواعيد النهائية الضيقة وقلة الوضوح في ما يخص العمليات والنتائج المتوقعة. كل ذلك يمكن تنظيمه بخطة واضحة تبين مكانك الحالي وما هي المساهمات التي تستطيع تقديمها، وقدرتك على التحمل والمصادر التي انت بحاجة اليها. ان وضع حدود معقولة لنفسك لن يضمن لك صفاء ذهني فقط بل سيزيد أيضا من تركيزك، مما يرفع من إنتاجيتك!
- تولي مسؤوليات كثيرة لا تستطيع تحملها دفعة واحدة: يخشى معظم الموظفين رفض طلب لمديرهم حتى لا تتضرر العلاقة الهشة التي تجمع المدير بالموظف. ولسوء الحظ يمكن لذلك أن يشكل معضلة محتملة. فلا يعلم المدير بكل المهام الموجودة على جدول أعمالك ولذلك السبب هو لا يعلم انه يضغط عليك بشكل كبير. عليك "إدارة مديرك" بطريقة مهنية واطلاعه عن هذا الأمر بكل مهنية. إن المعادلة بسيطة جدا: هل هناك توازن بين دوام عملك والواجبات التي تتولها؟ هل تعمل ساعات إضافية؟ هل تجد نفسك عرضة للعمل في أيام عطلة نهاية الأسبوع على مشروع أساسي أحيل إليك للتو؟ لا يعلم المدراء أن تحمل مسؤوليات تفوق طاقتك قد يؤدي في نهاية المطاف إلى نتيجة نهائية ذات نوعية سيئة جدا. لذلك، عليك إطلاع مديرك عن مدى انشغالك كما عليك دعم ذلك بحقائق واضحة. وقد تبين من آخر دراسة أجراها بيت.كوم والتي تناولت موضوع تحفيز الموظفين أن91% من الموظفين في منطقة الشرق الأوسط شددوا على ضرورة وجود توازن بين الحياة والعمل للحفاظ على مستوى اندفاعهم وانتاجيتهم في العمل. إذا انت عادة من الأشخاص المهنيين والملتزمين لن يحكم عليك زبونك أو يقدم على استفزازك بل سيقدر شفافيتك والتزامك وحرصك على تقديم أفضل نوعية.
- تنفيذ/الموافقة على تنفيذ واجب ليس له علاقة بتاتا بمجال عملك: أشار الموظفين في منطقة الشرق الأوسط في دراسة "تحفيز الموظفين في الشرق الأوسط" "تحفيز الموظفين في الشرق الأوسط"إلى ان32% منهم يجدون الحافز في عملهم عندما تسنح لهم الفرصة بتطوير مهاراتهم. هل يعني ذلك العمل على تعبئة نماذج عطلة الموظفين بينما أنت مصمم جرافيك؟ أو هل يعني ذلك توليك مهام الإشراف على منتدى الشركة في الوقت الذي أنت فيه محاسب الشركة فمهما كان ذلك مفيدا من ناحية تطورك المهني على المدى البعيد، لا بد لك في نهاية المطاف من اجراء تحليل لوضعك على المدى القصير آخذا بالحسبان الوقت الذي يستغرقه تنفيذ كل واجب طارحا هذا الموضوع مع مديرك بكل انفتاح. ان تولي مهمات جديدة أمر مرض ومغذي لروح التحدي حتى ولو كانت مختلفة تماما عن مجال تخصصك، الا ان كسبك للمعرفة المناسبة يتطلب إستثمار لوقتك يضاف الى الحصة التي تستثمرها من وقتك في واجباتك العادية. إذا رأيت أن برنامجك لا يسمح بتخصيص هذا الوقت الاضافي، قوم برفض تولي هذا العمل.
- ضغوط العمل التي تضر بك نتيجة لتراكم المواعيد النهائية: الواجب الأول عاجل جدا (مطلوب تسليمه عند نهاية اليوم)، أما الواجب الثاني فهو أيضا هام جدا (مطلوب تسليمه عند نهاية اليوم أيضا). ولكن، بالنسبة للواجبين الثالث والرابع فقد تم إسنادهما إليك للتو (مطلوب تسليمهما "البارحة"). أنه لأمر أكيد أنك قادر على إنهاء كل تلك الوجبات بمهنية عالية، ولكن المواعيد النهائية التي التزمت بها ليست بالواقعية. عليك ان تدرك أهمية ترتيب الأولويات الخاصة بالواجبات المحددة، قد تحتاج هنا في الواقع للجوء إلى مساعدة مديرك في ترتيب هذه الأولويات. لن تكافئ هذه المبادرة بالتقدير فقط، بل ستزيل أيضا بعض من الحمل عن كاهلك وتساعدك على الإلتزام بمواعيد نهائية تكون أكثر واقعية. أفصح32% من الموظفين في منطقة الشرق الأوسط في دراسة "تحفيز الموظفين في الشرق الأوسط" التي أجراها بيت.كوم أنهم يجدون دعم مديرهم أمر هام جدا في رفع حماسهم في العمل. تعد مراجعة مديرك أمر في غاية الأهمية كلما واجهتك أي عقبات أثناء تنفيذك لواجباتك لأن ذلك سيظهر مدى إلتزامك تجاه العمل، كما سيبين عنك أنك جدير بالثقة وتهتم لسمعتك المهنية وتلك التي تخص مديرك!
- القيام بخدمات شخصية خلال وقت العمل: هل طُلب منك جلب ملابس المدير من المصبغة، أو الإعتناء بحيوان المدير الأليف وأولاده خلال العمل بينما لا تنص واجباتك الوظيفية على ذلك؟ هل طُلب منك أداء بعض الواجبات لزميلتك وتنشغل بتنفيذ إجتماعاتها بينما تنشغل هي الأخرى بالتحضير لحفلتها بعد العمل؟ ضع أولياتك أولا، ثم تمتع بمساعدة الآخرين في المكتب، فليكن ذلك واضحا للجميع ان تلك الأعمال لا يمكنها ان تتضارب مع جدول أعمالك! تعد مساعدتك للآخرين والتعاون معهم في أوقات الحاجة أمر جيد، لكن يجب أن تأتي المسؤوليات الوظيفة أولا. فكل ما تبقى بوسعه الانتظار! تعلم كيفية رفض طلبات كهذه بأدب في حال تكررت. قم بالإشارة إلى أن جدولك لا يسمح لك بتنفيذ أي خدمات إجتماعية أثناء تراكم واجبات العمل العاجلة التي تقع ضمن مسؤوليتك المباشرة. ان الرفض لا يعني أنك شخص وقح بل يظهر واقعيتك وصراحتك!
في النهاية، يصح لنا القول أن مكان العمل أصبح الآن أكثر فوضوية من ذي قبل، وبقدر ما ترغب ارضاء زميلك/ رئيسك/الإدارة العليا، عليك التأكد أولا من عدم تأثر مهامك بشكل سلبي. لا ترضى بتنفيذ المطالب غير الواقعية عندما تعرض آدائك للخطر. أسأل نفسك دائما ما إذا كان الأمر الذي طلب منك واقعيا، وإذا كان لديك الوقت الكافي لتنفيذه، كما عليك التنبه ما اذا كان يتماشى مع أهدافك المهنية. لا تشعر بأنك تحتاج إلى الإعتذار أو إختراع الأعذار التي تضعف من موقفك. لا تترك مجال للتلاعب بمشاعرك ولمشاعر الذنب أو الخوف بان تخالجك. عليك عدم التوتر. كن هادئا وثابتا في موقفك: لا يعتبر من المعيب الإجابة بالنفي في مكان العمل تماما كما في الحياة العادية. سوف تدرك في نهاية اليوم، الفائدة الكبيرة التي ستدرها الإجابة بالنفي على الطرفين!